مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحد مؤسسي الحركة الإسلاميَّة الشيخ "علي عبد الله يعقوب" : رجعنا لقينا أخوانَّا المجاهدين في السلطة عندهم القروش والعمارات..!
نشر في سودانيات يوم 25 - 08 - 2012

يعتبر "علي عبد الله يعقوب" من جيل المؤسسين للحركة الإسلامية.. نعم لم يدرس بالسوربون أو أكسفورد، لكنه كان ذا موهبة تنظيمية وجماهيرياً من الدرجة الأولى.. يغير الأحداث بهتاف واتصال ويؤلف تحالفاً في غضون ساعات.. ليس تاجراً بالمعنى ولا رأسمالياً بالمعنى.. بل هو معلم بأصول من أرض كوستي.. درس بمصر وجاء للسودان بوعي سياسي في زمن عبود.. تخصص في الحرب ضد الشيوعيين بأدواتهم، وكان يمثل أباذر أيامه.. أسس نادي أمدرمان الثقافي كردة فعل لنشاط الشيوعيين وسط الشعب السوداني، وكأنه ينقل الصورة من ليلة البارحة الواقعة في العام 1964، كان هو و"حكمات" يسدان الطريق أمام مظاهرة أو يفرقان تجمعاً شيوعياً لبلبلة الأوضاع.
والآن ها هو الإسلامي النشيط والمعلم القديم على أذنيه سماعات طبية، لكن ما زال الوجه صبوحاً والضحكة مجلجلة.. فإلى هذا الحوار الذي يعيد للأذهان قضايا فاتت.. ولكن بلسانه وعباراته ثمة إضافة أكثر مما يوضع بين السطور.
{ عمنا علي عبد الله يعقوب.. متعك الله بالصحة والعافية؟
- آمين يا رب.. كيف حالكم مع (المجهر).. نتابعكم باهتمام.
{ أنت رجل مهم في الإنقاذ ولكن من دون مناصب؟
- هذا صحيح، أنا أعمل في الظل منذ خمسين عاماً.
{ لماذا جاءت الإنقاذ أصلا؟
- لأن الجو السياسي كان (بطالاً) جداً.. كانت المغانم هي الأساس، وكانت وزارة التجارة من أهم الوزارات.
{ لماذا؟
- لأن الرخص والمال والجمارك.. هذه كانت هموم الساسة في ذلك الوقت.
{ هل تريد أن تبرر الانقلاب؟
- نعم كان الجو ملبداً بالغيوم، وأخونا البشير سبقهم، ولولاه لسال نهر من الدماء.
{ في الظرف دا جاءت الإنقاذ (هذا ما تريد أن تقوله)؟
- كان الشيوعيون جاهزون لإبادة الرجعية، نحن والطائفية، أي مصلى، أي داعية، وأي شيخ إذا عنده قروش دا رجعي عند الشيوعيين.
{ تعلم أو لا تعلم أن الغلاء أثر في الولاء للإنقاذ؟
- الشعب السوداني الذي نعرف يقول الحمد لله أن الإنقاذ جات.
{ ما هي أكبر أخطاء الإنقاذ؟
- فصلت الناس من مناصبهم واستوعبت الإخوان في السلطة بدون وجه حق سوى الاستيلاء على السلطة وأبعدوا غيرهم من المناصب الكبيرة في الدولة والإعلام والتجارة وأعطوا الآخر الهامش.
{ أنت من الإسلاميين لماذا فعلتم هذا؟
- كانوا يفتكروهم معوقين لإقامة كتاب الله؛ ولذلك شالوا الناس البسكروا والزناة.
{ ثم نشرتم الفضيلة؟
- أنا لا أدعي أن كل ما رفعته الإنقاذ من شعار كان صحيحاً.
{ هل تؤيد رئيساً مسيحياً في الشمال على هدي المواطنة؟
- من يريد ذلك يقول أيضاً إن على العرب والمسلمين يرجعوا (مكان جاءوا).
{ الترابي سبق الجميع وعمل مذكرة تفاهم مع جون قرنق؟
- إذا حصل المرسوم في منفستو الحركة أول من يحاسب هو الشيخ الترابي لأنه عربي وزعيم المسلمين في السودان.
