قال النائب الأول للرئيس السوداني؛ علي عثمان طه، إن بلاده تجاوزت صدمة انفصال الجنوب وخروج عائدات البترول من الموازنة، وأشار إلى أن بلاداً أخرى مرت بنفس ظروف السودان وشهدت مثل هذه التجارب، لا سيما حادثة الانفصال، انفرط عقد الدولة فيها. ودعا طه لدى مخاطبته البرلمان السوداني، اليوم الاثنين، إلى ضرورة أن تكون الخطة الاستراتيجية مرنة تستجيب للمتغيرات التي تطرأ على الأوضاع العامة بالبلاد، مشيراً إلى ضرورة أن تقوم الأجهزة التشريعية بالرقابة والتعاون مع الأجهزة التنفيذية لإنفاذ برامج وخطط الدولة الاستراتيجية. وأضاف: "كثير من الناس كان يقدر أن الانفصال الذي وقع العام الماضي لجنوب السودان وما تبعه من خروج موارد البترول من الموازنة العامة، وما تبعه من دخول للدولة في حروب ومواجهات أمنية وعسكرية، من شأن هذه الصدمة وقوتها أن تخل بتوازن الدولة وقوتها وأن يتهاوى السودان وأن تسقط الدولة ويتفتت الأمن في السودان والتماسك الاجتماعي، ولكن بلطف الله وشيء من حسن التدبير تم التمكن من احتواء وامتصاص الصدمات وتقليل آثارها ونتائجها حتى تستمر الحياة وتمضي المسيرة إلى الأمام". توافق وطني وقال النائب الأول إن ما حدث يؤكد أهمية الاستراتيجية وأن شعار الاستراتيجية ربع القرنية هو بناء أمة سودانية موحدة آمنة متحضرة متقدمة متطورة وأن شعار الخطة الخمسية الثانية 2012-2016م هو جمهورية ثانية قائمة على التوافق الوطني والتعايش السلمي والرقي الاجتماعي لدولة صاعدة تحقق الحرية والكفاية، مشيراً إلى أن الإنسان هو وسيلة وغاية الاستراتيجية التي تستهدف تحقيق أمنه وسلامته وصحته. وذكر طه أن الخطة الخمسية الثانية تميزت عن سابقتها الأولى في أنها جاءت بعد اكتساب خبرات في هذا المجال وتراكم خبرات في التخطيط والتنفيذ مع تحفظ في مجال الإحصاء والمعلومات التي ما زال السودان في حاجة إلى جهد وتدقيق أكبر فيها لبناء قاعدة معلومات وبنية تقنية حديثة تسهم في بناء مؤسسات الحكومة الإلكترونية.