ثروت قاسم 1 - مشروع قانون محاسبة السودان - 2012 ! + في أبريل 2012 ، بدأ الكونغرس الأمريكي بمجلسيه ( مجلس النواب ومجلس الشيوخ ) دراسة مشروع قانون محاسبة السودان - 2012 ! احتوى مشروع القانون على ثلاثة محاور أساسية تمثل الخيارات المتاحة ضمن أجندة الولاياتالمتحدة في التعامل مع الشأن السوداني ، وهي: أولا : تتخذ إدارة اوباما(ومجلس الأمن) إجراءات تحت الفصل السابع ( فصل الحرابة ) تسمح باعتقال الرئيس البشير ، والفريق عبدالرحيم محمد حسين ، والوالي احمد هارون والمواطن كوشيب ، وتقديمهم للمحاكمة في لاهاي ! وتفرض عقوبات قانونية ضد من يمتنع من الدول عن اعتقالهم! ثانيا : منع الطيران في المناطق الحربية في السودان ؛ وتوسيع العقوبات ضد نظام البشير ! ثالثا : يتعهد نظام البشير بالقيام بإصلاح وتحول ديمقراطي حقيقي ، وإلا عصا صدام وعكاز القذافي لمن عصى ! + يحمل مشروع القانون ، في جوهره وباطنه ، العذاب ضد شخص الرئيس البشير ونظامه ... مخطط لإعلان حرب مدنية وعسكرية ضد شخص البشير ونظامه ! كان من المتوقع إجازة مشروع القانون بحلول أكتوبر 2012 ليصبح قانونا يلزم إدارة اوباما بتفعيله . ولكن اجتهدت الإدارة ( المبعوث الرئاسي الخاص برنستون ليمان والسفيرة سوزان رايس ) في احداث تطورات ايجابية على الصعيدين الدولي ( مجلس الأمن ) والإقليمي ( الإتحاد الأفريقي ) وداخل دولتي السودان ، طلبت بموجبها الإدارة الأمريكية من الكونغرس الأمريكي تجميد ( وليس إلغاء ) دراسة مشروع قانون محاسبة السودان – 2012 ، حتى اشعار آخر . وافق الكونغرس على ترويق المنقة ، حتى تنضج مجاهدات إدارة اوباما مع دولتي السودان على نار هادئة . + موضوع له ما بعده كما سنرى لاحقا في هذا المقال ؟ 2- أفعال إدارة اوباما في دولتي السودان ؟ يمكن تلخيص التطورات الإيجابية المذكورة أعلاه في الآتي : أولا : + في يوم الأربعاء 2 مايو 2012 ، وبتكتكة قردية من الإدارة الأمريكية ، اعتمد مجلس الأمن قراره 2046 – 2012 لحلحلة النزاع بين دولتي السودان ، وبين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية . + تساهل مجلس الأمن مع دولتي السودان في تجاوز السقوف الزمنية التي اعتمدها لتفعيل قراره ، واعطى الدولتين عدة مهل زمنية لتفعيل قراره . لم يحدد مجلس الأمن ، في المحصلة ، سقفا زمنيا قاطعا لتفعيل قراره ، وأتخذ من تطويل البال مرجعية حصرية في هذا الموضوع . ثانيا : + في يوم الخميس 27 سبتمبر 2012 ، وقع الرئيسان البشير وسلفاكير على برتوكولات أديس أبابا الثمانية ( في اطار القرار 2046 ) لبدء حلحلة المشاكل بين الدولتين . + وضع نظام البشير شرطا تعجيزيا حال دون تفعيل البرتوكولات ، أذ أصر أن يرى نزع حكومة الجنوب سلاح قوات الحركة الشعبية الشمالية رأي العين ، قبل تفعيل أي بند من بنود البرتوكولات . استمر نظام البشير في رفضه تفعيل البرتوكولات ، إلا كحزمة واحدة ، وبعد أن تفعل حكومة الجنوب شرطه التعجيزي آنف الذكر . رابعا : طلبت حكومة الجنوب تجميد المفاوضات بينها وبين نظام البشير ( أديس أبابا – الأربعاء 13 فبراير 2013 ) حول تفعيل البرتوكولات لمدة 3 شهور على أن يتم استئنافها يوم الأثنين 13 مايو 2013 . ادعت حكومة الجنوب حصولها على بينات جديدة بخصوص المناطق الحدودية المتنازع عليها يجري تحليلها بواسطة خبراء لتقديمها في خطاب رد على اقتراحات الوساطة الأفريقية بتفعيل البرتوكولات . رفض نظام البشير طلب حكومة الجنوب تجميد المفاوضات وأصرّ على مواصلة المفاوضات فورا لتفعيل البرتوكولات في حزمة واحدة ، وحسب شرطه التعجيزي . + وقف حمار المفاوضات بين الدولتين بخصوص تفعيل قرار مجلس الأمن 2046 وبرتوكولات أديس أبابا الثمانية في العقبة ؟ خامسا : رفض نظام البشير ( الأربعاء 20 فبراير 2013 ) الجلوس في مفاوضات سياسية أو انسانية مع الحركة الشعبية الشمالية في اطار قرار مجلس الأمن 2046 ، وأصر على نزع سلاح قوات الحركة وتسريحهم وتسجيل الحركة كحزب سياسي ( غير حامل للسلاح ) عند مسجل الأحزاب في الخرطوم ، قبل بداية أي مفاوضات معها . وهذا ما لن تفعله الحركة ( كما أكدت ) قبل الوصول أولا الى تسوية سياسية ( شاملة ) مع نظام البشير . في هذا السياق ، من المقرر أن يقابل السيد ياسر عرمان الوسيط مبيكي ( أديس أبابا – الثلاثاء 5 مارس 2013 ) لتدارس تفعيل ما يلي الحركة من قرار مجلس الأمن 2046 . وسوف يكون اجتماعهما تحصيل حاصل لأن نظام البشير يرفض الحوار مع الحركة ! + وقف حمار المفاوضات بين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية بخصوص تفعيل قرار مجلس الامن 2046 كذلك في العقبة ؟ وصل الجميع الى طريق مسدود . هنا ظهرت على خشبة المسرح الدكتورة سمانتا باور مستشارة اوباما بمجلس الأمن القومي الأمريكي والمعنية بملف دولتي السودان . 3- مؤتمر المانحين ؟ + بضغط من القس فرانكلين جراهام ، قررت إدارة اوباما عقد مؤتمر للمانحين في واشنطن لدعم حكومة جنوب السودان ، في محاولة لإنقاذ اقتصاد دولة الجنوب من الإنهيار بتأمين عون مالي اسعافي عاجل وطارئ! + انتقد نظام البشير عقد هذا المؤتمر ، لأنه يرى أن المؤتمر سينقذ حكومة الجنوب من الإنهيار الإقتصادي ، ويزيح عنها الضغط مما يجعلها تتعنت في القبول بشروط الخرطوم التعجيزية لتفعيل البرتوكولات كحزمة واحدة ، وبالأخص فك الإرتباط بين الحركة الشعبية الجنوبية وأختها الشمالية . + استهجنت الدكتورة سمانتا باور في مدونتها ( الجمعة 22 فبراير 2013 ) : انسداد الموقف في المفاوضات بين الدولتين لتعنت نظام البشير ، ورفضه تفعيل البرتوكولات وبدء التفاوض السياسي والإنساني مع الحركة الشعبية الشمالية ، هجوم نظام البشير على مؤتمر المانحين لدولة جنوب السودان . أدانت سمانتا في لغة حارقة رغبة نظام البشير الشيطانية في انهيار اقتصاد دولة الجنوب ، والعمل على تسريع هكذا انهيار برفضه فتح أنابيب تصدير النفط الجنوبي عبر بورتسودان . كما أعربت عن أسفها لإستمرار نظام البشير في منع الإغاثات والأدوية عن النازحين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان للسنة الثانية على التوالي ، الأمر الذي اعتبرته سمانتا ( حاصلة علي دكتوارة في الأبادات الجماعية ) إبادة جماعية ثانية يرتكبها الرئيس البشير ضد المستضعفين من شعوب النوبة والفونج . قالت : أمر صعب التصديق ، ولكنه حقيقي ؟ وختمت سمانتا مكتوبها بأن تسالت : هل الوقت قد حان لفك تجميد مشروع قرار الكونغرس الخاص بمحاسبة السودان – 2012 ، والقبض على الرئيس البشير وزبانيته وتقديمهم للمحاكمة في لاهاي ، والأطاحة بنظام البشير ؟ Game Over ? أم أن مجرد التلويح بأمر القبض ، دون الحاجة لفك تجميد مشروع قرار الكونغرس ، سوف يقذف الفزع في قلب الرئيس البشير ويجعله ينبرش وينبطح ويقول سمعنا وأطعنا ؟ Game still on ? لم تتكرم سمانتا بالرد علي تساؤلها، وتركت حمدها في بطنها ؟ نحكي قصة أدناه لنشرح قوة نفوذ سمانتا الخفي وأنها فاعلة ومُفّعِلة لما تهدد به ... فك تجميد مشروع محاسبة السودان – 2012، والقبض على الرئيس البشير ( أذا قررت ذلك ؟ ) . 