{ كنت وين وجئت من وين وماذا كنت تفعل؟
- جئت من مصر أيام عبود في 59 وكان الشيوعيون يدخلون للناس من الواجهات الاجتماعية لدرجة زيارة "برزنيف" للسودان وغطوا الساحة كلها.
{ ماذا عملت لكي توقف النشاط الشيوعي حسبما يرى البعض؟
- فكرت في كيف نحارب الشيوعيين فأنشأت نادي أمدرمان الثقافي لا الإسلامي.
{ لماذا (لا) الإسلامي هذه المرة؟
- كان الإخوان لا مظلة لهم، كانوا متحيرين في أمرهم يلتقون سراً في البيوت والمد الشعبي يبتعد منهم.
{ هل سُمح لك بفتح النادي (طوالي)؟
- قابلت ضابطاً كان هو فتح الرحمن البشير وكان الإخوان الكبار يرفضون الفكرة.
{ ولكنكم في نهاية الامر فتحتم نادي أمدرمان.. كم كانت العضوية آنذاك؟
- العضوية مكونة من ترزي وبنَّا ونجار، وكنت أنا رئيس اللجنة.
{ ولا بد أن التمويل كان ضعيفاً.. أنتم ثلاثة يا عم علي.. شوف التاريخ؟
- إيجار النادي 20 جنيهاً وكان مرتبي في الأحفاد (35) جنيهاً كمعلم، فسكنت في النادي لكي استغل مرتبي في الصرف على النادي.
{ والإنشاءات؟
- اشترينا ميكرفون
{ ميكرفون قبل الجمهور؟!
- جرى اتفاق بيني وأبوبكر عوض بالإذاعة لتقديم برامج الصباح ب 50 جنيهاً.
{ عملتم بالواجهات على هدى الأسلوب الشيوعي كما تقول؟
- كنا عاوزين غطاء، وأول محاضرة كانت عن الشعر الجاهلي للأستاذ عبد الله الطيب (حاجة بعيدة عن الإسلام).
{ ولكن النادي ثقافي، وين الغناء والمسرح؟
- أغرب شي في عام 61 سمعت صوتاً يغني داخل بيت عادي، فدخلته فكان ولد صغير يغني بالعود، وكان هو الفنان الحالي عبد الكريم الكابلي.
{ أطربك مش كدا؟
- كانت أغانيه للبطولة (ود المك عريس) (واخوان فاطنة) وكلها وطنية رامزة.
{ كان الخوف من الإسلاميين لفنان واعد أمر منظور؟
- كان جميلاً ووجيهاً يغني بالعود، وبالفعل رفض التجاوب معنا ولكن عثمان خالد مضوي أقنعه وجاء للنادي.
{ الأمور مشت كويس؟
- فكرت في شيء تاني ودعوت صديق منزول لمحاضرة في فن اللعبة.
{ كان لا بد من جرعة سياسية؟
- أيوا نعم ودعونا الصادق المهدي لمحاضرة عن التاريخ وكان الصادق من زمان يميل للإخوان.
{ وكان محمود محمد طه ما زال شاباً يبحث عن موطئ قدم؟
- طلب مني محاضرة في النادي وكان مهاباً جداً جداً.
{ مرة أخرى اكتفيتم بالمحاضرات بينما الشيوعيون في المسرح والأسواق الخيرية؟
- لا لا لا.. بل اشترينا المقاطف والمكانس وكنا جادين في توجهنا نحو المجتمع.
{ ورينا عملتوا شنو في هذا المجال الخدمي في وسط حياة الناس؟
- كانت كل مجموعة تمسك مكان.. وكان رجل مثل "صادق عبد الله عبد الماجد" مسؤولاً عن سوق الخضار بأمدرمان.
{ وكنت أنت الرئيس؟
- أبداً أبداً أبداً.. أنا كنت أكنس من شارع الموردة لشارع الفتيحاب وذات مرة دخلت أكنس منزلاً فجاء صاحبه ووجدني أنظف في مرحاضه، وكان زميلاً، فبكى موسى المبارك.
{ وانشأتم هيئة القرآن ونزلتم الحدائق العامة؟
- نعم كانت هي جامعة القرآن الكريم الحالية ومنعنا الاختلاط في الأماكن العامة.. لا خمرة ولا ممارسات شاذة، وكنا ننشر كتب الإخوان في نص المنشورات الثقافية والأدبية.
