غداً سوف أترك جدي لقدرة قالها وهو يتابع دخان سيجارته وهو يصعد في دوائر حلزونية مثل روح ملائكية تذهب الى بارئها للمرة الاخيرة، اخبروه قبل فترة الا يقترب من التبغ لأن فيه تجتمع رؤوس الشياطين التسعة، وان الموت يأتي منها.. يا لسخافتهم وكأنهم تناسوا القدر، حدث بها نفسه وتنهد عندما كان جالسا بين يدي جده ذات مرة في صمت مطبق ما عدا بعض نعيق افكاره الخلاسية يتفرس في اضابير جده التي نحتها الدهر وافكاره تتحد في عتمة سؤال واحد كيف الرميم لا زال ينبض بالحياة ، كان جده جالسا مثل احد اتباع بوذا في احد المعابد وهو يصلي، وكان هو كثيرا ما يخاف من اطلالة افكاره المشرئبة من فتحات دماغه الصندودية، باغته جده في تلك اللحظة بعبارات يخرج من ثناياها كلام جن في ساعة انس متشيطن ، عندما كنا صغارا ونعمل في مزارع التبغ كنا نتنافس في تدخين اكبر عدد من لفافات التبغ ، قالها وهو يسترجع بقايا روحه التي بدأت تنسال مع الكلمات هربا من جسمه، ونرجع ليلا نجتمع مع سرائر انفسنا، ثم ادرك ان جده سوف يصمت وتأكد ايضا انه قد افضى اليه بسر ما...