يمكن أن يكشف اختبار دم بسيط بدقة المراحل الأولى لاثنين من أكثر أنواع السرطان قبل ظهور الأعراض، حيث وجدت دراسات أولية أن اختبارات الدم نجحت بنسبة 95 في المائة في الكشف عن السرطان في المشاركين في التجربة، بما في ذلك سرطان الثدي في مراحله الأولى، وسرطان الرئة في مراحله الأولى والثانية، والمرحلة الثانية هى ما يبدأ فيها عادة ظهور الأعراض على المرضي. وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قال الباحثون من جامعة ولاية كنساس، إنهم قريبون من اكتشاف اختبار دم يساعد في الكشف عن سرطان البنكرياس أيضًا. إن اختبار الكشف عن السرطانات يعمل عن طريق زيادة نشاط إنزيم في الجسم، والذي يظهر وجود المرض. عندما يتم خلط الإنزيمات من دم المريض أو البول مع بعض الأحماض الأمينية مع صبغة معينة تظهر السرطانات ردة فعل محددة. وقال مطور هذا الاختبار البروفيسور ديريل تروير: "نحن نرى أن هذه الخطوة هي الأولى في مثل هذا النوع من التحاليل، التي يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين طرق الكشف المبكر عن السرطانات البشرية. يتبين في الوقت الراهن أن أكثر الناس الذين يمكن أن يستفيدوا من تلك التحاليل أولئك المدخنون الشرهون، أو الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع السرطان". وأضاف "إن هؤلاء الناس المعرضين للخطر يمكن أن يذهبوا إلى عيادة الطبيب مرة كل أربعة أشهر، أو مرة في السنة، وإجراء فحوصات بسيطة سهلة يمكن أن تنبئهم في وقت مبكر أنهم سيصابون بالسرطان". ووفقًًا لجمعية السرطان الأميركية، من المتوقع وفاة ما يقدر بنحو 39920 شخصًا بسرطان الثدي و160340 شخصًا بسرطان الرئة خلال العام 2012. وباستثناء سرطان الثدي، يمكن تصنيف معظم أنواع السرطان في أربع مراحل على أساس نمو الورم، وانتشار الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم. ويتم عادة اكتشاف سرطانات الثدي والرئة في المرحلة الثانية من الورم، وفي هذه المرحلة غالبًا ما يظهر على المرضى أعراض مثل التعب والألم والسعال. وهناك الكثير من الدراسات تظهر أنه "كلما اكتشف وجود السرطان في مراحل مبكرة زادت فرص السيطرة عليه". وقال أحد المشاركين في تطوير الفحوص البروفيسير ستيفان بوسمان: "إن المشكلة هي أنه لا أحد يعرف أنه في المرحلة الأولى من السرطان, ولا شيء يمكنه تحذيرك من أن هناك شيئًا خاطئًا في جسدك. فيكتشف المرض وهو في مراحل حرجة". إن تلك الفحوصات التي عمل عليها بوسمان وتروير تعمل عن طريق تفسير الاختلاف الذي يحدث على الإنزيمات في دم المريض أو في بوله. وعن ذلك الإنزيم قال البروفيسير بوسمان: "إن تلك الإنزيمات تساعد في الكشف عن أمراض أخرى تصيب جسم الإنسان, فعلي سبيل المثال يمكن للشخص الذي يدخن الكثير من السجائر أن يصاب بالتهاب في الرئتين. وهو ما نعرفه من خلال الفحص". وقال الباحثون "إنه بالإضافة إلى الكشف المبكر عن السرطانات، يمكن أن تكون تلك الفحوصات مفيدة في حالات أخرى مصاحبة لمرض السرطان. فعلى سبيل المثال، يمكن معرفة مدى استجابة المرضى لعقار معين يعالجون به، وبالمثل، يمكن للأطباء إجراء الاختبار لتحديد ما إذا كان قد تم إزالة كل الأورام من مريض بعد جراحة الاستئصال". وقام الباحثون بتقييم دقة الاختبار على 32 مشاركًا منفصلاً في مراحل مختلفة من سرطان الثدي والرئة. وجمعت البيانات من 20 شخصًا يعانون من سرطان الثدي - تتراوح أعمارهم بين 36 و 81 سنة - و12 شخصًا يعانون من سرطان الرئة - تتراوح أعمارهم بين 27 إلى 63 سنة. كما اختبر 12 شخصًا لا يعانون من السرطان كمجموعة تحكم. وتراوحت أعمار هذه المجموعة بين 26 و 62 سنة، وتم اختبار عينة من الدم من كل مشارك ثلاث مرات. ووفقًا ل "ديلي ميل" أظهرت التحاليل نجاحًا في اكتشاف مرض السرطان بنسبة 95% في المشاركين. وصمم الباحثان بوسمان وتروير طريقة اختبار أخرى، من شأنها عرض النتائج نفسها في غضون خمس دقائق، وتلقوا تبرعات للاستمرار في الأبحاث بلغت 189،000 جنيه إسترليني. ومن المتوقع أن يبدأ الكشف عن اختبارات اكتشاف سرطان البنكرياس وسرطانات أخرى، سرطان الثدي السلبي، في شهر