{ من كان يدعمكم؟
- يدعمنا كل من يقف ضد الشيوعية.
{ كيف التقيت بالزوجة حكمات حسن سيد أحمد؟
- جاءت أربع بنات للتعرف على نشاطات النادي، وكن معلمات في معهد أمدرمان العالي عائشة سيد أحمد، وحواء جمعة، فاطمة عبيد وحكمات.
{ ذكرت حكمات آخر واحدة وكانت الأولى لأنها أم الشهيد خالد؟
- كانت هدية ضخمة وما زالت جميلة.
{ عشت قصة حب عمنا "علي"؟
- نحنا إخوان مسلمين، وهذا ما قلته لذويها حينما سئلت أين وجدتها.
{ كيف ترى ثورة مايو؟
- حينما اندلعت مايو كنا أنا وحكمات في ألمانيا لأننا لم ننجب طوال عشرة أعوام، وحينها سألت القائم بالأعمال بسفارة السودان: أي المدنيين وراء العسكر، فقال فاروق أبوعيسى فعرفت وقلت لحكمات (خلاص ما في مشي للسودان) ديل شيوعيين.
{ ولكنك ساهمت في حل الحزب الشيوعي؟
- جئت للمعهد العلمي صدفة عشان آخذ حكمات فوجدتهم زعلانين وقالوا لي في واحد سب السيدة عائشة، والقصة أن سعاد الفاتح في الندوة قالت عن شيوعية النساء في الحزب الشيوعي.
{ فماذا عملت؟
- قلت لا تنتظروا فتوى، وأنا إن وجدته أشق بطنه فوراً، وكان شوقي قاعد جنبي ضحك عليََّ وقال لي (تحلنا أنت) وأقسمت له وقد كان.
{ هل أنت نادم على حل حزب سياسي لمجرد كلام فردي ربما لا يكون عضواً بالحزب الشيوعي؟
- كيف أندم..!
{ هل كان رأي الإسلاميين موافقاً لك؟
- لاقيت عبد الله حسن أحمد في قهوة أبو العلا وقال لي (دا كلام عادي) ورفض ربيع حسن أحمد التصعيد وقلت له شكراً.
{ بعض الولاء يشكل خطورة على الفهم الصحيح للقضايا؟
- أنا عندي ولاءين لله ورسوله ولعائشة، وولاء للإخوان.
{ وإذا تعارض الولاءان؟
- إذا تعارض الولاءان فولاء الإخوان تحت حذائي.
{ ما رأي إعلام الإخوان في قضية سب السيدة عائشة (قضيتك المشهورة)؟
- قابلت ناس الإعلام عبد الرحيم حمدي ويسن عمر الإمام ولم أخرج بشيء.
{ كل الطرق مسدودة أين ستذهب (عم علي)؟
- ذهبت إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم بالعباسية وقد أنشأها دكتور الباقر، ووجدتهم انتهوا من صلاة العشاء، وأخبرتهم القصة باختصار وكوَّنا فوراً (جمعية العقيدة ومحاربة الإلحاد).
{ وبعد داك عم علي إيه الحصل.. أيام لم تنم؟
- ثلاثة أيام لم أنم.. (مشيت) الجامعة الإسلامية وشافوني شكلي غريب وفي البوفيه صرخت (تاكلوا السم إن شاء الله) الإسلام انتهك ما تكبروا.
{ ثم جاءت خطوة البرلمان (سقت الطلبة ومشيت)؟
- قررنا نصعد للبرلمان وكتبنا منشوراً لحل الحزب الشيوعي والموكب يتقدمه شيوخ المعهد العلمي وجماهير أمدرمان وطلاب الإسلامية.
{ هل تحصلتم على إذن من وزارة الداخلية للتظاهر والاحتجاج؟
- لم نأخذ إذنا، بل أحمد المهدي وزير الداخلية هو من أذاع البيان وملخصه أن هناك بعض المارقين سبوا السيدة عائشة.
{ الترابي وين؟
- سألته كيف يحل الحزب الشيوعي بينما صحفه ونوابه ودوره تعمل، فرد: لا نستطيع عمل شيء إلا بتغيير الدستور.
