"ملكة جمال بدينات العرب"، لقب جديد يضاف الى سلسلة القاب الجمال لكن هذه المرة احمر بالخط العريض مع الإعلامي مالك مكتبي الذي لا يدخر اي مادة تثير الجدل والفضول دون ان يعمل على تسويقها وتقديمها كوجبة دسمة من السهل التهامها وهو اكثر العارفين ما يشد الجمهور بصرف النظر عن المنحى التي تتخذها فكرته وان كانت تصب احيانا في الخانة الإيجابية ام السلبية ام الأثنين معا .. مالك قدم لنا حلقة مشوقة ،طريفة ومسلية تبارت فيها عشر مشتركات بدينات من لبنان وبعض الدول العربية والقاسم المشترك بينهن الى جانب بدانتهن عبارة "متصالحات مع انفسنا " رددتها المشتركات بين جواب وجواب لكأنهن لقمن بها قبل بداية الحلقة ..احتار مالك ما بين الصفة المعطاة لهن "البدينة " وما بين "السمينة " او "الممتلئة " لأن احدى سيدات لجنة التحكيم اشارت بان وصفهن بالبدينات امر مسيء اليهن وتدل على مرض يعاني منه الإنسان لأنها وحسب تعبيرها لم تجد امامها غير سيدات وفتيات ممتلئات صحة وعافية ..ماشالله ! بمعنى آخر ارادت ان توهمنا بانهن من القوة بمكان ..قادرات على اكل راس الحية ..فلا كوليستيرول ..لا تريغريسيليد ولا من يحزنون ! "شوية كرش من هون وكم كيلو بالزائد من هونيك ما هني شي " عبارة تفاخرت بها احدى المشتركات لكن بعضهن ورغم تأكيدهن انهن لا يقلن اثارة عن الرشيقات غير ان احداهن لم تتردد بان تشكو عبارة XXXL الملصقة على الملابس التي يشترينها .."فعلا بلا ذوق ..عيب !" . اهم ما جاء في تعبيرهن انهن لا يحرمن انفسهن من شيء ويعشن حياة طبيعية، يمارسن انشطة رياضية التي تتطلب مجهودا كتسلق الجبال والغطس دون ان يلهثن ولا يتعبن ،لا يحتجن الى اي عملية شفط او تجميل وراضيات على انفسهن فال"بوتوكس " منهن وفيهن وعلى الرغم ان المجتمع لا يتقبلهن بشكل عام كما صرحن فهن يجزمن ان "مش كل شي بالشكل بس بالفعل " وهنا تكمن الرسالة التي حملنها :" تقبلونا كما نحن " فاذا هن متصالحات مع انفسهن لماذا ينشدن المجتمع ان يتقبلهن ؟ ونحن لسنا في معرض الحكم عليهن لأن لديهن ملء الحرية في ممارسة حياتهن كما يحلو لهن .. ربما كان الأنسب على الإعلامي الشاطر ان يبدل عبارة البدينات بالأخف ظلا لأن اكثر المشتركات وزنا كانت الأخف ظلا واقنعتنا وهي آليسار التي تجرأت على ارتداء المايوه الذي احتوى 140 كيلوغراما من وزنها وكانت قمة في الظرف بحيث الهتنا عن التمعن في تفاصيل اخرى ونجحت في استقطاب اهتمامنا بينما اكتفت زميلاتها بإستثناء مشتركة اخرى بارتداء لباسا بحريا لا يشبه اي مايوه متحججات بذرائع مختلفة واكتشفنا كمشاهدين ان المايوه يمكن ان يتكون من اربع او خمس قطع ..آليسار وحدها يمكن ان يقال عنها بانها كانت طبيعية وعفوية ومتصالحة مع نفسها اكثر من اي مشتركة وكانت تستحق اللقب اما بالنسبة الى الجمال فهو لا يلتئم من دون وجود مقاييس جمالية اخرى تكملها لأننا لا نتحدث عن جمال الروح بل الشكل وهي مقاييس جمالية معترف بها عالميا ولا تنسجم والفكرة التي طرحها البرنامج الا اذا ارادوا منا ان نقول:" وداعا للرشاقة وان العقل السليم ليس في الجسم السليم "..واكثر من ذلك فان قمة الرسالة التي غفل عن ذكرها البرنامج قدرة الإنسان على ضبط غريزته ،نهمه وشهوته بحيث يرتدع عن فعل اي امر قد يؤذي صحته ونفسه فهل ارادت المشتركات اقناعنا بانهن غير قادرات على امتلاك نعمة الإرادة التي تصنع المعجزات ؟ وصدّقت مشتركتان قولا حين صرحت الأولى انها لم تتحمل اكثر من ساعتين في الحمية والأخرى اكثر من يومين ..تصريحان لا شك انهما ينسجمان مع واقعيهما شكلا ومضمونا ! ويبقى القول ان الحلقة توّج للمرة الأولى اليانا نعمة من لبنان ملكة جمال بدينات العرب .