أسامة عبد الله محمد عبد الله برقاوي وزير خارجية اسرائيل الذي لا يخفي قذارة عنصريته بصورة لا يقبلها العقل الانساني في العصر الحديث ، وهو افيغدور ليبرمان ، قدم استقالته من منصبه ، والسبب ، أن تهمة خيانة الامانة والغش والفساد قد وجهت اليه على خلفية علاقة قديمة بشركة وهمية أسسها بغرض استجلاب بضائع من بعض الدول الى داخل اسرائيل وباللفة، وحينما بدأ الأمر يتكشف وفتحت الشرطة والنيابة ملفا للتحقيق استوجب مخاطبة الجهات الأمنية في الدول المعنية ، تم ارسال خطاب الى شرطة بيلا روسيا أحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي الراحل ! السفير الاسرائيلي هناك المنوط به ايصال الرسالة للجهة المقصودة ، قام بفتح المظروف وسرّب المعلومة الى رئيسه وزير الخارجية وحينما انكشف أمره أوقف عن العمل كسفير ! بالأمس كبرت كرة اللهب وحاصرت الوزير ذات نفسه ، ولان الأمانة في الأجواء الديمقراطية على الطريقة اليهودية تقتضى أن يحّيد المتهم نفسه عن أية سلطة أو حماية لاسيما اذا كان يشغل منصبا دستوريا قد يؤثر على سير العدالة ، فقد خرج الرجل عن ثوب قذارته ، ووقف أمام باب المحكمة ينتظر قولها الفصل بعيدا عن أية حصانة تنظيم تفتي بستره فقهيا ، أو حصانا يهرب به الى ماليزيا ! في دولتنا الرسالية التي لا مثيل لها في العدالة والتجرد المطلق الذي يتلبس مسئؤليها المتأسون افترضا بأخلاق الصحابة الميامين ، يصرح المهندس أسامة عبد الله ، وهو الصهر الرئاسي المدلل والقابض الحصري على أزرار السدود ومفاتيح خزائن ايرادات الكهرباء تجنيبا خارج بيت مال الخليفة، معترفا دون خوف وبشجاعة الذي لا يخشى بل ولا يتوقع حسابا أو عقابا بأن هنالك أخطاء قاتلة صاحبت مراحل انشاء سد مروري الذي ملؤ ا به آذان الدنيا طنينا معاداة لقوى الاستكبار ونكاية في حقد من يقولون لهم في الداخل ، وفروا لنا مجرد جوز الطماطم بالنصاب القديم الذي هو في الأصل صفيحتان وليس كما يعدوننا بانهم سيجعلونه ثلاث صفائح مليئة طماطما مزروعة بالطمي الخالص وليس فيها شيئا من السماد الكيماوي وكم كنا نشبع مما نسمع ! وهو يطلب بعد ذلك كله دون أ ن يزيّل أعترافه الفريد بكلمة اعتذار واحدة لشعبنا المؤمن بحكمة عفا الله عما سلف ! عن ذلك الخطأ البسيط ، وبدون خجل من أهل مناطق سدي كجبار والشريك الا يفوتوا فرصة المزيد من تكرار الأخطاء ويقلعوا عن معارضة قيام السدود في مناطقهم ، خاصة وأنهم أى ادارة السدود برئاسة معاليه قد تجاوزوا مرحلة ( الغباء ) نعم كذلك قالها ومن مايكرفون الاذاعة الذي سيتكّسر ويأكله السوس ! بل قال أنهم عدلوا عن تنفيذ خطة لتركيب عدادات جديدة في المنازل تحد من التبذير في الاستهلاك الزائد بقطع تلقائي للتيار لأنهم خافوا من هيجة الربيع العربي ! وهنا لانملك تعليقا غير البكاء لاننا فوتنا فرصة لن تعوض الا في الربيع القادم ! ولم ينسى أن يذرف دمعة حري على أنهم يتحاملون في تسعيرة الكهرباء على القطاع الاسكاني أكثر من التجاري ، فنقول له شكرا ياحنيّن ! ومن منعك من التخفيض وأنت المالك الوحيد لكل المولد ؟ ولم يكتفي العالم ببواطن الأمور بذلك الاعتراف الذي هو من قبيل أمانة الخيانة على الطريقة الكيزانية مثلما سيحاكم الوزير الاسرائيلي بخيانة الأمانة ، فقال المهندس المتخصص في كل شيء ، ان السودان ليس به أزمة أقتصادية ، وانما الحاصل أن الحكومة هي التي لم ترقى في خدماتها الى مستوى مواكبة القوى الشرائية للمواطن ، ولعل المقصود كما فسره فهمنا المتواضع لنظرية الوزير الألمعي الاقتصادية، أن المواطن جيوبه تكاد تتفجر من انتفاخه بالمال ، ولكن الحكومة لا تعرف كيف تصل الى ذلك الكنز لشفطه خدماتيا ! طبعا نحن لن نرضى أن ينحدر بنا أهل الحكم الاسلامي الرفيع الى وضاعة أخلاق اليهود جحودا بمحاكمة أو حتى التبشيع بوزير هو رمز نذر خبراته النادرة احتكاريا طوال (ثلاثة وعشرون عاما ) ليس الا! في خدمة الوطن بغباء أفشل مشروعا بهذه السخافة من الأهمية ، طالما أن زاد الجيران سيكون فائضا بفضل نجاح ما يماثله من مشاريع سدودهم وجاهزا لامدادنا بتلك السلعة التي فشلت سدود أسامه في توفيرها داخل اسلاكنا التي طال انتظارها معلقة على أعمدة الحلم الضائع ! فقط ننادي بتجريد حملة لجمع توقيعات جموع المستهلكين المستمتعين بفيض كرم الرجل عليهم ، خاصة سكان المناطق الذين لم يعرفوا الفرق بين عداد الكهرباء من عداد مداح الأروغن ، وذلك في عريضة مليونية تقول له من قبيل العرفان بالجميل ،شكرا مرة أخرى على اعترافك بالغباء ،ولكن فقط مع استيضاحه ان كان يقصد غباءه شخصيا أم غباء الحكومة أم غباء الشعب ؟ مع أن ذلك لن يقلل من درجة أعجابنا باعترافه ا لشجاع وهو كما يبدو من قبيل الاعتراف بالذنب في عهد دولة الانقاذ الفاضلة الذي ليس دائما بالضرورة رذيلة تقتضى مجرد التأمل لا الاستقالة أو المحاكمة لأن الغلط وان كان كبير الضرر في حق الجماعة فهو مرجوع، مثلما الاقرار بالخطأ ولو كان صغيرا في دولة اليهود العنصرية الظالمة ليس فضيلة تقبل التسامح في الحق العام !