{ ثم سكت وذهبتم أنتم للخطوة التالية؟
- لم يسكت، أرسل للازهري وأخبره بأن (علي جاييك) وأذكر كيف قابلنا الازهري بالجلابية (ساكت)، وقلت له: السيد الرئيس أنت مدعو باكر لمخاطبة النواب بعد المغرب، وقد كان الحل.
{ العاطفة الدينية والحل الفردي (هذه كل الحكاية)؟
- أنا فخور بالعمل دا وأكرمني الله به إكراماً.
{ هل تعرف أين الآن الأخ شوقي؟
- صار أخا مسلماً وحمامة مسجد.
رجعنا لقينا أخوانَّا المجاهدين في السلطة عندهم القروش والعمارات..! (2)
{ كيف كانت سنة أولى جامعة؟
- كانت جماعتي دائماً هم ناس الحركة الإسلامية، ولم أكن أحب أركان النقاش لأنها كانت مهاترات بدون أفكار.
{ وكيف كانت نتيجة العام الأول؟
- كانت جيد.
{ هل أحببت أي بنت.. أخت مسلمة.. أو زميلة في الكلية؟
- كانت مسألة صعبة شوية، وما في وقت للقاءات الخاصة، كنّا ندخل استنفاراً، ثم نأتي، ثم نعود، هذه هي حياتنا في زمن أولى جامعة، كان الولاء للوطن والدين، جهاد وشهادة.
{ ما لقيتوا وقت للحب والتعارف مش كدا؟
- ما خلونا ناخد نفسنا في الجامعة.
{ اتلوموا؟
- كانوا أخوانا في يوم من الأيام.
{ من هو أصدق المجاهدين في نظرك؟
- ناجي عبد الله.
{ ومن ناس الحكومة؟
- بقيت ما بعرفهم كويس، ولكن كثيراً من الناس الصادقين في الوطني مشوا بيوتهم.
{ ليه كنتوا عاوزين تقلبوا نظامكم الإسلامي؟
{ لم يكن مخططاً لانقلاب، هذا حسب علمي، كنا مجاهدين بالعمليات، وسمعنا بالانقسام، وتكوين حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الشيخ "حسن الترابي"، ومعظمنا قال إذا رجعنا للشمال سننضم للمؤتمر الشعبي، لأنه يمثل الحركة الإسلامية.
{ وبعدين جيتوا للشمال ماذا حصل؟
- جاء المجاهدون ووجدوا المؤتمر الشعبي تعبان، وما عندو قروش ناسه في السجون وداره مؤجرة.
{ وكيف كان اختيار المجاهدين؟
- معظمهم اختار المال والسلطة.
{ ضعفوا أمام ذهب "المعتصم".. كما تقول المأثورة.. هل هذا صحيح؟
- الضعف حصل منهم لأنهم كانوا طلاب عاوزين مصاريف جامعية وأعطوهم الكفالة بإجراءات شكلية وسريعة.
{ كيف كان يترتب كل هذا الأمر مع المجاهدين العائدين وقد وجدوا الآباء انقسموا لشقين؟
- عملوا لينا لقاء مع "غازي صلاح الدين" سمعنا منه، ثم لقاء مع شيخ "الترابي" وسمعنا منه.
{ من الذي رتب لهذه اللقاءات؟
- إمارة المجاهدين بواسطة الشهيد "محمد عبد الله خلف الله".
{ هل تتفضل بتلخيص خطاب "غازي صلاح الدين" آنذاك؟
- كان يركز على تأكيد علاقة الشعبي بالحركة الشعبية والزمن داك مشكلة دارفور ما قامت لسع، وتحدث عن مذكرة العشرة ورفع لينا مستندات إدانة، ولكننا لم نرِ أي شيء وربما هي ورق فاضي مين عارف.
{ المعروف عن "غازي" أنه رجل هادئ؟
- أنا اعتبر "غازي" من المفكرين، ولكن أن يرفع في وجوهنا ورقاً أبيض لإدانة المؤتمر الشعبي هذا ما لا نقبله، وكان يمكن أن يوزع المستندات علينا لكي نتأكد من المستندات لنشارك في إدانة المؤتمر الشعبي.
