محمد على قامت المنتديات الإسرائيلية منذ نشر نص خطاب مرسي لنظيره الاسرائيلي بالكثير من ردود الفعل والتعليقات عليه، وكان أبرزها ما ردده بعض من أعضاء منتدى "حديث السلام"، عبر ال "فيسبوك"، الذين اقترحوا ترشيح الرئيس محمد مرسي للفوز بجائزة نوبل للسلام، تقديرا له على هذا الخطاب بصورة خاصة وتمسكه بمسيرة التسوية مع إسرائيل بصورة عامة، بخاصة أن الرعب سيطر على العشرات من الإسرائيليين عقب الإعلان رسميا عن فوز الرئيس محمد مرسي بالرئاسة، واعتقد البعض آنذاك أن مسيرة التسوية بين مصر وإسرائيل باتت في حكم المسيرة "الملغاة"، إلا أن الواقع السياسي وخطاب الرئيس المصري يؤكدان عكس ذلك، ويشير إلى احترام الرئيس محمد مرسي لإسرائيل ومسيرة السلام معها. كما اشار التليفزيون الاسرائيلي الى ان التبريرات التي يسوقها العديد من قيادات الإخوان المسلمين أو القيادات السياسية المقربة من الرئيس مرسي والتي ترى أن الخطاب في النهاية "بروتوكولي"، وهو موضوع ومصمم في الرئاسة ويحمله أي سفير جديد، إلا أنه شكك في هذه المعلومة، بخاصة أن ما وصفته بعبارات الإطراء الشديدة وكتابة الرئيس محمد مرسي لعبارة "صديقي الوفي" لبيريز، تؤكد أن هذا الخطاب هو رسالة غير عادية وحميمية، وتعبر عن رغبة مصرية صادقة للارتقاء بالعلاقات المصرية- الإسرائيلية إلى أفق جديد، ربما يكون أفقا أفضل من الأفق الذي كان موجودا في عهد الرئيس مبارك. والجدير بالذكر ان الدكتور مرسي قد بعث خطاب للرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز اثارت صيغتها جدلا كبيرا الفجر المصرية «معاريف»: مستشارو بيريز استأذنوا السفير المصرى فى نشر رسالة مرسى لبيريز.. ورضا وافق بعد مناقشة الرئاسة محمد عطية التحريرأحداث ووقائع خطاب السفارة المصرية للرئاسة الإسرائيلية بعنوان «خداع مصرى.. مرسى يراسل بيريز وينفى»، هاجمت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية القاهرة أمس، مضيفة أن الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز كان قد تلقى أول من أمس «الثلاثاء» رسالة من نظيره المصرى محمد مرسى، قال فيها الأخير «تلقيت تهنئتك بشهر رمضان بامتنان شديد، إننى استغل الفرصة لأعود وأؤكد أننى أتمنى أن نتمكن من بذل كل الجهود، لإعادة عملية السلام بالشرق الأوسط لمسارها الصحيح، شريطة تحقيق الأمن والاستقرار لكل شعوب المنطقة ومن بينها الشعب الإسرائيلى». وأضافت الصحيفة العبرية أن الرسالة قام بنقلها ياسر رضا سفير القاهرة بتل أبيب للعميد حسون حسون السكرتير العسكرى لبيريز، لافتة إلى أنه رغم ذلك وبعد زمن قصير من نشر الأمر بالإعلام الإسرائيلى اتضح أن فى القاهرة قلقا إزاء الأمر، وقام مسؤولون مصريون بتجميد فكرة تدفئة العلاقات مع تل أبيب، حيث أعلن ياسر على، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن مرسى لم يبعث بأى رسائل إلى بيريز. ونقلت «يسرائيل هيوم» عن مصادر بالرئاسة الإسرائيلية قولها: «لم نتأثر بالنفى المصرى، الرسالة بعث بها مرسى، والنفى جاء بعد الكشف عن الرسالة لوسائل إعلام عديدة، وهو الأمر الذى لا يتناسب مع المصالح المصرية»، مضيفين أنه «بعد إدراك القاهرة أن الرسالة قد تفسر كخطوة ضعيفة وعاجزة من قبل مرسى، قامت بنفى الأمر رغم أن مكتب الرئيس المصرى هو الذى وافق على نشرها». بدورها قالت صحيفة «هآرتس» العبرية إن النفى المصرى غريب من نوعه خصوصا أنه يأتى فى ضوء حقيقة مهمة هى أن دبلوماسيين بسفارة القاهرة فى تل أبيب هم الذين نقلوا الرسالة إلى الرئاسة الإسرائيلية، وهى الرسالة التى جاءت على ورق خطابات رسمى خاص بالسفير وبختم سفارته، كما قام مسؤولون بارزون فى مصر بإبلاغ سفارة تل أبيب فى القاهرة بأمر تلك الرسالة. من جانبها لفتت صحيفة «معاريف» العبرية إلى أن تل أبيب قامت بعد النفى المصرى بالرجوع إلى سفارة القاهرة فى إسرائيل مرة أخرى للتأكد من الرسالة، وتبين أنها حقيقية وأصلية لا مزيفة، بعث بها قصر الرئاسة من القاهرة، وأشارت «معاريف» إلى أن السبب وراء النفى المصرى هو الصدى الإعلامى والانتقادات التى أثارتها الرسالة فى القاهرة والعالم العربى. ونقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن الرسالة تم نقلها الثلاثاء على يد ياسر رضا، السفير المصرى بإسرائيل، إلى مكتب الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، مضيفة فى تقريرها أن مستشارى الأخير سألوا السفير المصرى هل من الممكن نشر الرسالة بوسائل الإعلام، خصوصا أن وزارة الخارجية الإسرائيلية لا تقوم بنشر الاتصالات والإجراءات الدبلوماسية دون موافقة الجانب المصرى، لافتة إلى أن رضا قام بفحص الموضوع مع قصر الرئاسة ووافق على نشر الرسالة. من جانبها نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن مصادر بالرئاسة الإسرائيلية قولها إن تل أبيب لم تتأثر بالنفى من قبل القاهرة، خصوصا أن الأمر كان متوقعا فى ظل الصدى الكبير الذى سببته الرسالة، وقالت «يديعوت» إنه من الممكن أن الدائرة المحيطة بمرسى خشيت من نشر رسالة ودية قام ببعثها الأخير إلى بيريز.