(حريات) دعا معهد الدراسات الأمنية (ISS) إلى ان السبيل الوحيد الواعد لتجنب الصراعات المستقبلية حول مياه النيل يبقى التعاون المنتظم بين أصحاب المصلحة لتحقيق أقصى منافع لكل الأطراف للمساهمة في التنمية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية للمنطقة . وفي تقرير للمعهد 18 اكتوبر 2012 بعنوان ( هل لا تزال الحرب على النيل وشيكة ؟) ، كتبه كبير الباحثين ديبي تاديسي Debay Tadesse من قسم ( منع الصراعات وتحليل المخاطر) ، أشار إلى تسريبات ويكليكس بأن حكومة السودان وافقت على إستضافة قاعدة جوية مصرية في كورس Kuris بغرب دارفور ، لإستخدامها في شن هجوم على سد النهضة الاثيوبي في حال فشلت الجهود الدبلوماسية . وكانت تسريبات ويكليكس بناء على تقرير ل (ستراتفور) ، وهي وكالة إستخبارية خاصة ، وقد نقل التقرير ايضاً عن مسؤول مصري ( إذا وصل الأمر إلى حد الأزمة ، سنقوم بإرسال طائرة لقصف السد والعودة في يوم واحد ، بهذه البساطة ، أو يمكننا إرسال قوات خاصة لتخريب وإيقاف السد) . وهو الأمر الذي نفته السلطات المصرية لاحقاً . وأوضح تقرير معهد الدراسات الأمنية أن سد النهضة الاثيوبي الجاري انشاؤه يتوقع ان يخزن (63) مليار متر مكعب من المياه ، وهو أضخم منشأة لتوليد الكهرباء في افريقيا ، ويقع على بعد (40) كلم من الحدود السودانية ، ورغم ان اثيوبيا قالت انها توافق على عدم إستخدام مخزون السد في الري إلا ان مصر تعتبر السد مشكلة لها . وبدأ إنشاء السد ، بعد إتفاقية ( CFA) في مايو 2010 بين خمس دول من حوض النيل ، اثيوبيا ، كينيا ، يوغندا ، رواندا ، تنزانيا ، والتي وقعت عليها بوروندي ايضاً في فبراير 2011 ، فيما ظلت تعارضها مصر والسودان . وصممت إتفاقية (CFA) – Cooperative Framework Agreement - اتفاقية الإطار التعاوني ، لتكون بديلاً عن إتفاقيتي 1929 و1959 الثنائيتين بين مصر والسودان ، واللتين تضمنان لدولتي المصب حقوقاً كاملة بنسبة 100% في مياه النيل . وقد رفضت الإتفاقيتان من دول الحوض الأخرى – دول المنبع – بعد نيلها إستقلالها . ووسط الخلافات والشكوك وغياب الثقة زارت لجنة خبراء من مصر والسودان مع نظرائهم الاثيوبيين موقع سد النهضة الاثيوبي في 8 اكتوبر 2012 لدراسة آثار السد على مصر والسودان . ويخلص تقرير معهد الدراسات الأمنية إلى انه بدلاً عن الصراعات فان مياه النيل يمكن ان تؤدي إلى مزيد من الإعتماد المتبادل بين دول الحوض ، وبالعمل المشترك تستطيع دول الحوض ان تتخطى الصراعات وإنعدام الثقة وتعظم من منافعها المشتركة .