الإنقاذ والجراد - شوقي بدري يقولون في المثل السوداني ( الزول ده عينو قوية مخرز ما يقدا ) ناس الإنقاذ يحيروا يرفضوا قرارات الأممالمتحدة ، و يرفضون قرارات المحكمة الدولية و يحكمونها في أبيي و يحددون تحركات منظمات الأممالمتحدة و يضعون العراقيل أمام المنظمات الإنسانية و قومون بطردهم و الإساءة إليهم . و الآن يولولون و يتهمون منظمة الفاو بالتقصير في محاربة الجراد . كما أن الفاو هذه مصلحة في وزارة الشؤون الأجتماعية في السودان . طيب ما كل مرة الخريف بفاجئ الناس في السودان و الناموس يعمل حفلات زار في الخرطوم . و العربات تصير غواصات . و الأطفال يجدون أحواض سباحة مجانية في أطراف و حتى في وسط العاصمة في منتصف الثمانيناتات بعد أن أتت الأمطار بعد الجفاف الذي إمتد لسنين عديدة حذر العالم كله من أن الجراد عادة يأتي بعد الفياضانات بسنتين أو ثلاث و الأمطار الغزيرة في 1988 و بعدها سيأتي الجراد . و الآن بعد الفياضانات التي حدثت في الشرق أتى الجراد . و ستحدث هذه المحنة السودانية مرات و مرات و كل حكومة ستقول الأممالمتحدة ما شايفا شغلا . المحنة السودانية هنا إنو السودان إشتراكات ما دافعها !! و قوة العين نحنا ما دفعنا لأنو نحنا محاصرين إقتصاديا" و لا نتعامل بالدولار . 300 ألف دولار في سبابة بعرسوا بيها في السودان . البروفسير إبراهيم أحمد عمر ما قال لكوفي عنان و الأممالمتحدة ( كوفي عنان أي رجل أنت ؟ و أي منظمة هذه ؟ ) و بعد ده يجوا يشحدوها ببجاحة و يحملوها الغلط لو كان دافعين كان شالوا عكاكيزهم و مشوا لاقطوا !!!! زمان طالبنا بتقديم البشير للمحاكمة و تدخل الأممالمتحدة عسكريا" و رفض من يشاركونا الآراء الديموقراطية . بعد ده بعد دارفور كتلوا ناس الشمالية و ناس بورتسودان و حرقوا أبيي و أشعلوا الحرب في النيل الأزرق و جبال النوبة و سمعنا والي يقول أكتا أكسح أمسح ، أكلوا ني ما تجيبوا حي ده والي ما عرف لو كان مرفعين كان عمل شنو !!!! الكلام المرفق نشر من قبل عندما صدر قرار المحكمة الجنائية إقتباس_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ لاهاى وتدخل جنود الأممالمتحدة قرأنا فى طفولتنا أن جحا استعار حلّة من جاره . ثم أرجعها له ومعها حلّة صغيرة قائلا : ( عندما كانت حلتكم معنا ولدت هذه الحلة الصغيرة .) فأخذ الجار الحلتين وذهب لحاله سعيدا . وبعد مدة استلف جحا الحلة مرة أخرى . وعندما تأخر جحا فى ارجاع الحلة طالب الجار بحلته . فقال جحا ان الحلة ماتت فى النفاس . فسأل الجار ساخرا : ( كيف تموت الحلة فى النفاس ؟ ) فقال جحا : ( اذا كانت الحلة تلد , فيمكن أن تموت فى النفاس . ) نحن السودانيون لفترة كنا نحسب أن الأممالمتحدة خلقت لكى نحلبها . ونسبة لالمام السودانيون باللغة الانجليزية قديما , ولأنهم الوحيدون الذين يعرفون المحاسبة وادارة البنوك باللغة الانجليزية , ويمكن بجانب العراقيين ، فلقد وجد السودانيون مناصب عديدة فى التعليم . ومنظمة اليونسكو وكثيرا من منظمات الأممالمتحدة . أما منظمة الفاو فلقد اعتبرها السودانيون منجم لا ينضب . قاموا بمصها ومضغها وبلعها . ولقد بعث السودان وفدا الى الأممالمتحدة قبل الاستقلال شاكيا الانجليز والمصريين , ووجد دعما من أغلب أعضاء الأممالمتحدة وعلى