{ وكيف كان خطاب "شيخ الترابي" في ذلك الزمن؟
- تركز خطاب "شيخ حسن" حول خيانة العهود ونقض المواثيق، وقال إنهم كحركة إسلامية طالبوا الرئيس بخلع البزة العسكرية وتفعيل الحريات العامة وإقامة نظام انتخابي، وقال إن هذا التفاوض بدأ منذ العام 1992م.
{ وإنتو مين عشان يقابلوا بيكم "الترابي" و"غازي صلاح الدين"؟
- نحن المجاهدين.
{ ألم تسمعوا أبداً بالمسرحية في صراع رمضان 1999؟
- عملوا لينا لقاء مقفول مع المرحوم "مجذوب الخليفة" و"إبراهيم أحمد عمر" وقالوا إن الخلاف حقيقي ما مسرحية.
{ هل هذا كل ما خرجتم به؟
- أنا شخصياً خرجت غضبان شديد لأننا تفأجنا بلقاء سياسي، واعتذر "إبراهيم أحمد عمر" عن هذا الأسلوب.
{ قلت لصحيفة (التيار) إنه تم ضبط أسلحة في منزلكم؟
- خانني التعبير، وقال "بحر إدريس أبو قردة" (وزير الصحة الحالي) إن السلاح دا (حق الطوارئ) ويخص الحركة الإسلامية.
{ وكيف سارت القضية؟
- طلبنا شهود دفاع "علي عثمان محمد طه" و"عوض الجاز" و"صلاح قوش" ليقولوا إنه بالفعل سلاح الطوارئ ويخص الحركة الإسلامية.
{ ثم ماذا بعد هذا؟
- رفض القاضي الشهود الدستوريين وتم تقليص شهود الدفاع من (600) لأقل من (100) فقط.
{ كيف يصل السلاح لبيتكم وتقول لا صلة لي به؟
- السلاح دا ما شفته إلا في قاعة المحكمة، وقلت للقاضي إنني لم أرِ السلاح إلا في هذه المحكمة.
{ ولكن عندك اعتراف قضائي؟
- اضطررت للاعتراف أمام نيابة الجرائم الموجهة ضد أمن الدولة.
{ كم كان عددكم؟
- كنا سبعة (7).
{ أين كان التحقيق؟
- في شقق مغلقة تحت كوبري كوبر.
{ ديل ناس الحركة الإسلامية؟
- أنا عارف إنوا ناس "المؤتمر الوطني" ما حركة إسلامية، وما ممكن ألومهم على ما يفعلوه فينا.
{ كيف كان يوم المحاكمة؟
- تمت تبرئة (44) منهم "الحاج آدم" نائب الرئيس الحالي، وحُكم على (10) غيابياً.
{ من هو القاضي؟
- القاضي من الأبيض وهو الذي أخبرنا أنه الوحيد الذي قبل الإمساك بهذه القضية، وبدورنا قدمنا طلباً برفض القاضي واستلمه بنفسه، وجاء الرد بعد محاكمتنا وقبل النطق بالحكم جاءنا مرتين لنقدم استرحامات.
{ أين المحامون؟
- انسحبوا، واقتُرح علينا أن نأتي بمحامين من العون القانوني ونعرف أنهم مؤتمر وطني، ولا يعقل أن يدافعوا عنا الأعداء.
{ هل كانت لحظة النطق بالحكم رهيبة؟
- بالتأكيد.
{ هل رأيت الأسرة وهي تتابع المحاكمة؟
- كنت مواجهاً للقاضي.
{ وكيف قضيتم آخر ليلة بالسجن؟
- عملنا جلسة إيمانية، وشكرنا بعضنا البعض، وتواصينا أن ننام مبكراً لأن يوم غدٍ سيكون يوماً طويلاً.
{ وهل صحيح حفظت القرآن؟
- نعم.. نعم.
{ كيف كان الشعور في التاسعة من صباح يوم الإفراج؟
- سجدنا في (الزلط)، وكانت شمس الحرية خارج السجن مختلفة عن شمس السجن.
{ وزرتم الأهل والأحبة؟
- زرنا (المركز العام للمؤتمر الشعبي)، وزرنا عمنا "الحاج يسن عمر الأمام".
{ وكيف وجدتم الأسرة الكريمة بعد غياب طويل؟
- عندي ود أختي تركته في سن الفطام قابلني وهو يصور بالموبايل.
