منعت سلطات شمال السودان منظمات الاممالمتحدة وغيرها من منظمات الاغاثة من الدخول الى ولاية النيل الازرق التي شرد فيها 50 الف شخص على الاقل بسبب القتال الذي اندلع الاسبوع الماضي، حسب ما اعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية الدولي الاربعاء. وصرح المكتب التابع للامم المتحدة ان القتال والغارات الجوية استمرت منذ الاحد في ثمانية مواقع من بينها محيط مدينة الدامازين عاصمة الولاية، رغم تاكيد الحكومة ان الهدوء يعم معظم انحاء الولاية منذ بدء الاشتباكات الجمعة. وقال المكتب في تقريره ان "وكالات الاممالمتحدة وشركاءها الدوليين في المجال الانساني .. طلبوا اذنا من الحكومة بالتوجه الى سنار (الولاية المجاورة) وتامين بعض مناطق ولاية النيل الازرق الشمالية لتقييم الوضع والمساعدة في تلبية الاحتياجات الانسانية .. ولكن طلبهم رفض". واضاف التقرير ان الحكومة اصرت على تقديم المساعدات من خلال شركاء محليين مثل الهلال الاحمر السوداني كما فعلت في ولاية جنوب كردفان المجاورة التي لا تزال تشهد نزاعا منذ ثلاثة أشهر. واندلع القتال في الدمازين يوم الجمعة الماضي بين الجيش السوداني ومتمردين تابعين للحركة الشعبية شمال السودان الموالين لوالي ولاية النيل الازرق مالك عقار. والجمعة الماضي اعلن الرئيس السوداني عمر البشير عزل والي النيل الازرق وفرض فيها حالة الطوارئ وعين حاكما عسكريا عليها. وتقول الاممالمتحدة ان القتال في الولاية دفع نحو 50 الف مدني الى الفرار من منازلهم، وعبر نحو 20 الفا منهم الى اثيوبيا. ووولاية النيل الازرق متاخمة لدولة جنوب السودان وكانت شهدت قسما من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب من 1983 الى 2005. وقاتل سكان النيل الازرق من قبائل الفونج الافريقية مع الجنوب ضد الشمال على الرغم من انتمائهم جغرافيا لشمال السودان.