راسهم أمريكا . والخطبة العظيمة التى ألقاها محمد أحمد محجوب باسم الدول العربية بعد اجتياح لبنان فى 1956 لا تزال تذكر كأعظم الخطب . وهنالك لوحة فى الأممالمتحدة تشير الى تلك الخطبة . ورشح السودان المحجوب لسكرتارية الأممالمتحدة . وكاد أن يفوز بها لولا تدخل جون فوستر دالاس وزير خارجية أمريكا . ولقد قال المحجوب لجون فوستر دالاس الذى أبدى أسفه لخسارة المحجوب ما معناه وما أورده المحجوب فى كتابه الديمقراطية فى الميزان , (أفهم أن تناصر المرشح الآخر . ولكن أن تمارس أمريكا الضغط والترغيب للوفود فهذا شيىء لن ينساه لكم بلدى) . هل تحاول الانقاذ الآن أن تنتقم للمحجوب ؟ . وماذا يقصد البروفيسور رئيس المؤتمر الوطنى عندما يقول : ( كوفى عنان , أى رجل أنت وأى منظمة تلك ؟) . هل يمكن أن يصدق هذا البروفيسور أن نظامه على حق وأن كل العالم مخطىء ؟ . عندما قال أحد شيوخ الاسلام فى مصر للسادات : ( سأشكوك الى الله . ) ابتلع السادات الطعم قائلا : ( لا لا تشكونى الى الله , أنا انسان مسلم , وأخشى أن يشكونى أى انسان الى الله ) . فقال الشيخ بدهاء : ( لماذا تخشى الشكوى الى الله ؟ . هل الله يظلم ؟. ألا يعلم الله كل شيىء ؟ . ) . لماذا يخشى أهل الانقاذ المحكمة الدولية ؟ . هل هنالك قضاة فى هذا الكوكب أدرى بالقوانين الدولية من قضاة المحكمة الدولية ؟ ولماذا الكلام عن السيادة الآن ؟ . فلقد تقبل رجال الانقاذ الضرب على القفا والجضّيم والاهانة وحظر الطيران فى دارفور وعدم تحريك قوات مسلحة فى ذلك الجزء من السودان . أى أنهم نزعوا سلطة الانقاذ وأهانوا حكومة السودان . ولم يتكلم رجال الانقاذ عن الكرامة السودانية . شيىء غريب والله . البليونير الألمانى كروب والذى أنتجت مصانعه أغلب آلة الحرب التى استغلها هتلر فى تحطيم العالم , واجه الحكم بالسجن طويل المدى بشجاعة وثبات فى محكمة نورينبيرغ . ولكن عندما ذكر القاضى بأن امبراطوريته الصناعية ستصادر أغمى عليه مباشرة . هذا الحادث يذكرنى بالانقاذ الآن . لقد أرسل السودان جنودا تحت امرة الأممالمتحدة . وفى أيام الجفاف التى عمت شرق وغرب أفريقيا فى الثمانينات , كان السودان يصرخ ويستنجد بالأممالمتحدة - التى لم تعرف شغلها - وانهالت المليارات على السودان من كل صوب وحدب حتى من خارج الأممالمتحدة . ولقد جمع المغنون 8ر2 مليار دولار . ونذكر ألاغنية : We are the children هذه الملياردات لحسها السودانيون وكأنها ( مديدة تمر بسمن ) . وسمير لسه ماشى . ومال القصور الأتبنت فى التمانينات دى الناس كان وفّرت من حق الفطور ؟ ولا قطعت سيف فى قهوة شديد ؟ ولا لعبت كاشف فى قهوة الحريق غرب البوستة أمدرمان ؟ . ما ضربوا قروش الأممالمتحدة دى شمال ويمين والهسى قالوا عليها كعبة دى . يكفى أن النولون لنقل البضائع من بورتسودان تضاعف ثلاثة مرات فى ظرف شهور . وتكونت شركات مثل ريكال طلب احتكرت نقل البضائع . وباع تجار العيش العيش بأضعاف ثمنه للأمم المتحدة . وكما عمل المصريون فى التسعينات ذكرنا أرقاما خرافية بخصوص الأرتريين والأثيوبين الذين لجأوا للسودان , وذكر الأمر بتلاتة مليون , اربعة مليون وخمسة مليون فى بعض الأحيان للاجئين فى السودان عامة . وقبضنا الثمن بالرأس . وامتلأت رفوف المتاجر فى