شهد محيط الكاتدرائية المرقسية في العباسية بوسط القاهرة هدوءا حذرا في الساعات الأولى من صباح اليوم عقب اشتباكات أسفرت عن قتيل وعشرات الجرحى، في حين طالب الرئيس محمد مرسي المصريين بعدم الانسياق وراء أمور تضر بسلامة البلاد، وألغى رئيس الوزراء هشام قنديل سفره إلى كينيا لمتابعة التطورات. وخيّم الهدوء الحذر على المنطقة بعد تعزيز الشرطة وجودها عقب الاشتباكات التي اندلعت أمس بعد تشييع أربعة قتلوا في أحداث مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية في دلتا النيل مساء الجمعة. وقال مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد إن الاشتباكات تراجعت وتيرتها لكن الأوضاع لا تزال متوترة، في ظل وجود عدد من المحتجين بالمكان. وقد دوت في وقت سابق من مساء أمس طلقات خرطوش وعيارات نارية من مصادر مجهولة، في وقت تحاصر فيه قوات الأمن محيط الكنيسة للفصل بين الطرفين. حقن الدماء في غضون ذلك طالب الرئيس المصري محمد مرسي المصريين بعدم الانسياق وراء أمور تضر بسلامة البلاد. وأكد مرسي في اتصال هاتفي ببابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني أن الاعتداء على الكنيسة المرقسية بالعباسية اعتداء عليه شخصيا. وقالت الرئاسة المصرية إن الرئيس مرسي وجه باتخاذ جميع الإجراءات الأمنية لحماية المواطنين، ووجه بإجراء تحقيق فوري في الأحداث. ومن جهته ألغى رئيس الوزراء المصري هشام قنديل سفره إلى كينيا لمتابعة الأحداث. كما دعا كل من شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا تواضروس إلى الهدوء وحقن الدماء إثر الاشتباكات. طوق أمني وفي حصيلة ضحايا جديدة أعلنت وزارة الصحة المصرية مقتل شخص وإصابة 66 آخرين خلال الاشتباكات. كانت الاشتباكات قد تراجعت بنسبة كبيرة وساد هدوء نسبي منطقة الكاتدرائية بعد فرض قوات الأمن طوقا أمنيا واسعا حول الكاتدرائية لمنع تقدم أي من المتظاهرين من خارج الكاتدرائية. من جهة أخرى صرح اللواء عبد العزيز توفيق مساعد وزير الداخلية المصري لشؤون الحماية المدنية في وقت سابق الأحد بأن الحرائق التي اندلعت بجوار الكاتدرائية ناجمة عن اشتعال النار في عدد من الأشجار وبعض المخلفات، مؤكدا سلامة الكاتدرائية ومبانيها بصورة كاملة. وأضاف أنه تمت السيطرة على الحرائق، وأن محطة البنزين المجاورة للكاتدرائية مؤمنة تماما. وكان آلاف تدفقوا على الكاتدرائية لتشييع جثث أربعة قتلوا في أحداث الخصوص التي سقط خلالها خمسة قتلى وأربعة مصابين. ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن الشبان المشيعين رشقوا بالحجارة قوة من الشرطة في شارع مقابل للكاتدرائية. وأضاف أن المشيعين حطموا ست سيارات خاصة في الشارع، ثم أشعلوا النار في سيارتين أخريين، مما دفع سكان المنطقة لإطلاق قنابل مسامير محلية الصنع عليهم. وأشار بيان صادر عن وزارة الداخلية إلى أن بعض المشيعين بدؤوا بتحطيم بعض السيارات في المنطقة، وهو ما أدى إلى حدوث مشاحنات ومشاجرات مع أهالي المنطقة.