البشير يغادر مستشفى سعودياً بعد جراحة فشل محادثات جوبا بين السودان و"الجنوب" الخرطوم - عماد حسن: غادر الرئيس السوداني عمر حسن البشير مستشفى بالمملكة العربية السعودية أمس الأربعاء، بعد يوم من خضوعه لما وصفتها وسائل إعلام حكومية بأنها جراحة “صغيرة ناجحة". وقال عماد سيد أحمد السكرتير الصحفي بمكتب الرئيس، إن البشير “يتعافى في مقر إقامته بالمملكة وسيباشر برنامجه المعد بعد انتهاء فترة النقاهة". وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) أن زيارة البشير إلى السعودية خاصة ولكنه سيلتقي عدداً من المسؤولين السعوديين . وكانت الوكالة السودانية ذكرت الثلاثاء أنه أجريت له بنجاح عملية جراحية صغيرة . ولم تقدم مزيدا من التفاصيل . من ناحية أخرى، أكد علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني أن قرار تشكيل اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين السودان ودولة جنوب السودان يؤكد التزام بلاده بتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع بما يخدم مصالح الشعبين وتعزيز السلام والتعاون بينهما . وكان أعلن عن فشل أول جولة من اجتماعات اللجنة المشتركة في جوبا، بسبب رفض دولة الجنوب مقترحاً تقدم به وزير الدفاع السوداني يقضى بإلحاق ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ضمن المناطق منزوعة السلاح . وقال نائب وزير الداخلية بدولة جنوب السودان “سلفا مطوك«، إن حكومة الجنوب رفضت المقترح، وأضاف أن المنطقتين لم يرد ذكرهما في الترتيبات الأمنية الواردة في اتفاق التعاون المشترك بين البلدين، وأضاف “مطوك"أن المباحثات التي انطلقت أمس بجوبا “انهارت". وقالت مصادر إن الخرطوم طلبت من رئيس الوزراء الإثيوبي إرجاء زيارة كانت مقررة للسودان للانضمام إلى محادثات اللجنة المشتركة . وتجيء التطورات فيما كشفت حكومة محلية بحر العرب بولاية شرق دارفور عن تعزيزات وحشود عسكرية دفعت بها دولة الجنوب إلى شمال المنطقة، ووصفت الخطوة بسوء النية المبيتة ونوايا غير جيدة، وقال معتمد بحر العرب الضيف عيسى عليو إن دولة الجنوب دفعت بحشود عسكرية بمنطقة سماحة خلافاً للقوات الموجودة أصلاً، وأوضح الضيف أن القوات قتالية غير عادية . من جانب آخر وضعت الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لدى السودان، وجنوب السودان، روزلندا مارسدن، شروطاً لنجاح مؤتمر المانحين الخاص بدارفور والمقرر له ديسمبر المقبل، بينها مساعدة القوة المشتركة “يوناميد"في القيام بالتزاماتها بحماية المدنيين في الإقليم، وتسهيل حركة المنظمات الإنسانية ووكالات الأممالمتحدة لتوصيل المساعدات . وقالت المسؤولة الأوروبية، عقب اجتماع مع نائب والي شمال دارفور، أبوالعباس عبدالله الطيب، إن الاتحاد يريد معرفة مدى التزام السودان بتعهداته تجاه اتفاق السلام بدفع مئتي مليون دولار، إضافة إلى تطبيق الفصل الخاص بالمصالحة والعدالة والتقدم في المجال الأمني، وعبرت عن قلقها من ازدياد وتيرة العنف بالولاية، كما طالبت الحكومة بالتحقيق في أحداث العنف التي وقعت مؤخراً وتسهيل مهمة بعثة “يوناميد"في التحقيق في الأحداث . من جانبه أكد رئيس السلطة الإقليمية لدارفور، الدكتور التجاني السيسي، أن السلام في الإقليم بات حتمياً بعد التطورات الإقليمية والدولية التي تجعل استمرار الحرب أمراً غير مقبول . وقال في حفل تدشين نشاط لجنة الاتصال بالحركات المسلحة غير الموقعة على وثيقة الدوحة لسلام دارفور إن السلطة لم تُمْلِ على اللجنة أية شروط ولديها الحق في الاتصالات التي تراها .
