تمكن الروبوت كوريوسيتي الذي حط على سطح المريخ في آب (أغسطس) الماضي من التقاط عينة أولى من داخل صخرة مريخية كان ثقبها قبل عشرة أيام، في أول عملية من نوعها تجري خارج كوكب الأرض، على ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا). وشددت الوكالة في بيانها على أنه “لم يسبق أن قام أي روبوت بإحداث ثقب في صخرة خارج كوكبنا والتقاط عينة من داخلها". وتأكد العلماء العاملون في ناسا من نجاح الروبوت في هذه المهمة بواسطة الصور المنقولة حديثا من سطح الكوكب الأحمر. ويعتقد العلماء أن العينة المرفوعة بعد إجراء ثقب عمقه ستة سنتيمترات وعرضه 1.6 سنتيمتر، يمكن أن تحتوي على مؤشرات على البيئة الرطبة التي كان يتمتع بها المريخ في ما مضى، ومؤشرات عن وجود حياة سابقة محتملة على سطحه. وقالت عالمة الفضاء جويل هوروويتز، التي تعمل ضمن فريق التحكم بكوريوسيتي من مركز “جيت بروبالشن لابوراتوري" في كاليفورنيا “إن الفريق العلمي متشوق جدا لمعرفة نتائج تحليل العينة الصخرية من حيث التكوين الكيماوي وتركيبة المعادن، وهو ما من شأنه أن يكشف عن التاريخ الجيولوجي والحياتي لفوهة غال"؛ حيث حط الروبوت في السادس من آب (أغسطس) الماضي وباشر مهمته. وسيقوم جهاز “ان سيتو مارشن روك اناليسيس" بغربلة الجزيئات الصخرية الدقيقة جدا والتي لا يزيد قطرها على 150 ميكرون، علما أن الميكرون الواحد يساوي 0.001 ميلليمتر. بعد ذلك تنقل هذه العينات الى المختبر الكيميائي داخل الروبوت. والروبوت كوريوسيتي هو أكثر الأجهزة تطورا التي أرسلتها البشرية الى الفضاء، وهو مزود بست عجلات وعشر معدات علمية متطورة. وتهدف مهمة الروبوت التي يتوقع أن تستمر لسنتين على الأقل الى تحديد ما اذا كان المريخ في الماضي بيئة ملائمة لتشكل حياة جرثومية.