المؤكد أن تصريحات علي الحاج صباح اليوم لها دلالات ظاهرة وأخرى باطنة إذ لم يستطع القيادي بحزب الترابي إخفاء لهجة (ودودة) إلى حد ما تجاه غريم الحزب اللدود .. وعدوه الأول (فيما سبق) علي عثمان .. تلك اللهجة التي تنسجم وحدها مع ما قاله مراقبون أن الغرض الرئيسي من زيارة علي عثمان لألمانيا هو لقاء على الحاج وليس الفحصوات .. وذلك استكمالا لما بدأه الناجي عبد الله من اتصالات بالنائب الأول للبشير ولنا أن نقرأ هذا مع قول مجموعة السائحين (التي تضم عناصر شبابية وجهادية من كلا الحزبين الوطني والشعبي )والذين قالوا أن قواعد حزبيها قد توحدت تماما ولا يمنعنا مانع - بعد ذلك - من قراءته مع التصريحات المنسوبة لقائد المحاولة الانقلابية الاخيرة ود ابراهيم من أنه سيحاول الانقلاب مرة أخرى إذا خرج ! لاحظ عزيزي القارئ ان هذا الرجل ورفاقه يحظى بدعم لا محمود من مجموعة السائحين ولاحظ أكثر أن مشكلة كل هؤلاء هي القيادات (الأبعد) عن علي عثمان في دولاب النظام .. وتحديدا : نافع وعبدالرحيم محمد حسين !! ولنا .. بل علينا ان نربط ذلك كله بالاعتقال المنزلي الذي استمر اياما ولياليها ابان انكشاف المحاولة الانقلابية إياها إذت اضطر علي الحاج اضطرارا للتصريح الصحفي تأكيدا على أن لقاءه بعلي عثمان لم يكن مرتبا له من قبل الأخير (بعد وصول المعلومة إلى عيون وآذان نافع في السفارة السودانية في برلين ) فجاءت حكاية الفحوصات الطبية لذر الرماد في العيون .. وأي يوم لم يكن فيه علي عثمان محتاجا لفحوصات طبية .. ثم ليمتلئ جسد التصريح بعد ذلك بدهون الكلام غير المفيد من شاكلة : قال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض علي الحاج إنه بحث مع علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني الأوضاع السياسية والاقتصادية وطبيعة العلاقات مع دولة جنوب السودان، وذلك خلال لقاء عقده الرجلان بمدينة برلين الألمانية ووصفه القيادي المعارض بغير الرسمي . وقال علي الحاج إن علي عثمان قدم إلى برلين في زيارة لإجراء فحوص طبية لم يكشف عنها، مضيفا في تصريحات لصحيفة سودان تربيون، أنه سعى للقائه بعد تلقيه معلومات من السودان تؤكد زيارته إلى ألمانيا . وأوضح أن اللقاء تناول التطورات السياسية، مشيرا إلى أن طه اعترف بخطورة المرحلة التي يعيشها النظام . وقال علي الحاج إنه دعا نائب الرئيس السوداني لبسط الحريات وإعادة السلطة لأهل السودان للحفاظ على ما تبقى من السودان بعد انفصال الجنوب . لكنه أشار إلى أن طه اعتبر أن بإمكان النظام تجاوز معضلاته الراهنة، ومن بينها انهيار الوضع الاقتصادي والحروب الناشبة في ست ولايات كبيرة والانقسامات في صفوف الطبقة الحاكمة