(حريات) أقسم أحد قيادات ما يعرف ب (هيئة علماء السودان) بأن (90%) من المسلمين فى السودان لا يريدون الحكم بالشريعة الإسلامية وقوانينها . وقال كمال رزق في خطبة الجمعة أمس الأول أن الحكومة مسؤولة عن التردي الأخلاقي الذي يسود المجتمع والسلوك المشين للشباب الذي أصبح منجرفاً وراء (الهوى والفجور) ، وانتقد ما اسماه بتعاملهم مع حادثة محمود والدمار الذي أحدثوه بالمطار وتسببهم في إلغاء الرحلات ، واضاف أن السلوك (غير المسؤول) الذي قاموا به كاد أن يتسبب في كارثة بالخرطوم ، قائلاً ان بعضهم حاول الانتحار والآخر يبكي بصخب وجنون ، مضيفاً أن ما حدث يعبر عن الحب الذي وصل مرحلة العشق والوله الذي لا ينبغي أن يكون إلا لله ورسوله وليس لبشر مثلنا . إلا أن خبير نفسي اعتبر حالة الآلاف من الشباب بعد رحيل الفنان محمود عبد العزيز بأنه " تعبير عن فقد انسان عزيز مثل لهم رمزاً للتمرد على الاستبداد السياسي والطغيان، وكثير من التابوهات في وقت يخلو فيه الأفق أمامهم من رمز للتماسك العاطفي أو لتحقيق أحلامهم في سياق الفراغ العريض الذي يعيشه السودانيون وجو الإحباط العام بعد أن خربت الانقاذ الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية " وقال " ظهر محمود في وقت ملأ فيه النظام بإعلامه الفضاء ضجيجاً بشعارات جوفاء وغناء المجموعات التي تشبه مشاريع النظام الشمولي"، وسخر الخبير من تفسير كمال رزق ، باعتباره تحليلاً سطحياً يخرج من عباءة التطرف " مشيراً إلى أن اقتحام الشباب للمطار وحبهم لفن محمود يعبر عن عدم ثقتهم في النظام وفي أمنه الذي أرسل طائرة خاصة لإحضار جثمان محمود لكسب ود عشاق الفنان، وتحسين وجه الجهاز الدموي وربطه بدعم الفنون والآداب زورا وبهتاناً" ، وكان رزق قد أشار للتردي الأخلاقي الكبير في المجتمع ، وقال إن الزنا أصبح ميسوراً بل بدراهم معدودة وتكاد لا تفرق بين البنت والولد في المظهر ، وقال بالله عليكم كيف لمعلم أن يغتصب تلميذا ويتحرش ب (26) آخرين ، وسخر من القوانين الخاصة بهذه الجرائم وطالب بمراجعتها وسن قوانين خاصة باللواط تقضي بنصب المشانق في الميادين العامة لمرتكبيها . إلا أن تفكير الرجل لم يسعفه لمعرفة الأسباب الحقيقية، وأسباب الخواء الروحي ، وهو مشروع النظام نفسه لأنه مشروع زائف يركز على الوعظ فيما تشيع سياساته الاقتصادية والاجتماعية الفقر والفاحشة ، فضلاً عن نفاق رموزه الذين يبشرون الاخرين بالاخرة فيما يعبون هم من مطايب الدنيا ويدعون الى الاخلاق فيما ينتهكون عملياً كل قيمة اخلاقية !