يؤكد البروفيسور وأستاذ طب الأعصاب بجامعة "بريمن" الألمانية، أنه عثر على ما سماه "بقعة سوداء" في وسط الدماغ الأعلى، أطلق عليها اسم "مربض الشيطان" الموسوس للقيام بردات فعل عنيفة ومتنوعة، والكامن كوكر يتربص شراً بالآخرين عند أول إشارة ينشط معها سلبياً، بحيث تنبع منه المحرضات على العنف الفردي والجماعي. إنه البروفيسور غيرهارد روث، الذي قدم دليلاً يؤكد صحة ما عثر عليه بقوله إنه عرض شرائط فيديو تتضمن لقطات عن أعمال عنف وحشية على مرتكبي جرائم متنوعة، من قتلة وسارقين وغيرهم، ثم قام بقياس نشاط أدمغتهم، ولاحظ دائماً أن كل أقسامها كانت تتفاعل مع ما ترى "إلا منطقة بقيت بلا أي ردة فعل"، مع أنها في وسط منطقة تسبب جيناتها الشعور بالحزن والشفقة، "لكن شيئاً من ردات الفعل لم يظهر أبداً من تلك المنطقة التي يبدو أن شيطاناً ولد وترعرع فيها"، بحسب تعبير مجازي. لا تتشابه ردات فعل كل مجرم وعنيف ، لذلك قسم روث حملة الجين الشيطاني إلى 3 أنواع : الول هو أقلهم شراً و هو مريض العقل صحيح الجسم، "فليست هناك أي مشكلة لإنسان من هذا النوع في أن يسرق أو يقاتل ويرتكب جريمة قتل" طبقاً لوصفه. أما الثاني فسماه "التلقائي المتهور"، وهو طراز تنشأ عنه ردات فعل سريعة على أي تصرف سلبي نحوه، أي غير متسامح ولا يتحمل ولو مزحة بسيطة، "وأي نظرة أو كلمة خاطئة في حقه ستشكل صاعقاً يوقظ شيطانه الكامن فيه"، على حد تعبيره. وأخطر الجميع هو النوع الثالث، وهم مجموعة تضم الطغاة والدكتاتوريين أمثال هتلر وستالين والقذافي وغيرهم، وهؤلاء إجمالاً جذابون وألسنتهم فصيحة، لكنهم كذابون وسيئو السمعة، ولا يشعر الواحد منهم على الإطلاق بأنه ارتكب خطأ أو بمسؤوليته عن أي إخفاق، "وجميعهم بلا استثناء مصابون بجنون العظمة" كما قال. وشرح البروفيسور أن حماية المجتمع من حملة الجين المتشيطن تبدأ في تنشيط الجانب الروحي في رياض الأطفال والتنسيق باكراً مع أولياء أمورهم قبل أن يصبحوا لصوصاً ومجرمين وقتلة جماعيين.