"مؤتمر البجا" يهدد بالانسحاب من سلطة الخرطوم البشير يشارك في تشييع زيناوي وحزبه يرحب بدور إريتري في السودان الخرطوم - عماد حسن: هدد متمردون سابقون في شرق السودان بالانسحاب من الحكومة المركزية في الخرطوم بسبب تلكؤ النظام في تنفيذ اتفاق للسلام، فيما دعا مجلس الأمن الدولي السودان وجنوب السودان إلى تسوية الخلافات بينهما بسرعة . ووصل الرئيس عمر البشير إلى أديس أبابا للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الأثيوبي الراحل ملس زيناوي اليوم، بالتزامن مع ترحيب حزبه الحاكم بمبادرة الحكومة الإريترية لحل الأزمة مع الحركة الشعبية -قطاع الشمال . وقال موسى محمد أحمد رئيس مؤتمر البجا الذي يشغل في الوقت نفسه منصب مساعد الرئيس السوداني منذ عام 2006 في تصريح صحفي في أعقاب انتهاء اعمال المؤتمر العام لحزبه، أمس، “أجرينا تقييما لمدى تنفيذ اتفاق السلام وما ترتب على عدم التنفيذ من آثار، ونحن بصدد تقديم هذا التقييم إلى الطرف الآخر (سلطات الخرطوم) وفي حال عدم التنفيذ ستتخذ اللجنة المركزية للحزب قراراً بالانسحاب من السلطة" . وأوضح، حسب (أ ف ب)، أنه تم الاتفاق مع سلطات الخرطوم في إطار اتفاق السلام على عدد من الوظائف التنفيذية “ولكن عند التنفيذ كان العدد أقل" . وأنهى اتفاق سلام الشرق الذي وقع بوساطة من اريتريا عام 2006 الحرب في شرق السودان التي اندلعت عام 1994 . ونص الاتفاق على إعطاء البجا وظائف تنفيذية على مستوى الحكومة المركزية وحكومات الولايات الثلاث المكونة لإقليم شرق السودان وهي البحر الاحمر والقضارف وكسلا . ووصل الرئيس عمر البشير، أمس، إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للمشاركة في مراسم تشييع رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل ملس زيناوي اليوم . وامتدح البشير زيناوي وقال إنه من القادة الأفارقة الأفذاذ معبراً عن مشاعر الحزن التي اجتاحت السودان في ذلك المصاب الجلل، وقال “انه على يقين بأن القيادة الاثيوبية الجديدة ستواصل هذا المشوار" . في غضون ذلك، رحب حزب “المؤتمر الوطني" الحاكم بمبادرة أعلنتها الحكومة الأريترية مؤخراً لتقريب وجهات النظر السياسية بين الفرقاء السودانيين، موضحاً أن المبادرة تسعى لإيجاد حوار بناء بين الحكومة السودانية وأطراف من “الحركة الشعبية" الموجودين بالسودان . وقال الناطق الرسمي باسم الحزب بدر الدين أحمد إبراهيم إن السودان يرحب بالمبادرة شريطة أن تتفهم الجهات الإريترية مطالب وسقوفات الحكومة السودانية والشروط المختلفة، لتسهيل إجراء الحوار مع الطرف الآخر . كتغيير ما يسمى بقطاع الشمال بالحركة الشعبية لاسمه بجانب وضع السلاح، والالتزام بوقف إطلاق النار، والاستجابة لمطالب أهل ومشايخ منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، فضلا عن تغيير الشخصيات التي تتولى قيادة الحوار مع حكومة السودان . واتفق السودان وجنوب السودان على استئناف الرحلات الجوية المتوقفة بين البلدين منذ أكثر من أربعة أشهر . وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان إن رحلات الطيران سوف تستأنف حالما تكتمل الإجراءات الفنية وإن الطرفين يجريان محادثات لفتح المعابر البرية والبحرية . من جانبه قال وكيل وزارة النقل بجنوب السودان ديفد مارتن إن استئناف الرحلات الجوية يتوقف على جاهزية الشركات الناقلة بعد أن تم توقيع الاتفاقية . وفي الأثناء، دعا مجلس الأمن الدولي في بيان، الجمعة، السودان وجنوب السودان إلى تسوية الخلافات بينهما بسرعة، وذلك قبل استئناف المفاوضات بينهما المقررة بعد غد الثلاثاء بأديس بابا برعاية الاتحاد الإفريقي . وجاء في بيان مجلس الأمن أن الدول ال15 الأعضاء في المجلس “ترحب بالتقدم الذي حققه البلدان برعاية الاتحاد الإفريقي وخصوصاً بشأن تقاسم عائدات النفط، وأكدت أنها تأمل في عقد قمة بين رئيسي الخرطوم وجوبا “للتوصل إلى الاتفاقات اللازمة لتسوية كل القضايا العالقة" . ودعا البيان الخرطوم لسحب شرطتها النفطية من منطقة أبيي . وعبّر مجلس الأمن الدولي عن أسفه “لأن الجانبين لم يتمكنا من الاتفاق على عدد من المسائل الأساسية" من بينها ترسيم الحدود وجعلها منطقة منزوعة السلاح، ومشاكل المواطنة .