رهنت الحكومة السودانية أمس قبولها المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بإعلان قوات الحركة المقاتلة في جنوب كردفان والنيل الأزرق استعدادها لوقف إطلاق النار، فيما أفاد مصدر عسكري تشادي أن القوات التشادية والسودانية موضوعة في حالة تأهب قصوى بعد عبور متمردين سودانيين من ليبيا باتجاه السودان. ونقل وزير الخارجية السوداني أحمد علي كرتي إلى الإدارة الأميركية عقب لقائه أمس في الخرطوم المبعوث الأميركي الخاص بالسودان برنستون ليمان الذي كان اعرب عن قلق بلاده العميق إزاء الأوضاع في جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق، عدم جدية الحركة الشعبية في التفاوض. ورحب كرتي بالجلوس للتفاوض بجدية للوصول إلى حلول مرضية للطرفين بعد وقف اطلاق النار. وحضر لقاء الجانبين القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم مارى بيتس. لكن بعد قليل من حديث المبعوث الاميركي الخاص لدى السودان برنستون ليمان للصحفيين في الخرطوم ذكرت وسائل اعلام سودانية رسمية ان قتالا جديدا اندلع في ولاية النيل الازرق حيث تقول الاممالمتحدة ان نحو 50 ألف شخص فروا من الاشتباكات. ونقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية عن ناطق باسم الجيش قوله إن القوات الحكومية خاضت قتالا مع مجموعات مسلحة قرب باو جنوبي الدمازين عاصمة الولاية والحق بها «خسائر فادحة» وقتل وأصيب عدد من الجنود. من جانب آخر، أفاد مصدر عسكري تشادي أول من أمس لوكالة «فرانس برس» أن القوات المسلحة التشادية والسودانية موضوعة في «حالة تأهب قصوى» بعد عبور متمردين سودانيين قاتلوا في ليبيا الحدود التشادية في اتجاه السودان. وأكد هذا المصدر ان «القوات المسلحة التشادية والسودانية وضعت في حال تأهب قصوى بسبب وجود هؤلاء المتمردين على الحدود السودانية». وأشار المصدر الى أن «عناصر حركة العدل والمساواة بقيادة خليل ابراهيم غادروا ليبيا الاسبوع الماضي وعبروا الحدود التشادية الى المنطقة المشتركة لحدود بلدان ثلاثة» هي تشاد وليبيا والسودان. واضاف ان «حوالي مئة سيارة» اجتازت الحدود بين تشاد وليبيا وهي منطقة صحراوية وجبلية واسعة، موضحاً أن «المتمردين وصلوا الى الحدود مدججين بأسلحة جاؤوا بها من ليبيا» وهذه العناصر من «حركة العدل والمساواة» ممن كانوا متمركزين في ليبيا قاتلوا إلى جانب القوات الموالية ضد المتمردين قبل مغادرة ليبيا.