4 - قصة : استعرض ( الأثنين 18 فبراير 2013 ) كاتب صحيفة النيويورك تايمز المرموق روجر كوهين كتاب السيد فالي نصر ( مستشار سابق لأوباما ) The dispensible Nation الذي سيصدر في ابريل القادم . ملخص الكتاب في كلمتين أن مستشاري اوباما في البيت الأبيض هم من يرسم سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية ، وما على وزارة الخارجية إلا التنفيذ والتفعيل عميانا . وينطلق مستشارو اوباما في رسم السياسات الخارجية للدولة من التكيف مع الرأي العام الأمريكي وارضاءه، حتى إذا تدابر ذلك مع مصالح امريكا الحيوية ، وسياساتها الأستراتيجية . هيمنة مستشاري اوباما على السياسة الخارجية كانت وراء رفض هيلاري كلينتون الإستمرار في وزارة الخارجية في الإدارة الثانية لاوباما ، ووراء استقالة المبعوث الرئاسي الخاص لدولتي السودان برنستون ليمان ، لأنه كان يتلقى التعليمات من سمانتا وهي في عمر ابنته ؟ إذن يجب علينا أن نصيخ السمع لما قالته سمانتا في مدونتها بخصوص فك تجميد مشروع محاسبة السودان – 2012، والقبض على الرئيس البشير ؟ يمكنك الإطلاع على مقالة روجر كوهين في صحيفة النيويورك تايمز على الرابط أدناه : http://www.nytimes.com/2013/02/19/op...gn-policy.html 5- مقتل أبو حازم السوداني ؟ + الكاتب في صحيفة ( الحرب الطويلة ) بيل روجيو متخصص في متابعة نشاطات تنظيم القاعدة والتنظيمات الإسلامية المتشددة . + كتب بيل روجيو في صحيفته يوم السبت 12 يناير 2013 مقالا يشرح فيه تكوين منظمة القاعدة فرعا لها في جامعة الخرطوم في يوم الجمعة 11 يناير 2011 . يمكنك التكرم بمراجعة هذا الرابط : http://www.longwarjournal.org/tags/A...0Niles/common/ + كتب بيل روجيو مقالا في صحيفته يوم الأثنين 18 فبراير 2013 ، يستعرض فيه مسيرة ( أكثر من 20 سنة على التوالي ) المجاهد في تنظيم القاعدة أبوحازم السوداني ، وأسمه الحقيقي مجاهد شيخ ! كان أبو حازم السوداني من الملازمين لزعيم القاعدة أسامة بن لادن ابان تواجده في السودان ، وهاجر معه الى أفغانستان . وبعد غزوة 11 سبتمبر ، شارك في حروب الشيشان والفلبين والصومال ، قبل أن يعود الى السودان ويكون فرع تنظيم القاعدة بلاد النيلين ، بالتنسيق مع نظام البشير . شارك أبوحازم السوداني في حرب شمال مالي ضمن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي . وكان يقود فيلق من المجاهدين السودانيين ( أكثر من 300 مجاهد سوداني وأكثر من 150 مجاهد سوداني في مدينة تمبكتو لوحدها في شمال مالي ) . توفي أبو حازم نتيجة اصابته بصاروخ من مقاتلة فرنسية في شمال مالي خلال يناير 2013 . لا يزال مصير أكثر من 300 مجاهد سوداني شاركوا في حرب شمال مالي مجهولا ، وإن كانت الصحف الفرنسية قد أكدت موتهم جميعا في ضربات الجيش الفرنسي في شمال مالي . يقول مراسل صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن من تداعيات حرب شمال مالي : القضاء علي جميع عناصر تنظيم القاعدة في بلاد النيلين الفاعلين ، وبالتالي سحق فرع تنظيم القاعدة في السودان . زوال كرت أتو كان الرئيس البشير يحتفظ به لأبتزاز أدارة اوباما ( كما عبدالله صالح في اليمن والقدافي في ليبيا في زمن غابر وبشار في سوريا حاليا ) ، كما حدث في أطلاق سراح عنصر من عناصر التنظيم من سجن كوبر في عفو رئاسي صادم لادارة اوباما . اذا لم يستطع سودانيو القاعدة الهروب من شمال مالي الي دارفور ، فكيف تمكن الاخرون من الفرار الي دارفور كما تدعي بعض الوسائط الالكترونية ؟ يمكنك قراءة التقرير الكامل على الرابط أدناه : file:///C:/Documents%20and%20Settings/XPPRESP3/My%20Documents/Veteran%20Sudanese%20jihadist%20killed%20in%20French%20airstrike%20in%20Mali%20-%20The%20Long%20War%20Journal.htm [email protected]