{ والأخوات والأخوان؟
- أختي دخلت المعتقل وهي ممتحنة شهادة سودانية وخرجت وهي سستر بمستشفى بحري، وأخرى طالبة جامعية وجدتها متزوجة ولها طفلان، وبنات أخواتي من شفع صرن نسوان كبار.
{ والوالد والوالدة كيف وجدتهما؟
- كبرو كتير وتغيرت ملامحهما.
{ وكيف كان الشارع؟
- أول مرة أطلع رحت ثلاث ساعات.
{ وأصحابك؟
- وجدتهم كلهم متزوجين وآباء.
{ ما ندمت؟
- لا لا لا.. المسألة كلها أقدار.
والنهاية إيه؟
{ القضية أصلاً حظر حزب (المؤتمر الشعبي)، ولكن ربنا ستر.
{ هل لديك أي إحساس أن تترك السياسة لإتمام تعليمك؟
- السياسة هي حياتنا، ولن نتخلى عن حياتنا.
{ أنت صغير السن وربما لن تكون مؤثراً بالمعنى المطروح؟
- عندي معاهم مشاكل لأني ما بسكت عن الغلط.
{ هل زارك ناس المؤتمر الوطني بالخليلة؟
- زاروني، وأنا ما عندي مآخذ على أي زول حتى الذين اعتقلوني، وما عندي فهم انتقامي.
{ والبلد ماشة كيف؟
- البلد ماشة لهاوية.
{ والحل إيه؟
- الحل البلد دي لازم تمشي بالطريق الصحيح.
{ كيف؟
- نغير ما بأنفسنا أولاً، نرجع للدين ونقيم دولة الإسلام.
{ قعدت مع شيخ "حسن" خمس ساعات.. ماذا قال لك؟
- سألت "شيخ حسن" إذا النظام دا سقط البدائل شنو؟ قال لي إنهم في (64) و(85) لم يلقوا هذا السؤال.
{ هل كان صادقاً معاك في التفكير وطريقة الكلام؟
- نعرفه.. نعرفه.
{ وماذا قال لك أيضاً؟
- قال إن سياسة حزب (المؤتمر الشعبي) الجديدة إذا كانت عضويته (100) ف (90) منهم سيعملون داخل المجتمع والعشرة في السلطة.
{ والتسعون يعملون إيه؟
- دي خليها لمرة تانية.
{ إنت زعلان من الشيخ الترابي؟
- ما في زعل، لكن الشهداء ما برضى فيهم.
{ إنت محروق حشا ومتألم شديد مش كدا؟
- نار.. نار.. نار.
{ (نار).. خلاص أرجع الجهاد؟
- أمشي لشنو.. المبدأ شنو عشان نمكن النظام أكثر.
{ رجعت وجيت لقيت كل الأرض منفى، دي أغنية لوردي؟
- نحن رجعنا لقينا أخوانا المجاهدين في السلطة عندهم القروش والعمارات؟
{ وما هي رسالتك لهم وأنت تبكي؟
- الشهداء.. الشهداء.. الشهداء.
{ لمن ترسل مزيداً من المناديل؟
- ل"ناجي عبد الله" وللمناضلة "شريفة ساتي"، وهي شقيقة الصحفي "حسن ساتي".
{ من الذي أطلق عليك عصفور الجنة؟
- "سعد الدين جلال البدري" من شيوخ المجاهدين ورئيس تحرير صحيفة (التمكين).
{ وأنت تكتب تحت هذا الاسم أليست تزكية النفس ممنوعة؟
- هو لقب عابر والسلام.
{ كنت أصغر مجاهد؟
- كان عمري 16 عاماً في العام 97 .
{ هذا ممنوع حسب قوانين الأمم المتحدة.. هل تعرف هذا الأمر؟
- أمشي كلمهم.
{ من هو الشهيد الذي لا يفارقك أبداً أبداً أبداً؟
- الشهيد "علي غبوش علي".
{ ما هي نوعية نكات المجاهدين؟
- ما عندنا نكات نحنا ناس جادين.
{ عاوزين نستأذنك لتصوير الدكان الذي ضبطت فيه الأسلحة بمنزلكم بالخليلة؟
- بعد طلعت من السجن لقيت أهلي أزالوه (تشاءموا منه وكسروه).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.