السودان بالزيوت واللبن المجفف والمعلبات المخصصة للاجئين . ده كلو من الأممالمتحدة البطالة دى . وفى التسعينات حدد المصريون بأن عدد اللاجئين السودانيين فى بلدهم خمسة مليون . والله خمسة مليون سودانى ينزلوا القاهرة , بعد سنة المصريين يكونوا بتباطنوا فى العرس . مصر كانت تعطى كل لاجىء مسجل 285 جنيه وتستلم تلتمية جنيه على كل رأس سودانى للأمن والتعليم والصحة . ونحن فى السودان كذلك كنا نقبض على الارتريين . كلو من ألامم المتحدة الكعبة دى . الله ينعلها . أها بعدين بعد الجفاف , جانا الجراد بتذكّروه . أحد أخوانا فى الموردة اسمه ( الله عاشنا) . فبينما هو عاطلا جالسا فى القهوة فى الخمسينات . أظلمت السماء . وعندما شاهد الجراد خرج صارخا ( الله عاشنا , الله عاشنا ) وصار موظفا فى الجراد . وكان يروى أنهم يدفنون السم ويقبضون الجرادة ويبوسونها قائلين ( أنا أعدمك كيف أولادى ياكلوا شنو ؟ ) . بابكر بدرى ذكر فى كتاب حياتى , فى رفاعة فى بداية القرن . أن المفتش الانجليزى سأله من الذى أكل قروش الجراد ؟ فرد بابكر بدرى أن هذا ليس عمله . فساله المفتش الانجليزى شغلك شنو ؟ وكان الرد شغلى التلاميذ ودروسم وواجباتم . يعنى من الزمن داك أنحنا بناكل فى قروش الجراد . وعندما طلع المفتش الانجليزى على جمله ووجد شيخ البلد ومساعديه يقتسمون قروش الرشاوى , اعتقلهم . فذهب بابكر بدرى متشفّعا لشيخ البلد . فقال له المفتش ده ما شغلك . انت شغلك تعليم الاولاد , دروسهم وواجباتهم . الا أنه قبل أخيرا شفاعة بابكر بدرى, الذى زعم أن الشياخة افقرت الشيخ بمصاريفها وضيافاتها والرجل طيب وغفلة , فعزله المفتش وأطلق صراحه . أشهر مختلس فى السودان قديما كان ود البدوى . الذى اختلس عشرة ألف جنيه . وبالمقارنة بما اختلس الآن يجب أن يعطى ود البدوى جائزة للأمانة . وهو شقيق الدكتور على البدوى مؤلف مسرحية ( الدهباية ) . ولقد صرف ود البدوى الفلوس فى ليالى صاخبة . وكانوا يغنون له . يا ابو البدوى زورنا مرة , يا ابو البدوى عيرنا نظرة . وعندما سجن بعد تحريات ضابط البوليس أبّارو تغيرت الأغنية الى يا ابو البدوى غادى غادى , يا ابو البدوى السجن بعادى . يا ابو البدوى البيرة مرّة , يا ابو البدوى السجن أمرّ. هل تغيرت أغنية الانقاذ الآن ؟ من أمريكا قد دنى عذابها الى أمريكا نبوس حذاؤها . ثانى أكبر مختلس قديما كان ( أ. ز ) . وهو من سكان حى الموردة ومنزلهم على خط الترام . هذه المناسبات كان يؤرخ بها قديما . ولم تكن عادية كما هو الآن فى زمن الانقاذ . بل صار من لا يختلس ويستبيح المال العام يعتبر مغفلا فى زمن الانقاذ . أين القضاء هنا ؟ لا سمعنا يوم عريضة , لا سمعنا يوم موكب قضاة , اطرشنا ما سمعنا قاضى استقال بسبب تعذيب أو قتل . لقد كان مال الأممالمتحدة يعتبر مالا سائبا , خاصة لمكافحة الجراد . أحد المختلسين كان يأتى بأسماء وهمية , ويوقّع باسمهم , أو يبصم . وعندما أتى خبير البصمات اكتشف أن أغلب البصمات متشابهة , ولكنها لا تشبه بصمات البشر . فلقد كان الرجل يوقع بجزء خاص من جسمه . وبرضو تقول لى السودانيين ما بعرفوا السرقة ؟ . فلوس الأممالمتحدة الجات لمساعدة الفيضانات فى 1988 راحت وين ؟ ما فى بطون تماسيح السودان . وأى مسئول ركب ليهو جنريتر كهربائى فى بيته . وخيم الأممالمتحدة الجابوها للمساكين ما ركّبوها المسئوليين فى جناينهم وبيوتهم أو فى مزارعهم . ومين يقدر يقول البغلة فى الابريق ؟ . كل زول تجيهو قبضة , حتى لو منادى سيارات فى الخرطوم أو ست شاى يودّوه الأردن للعلاج . والدكاترة الأردنيين بيقولوا : لمّن كنا بندرس فى انجلترا كنا بنستعين بالدكاترة السودانيين المعانا لأنهم أكاديميا كانوا أحسن مننا . كيف الناس تخلى السودان وتجى الأردن ؟ . سمعنا قالوا الأردن فيها امكانيات أحسن . طيب الأممالمتحدة دى ما عندها قضاة أحسن . ولو قضاة السودان ديل فيهم فايدة كانوا شغّالين فى حكومة أعدمت مجدى لحيازة مال , والطيّار جرجس , وطالب جنوبى . يا عالم مال , فلوس مش متفجرات أو انتراكس أو غاز الحردل . والقضاة ديل كانوا وين لمّن فتحوا بيوت الأشباح وأهانوا الكبار والصغار ؟ وخلوا كل سودانى يرجع بيتو بسرعة راجف , ويشيل قسيمة زواجو فى جيبو قبل ما يوصل مرتو لأهلها لزيارة . والقضاة ديل وين وستّاشر سنة البلد فيها حظر تجول ؟ والله هولاكو لمّن دخل بغداد ما عمل حظر تجول ستّاشر سنة . والقضاة ديل وين لمّن الانقاذ دقّت وهرست دارفور ؟ . واغتصبوا وحرقوا وجوّعوا ؟ ود المضوى كان بضوى كان ضوّا فى بيت أمو . أها يا جماعة أنا مع قرار الأممالمتحدة . فأرجو تسجيل اسمى بالخط العريض . واذا كانت هذه خيانة للوطن , فأنا خائن خائن خائن . المهم أن تعود البسمة الى أهلى فى دارفور . ودى أكتر مرة فى حياتى احترم الأممالمتحدة . وعدالة شنو البتعرفها الانقاذ ( خبر يا توكر فيكى القطن وأهلك عرايا ؟) والجرّب المجرب حاقت بيهو الندامة . الانقاذ دى ما كتلت ليها اتنين مليون فى الجنوب . ولم تأخذ أسرى حرب أبدا . وهذا يتعارض مع مؤتمر جنيف وحقوق الانسان والشيطان والشريعة . بعد اتنين مليون مشرد فى دارفور وميتين أو تلتمية ألف قتيل يعنى العالم ده يقعد يتفرج لمتين ؟ . فى حاجة أمريكا أو العالم ما عاوزين يعلنوا عنها . اليوم انت بالأقمار الصناعية ممكن تشوف لو فى زول بياكل فى صحن فول , ممكن تعرف اذا فول مصلّح أو ساكت . لاكين أمريكا ما ممكن تقول شفنا فلان بيغتصب فى فلانة أو بيضبح فى فلان , لاكين كلّو فى ومصّور . الانقاذ لمّن سلمت كارلوس السعر كان دولارات اتقسموها الناس الكبار . وصور لمعسكرات الحركة الشعبية بالأقمار الصناعية , وهذا هو السبب فى الضربة الكبيرة التى أصابت الحركة حتى تمكنت من تغيير مواقعها . كلّو مصور .وناس الانقاذ عارفين لمن يمشوا المحكمة الأدلة بالصوت والصورة , وبعد ده السوط . وده المخوف الناس . وأنا فى العاشرة من عمرى قصدت شجرة لالوب كبيرة فى بيت المال وهى فى الزقاق الضيق جنوب حوش نقد والد الدرديرى نقد , وغرب حوش آل المطبعجى . وبدأت فى اطلاق الحجارة بالنبلة على الطيور والقمرى . فشاهدتنى طفلة فى السابعة من عمرها , فنهتنى عن فعلتى لأننى قد أصيب انسان . فقلت لها ( لمن أضرب لى زول .) فقالت لى وليه يستنّوك لحدى ما تضرب ليك زول تقد عينو؟ . فأفحمت بردها المعقول , وأدخلت النبلة فى جيبى وانصرفت . ان هذه الطفلة فى السابعة من عمرها لأعقل من أهل الانقاذ . لمتين الأممالمتحدة والعالم ينتظروا ؟ . انا مع تدخل الاممالمتحده وارسال جنود لحمايه اهل دارقور . التحية