حذرت الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال الاحد من اتساع الصراع الدائر في جنوب كردفان منذ الاسبوع الاول من ايار/مايو بين الحكومة السودانية ومقاتلين تابعين لحركة التمرد السابقة. وقال الامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان في مقابلة مع وكالة فرانس برس "هناك اصوات في الخرطوم ضد الاتفاق الاطاري الذي تم توقيعه الثلاثاء الماضي في اديس ابابا، هذه الاصوات تلعب بالنار". وكان يشير الى الاتفاق الموقع بين الحركة الشعبية - شمال السودان والمؤتمر الوطني الحاكم في الشمال تمهيدا لانهاء الصراع في ولاية جنوب كردفان المحاذية لجنوب السودان الذي يستعد للانفصال. واضاف ان "بديل هذه الاتفاقية هو الحرب من النيل الازرق وحتى دارفور ونحن لا نريد ذلك". وتقع ولاية النيل الازرق في شرق السودان ودارفور في الغرب. واضاف عرمان ان "الشمال يحتاج للسلام ونريد ان نبحث عن السلام في دارفور ولا نريد خلق جنوب جديد". وقال مالك عقار حاكم ولاية النيل الازرق ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال السودان لفرانس برس "في النيل الازرق هناك قابلية كبيرة للدخول في الحرب اذا لم يتم التوصل لاتفاق لوقف العدائيات" في جنوب كردفان. وكان عرمان يتحدث لفرانس برس وهو يستعد للسفر الى اثيوبيا مع رئيس الحركة الشعبية - قطاع الشمال مالك عقار في محاولة لايجاد حل لمشكلة جنوب كردفان عن طريق التفاوض مع الحكومة السودانية بوساطة من الاتحاد الافريقي. وكان الرئيس السوداني عمر البشير امر الجيش السوداني الجمعة بمواصلة القتال في جنوب كردفان حتى الانتهاء من التمرد وتقع ولاية جنوب كردفان على الحدود بين الشمال والجنوب وتتركز فيها مناطق انتاج النفط في شمال السودان. وقاتل سكانها الاصليون من النوبة الى جانب حركة التمرد في جنوب السودان خلال الحرب الاهلية 1983 - 2005 على الرغم من انتمائهم لشمال السودان. وتقول الحركة الشعبية ان سبب المواجهات محاولة المؤتمر الوطني نزع سلاح مقاتليها في جنوب كردفان والنيل الازرق بالقوة والذين تقدر عددهم باربعين الفا. وقال عرمان ان "القائد عبد العزيز الحلو (الذي يقود التمرد في كردفان) جاهز للقدوم لاديس ابابا ولديه دعوة من رئيس وزراء اثيوبيا مليس زيناوي ورئيس جنوب افريقيا الاسبق ثابو مبيكي وجهزا طائرة لنقله من جنوب كردفان الي اديس ابابا وانا على ثقة انه سيوقع على اتفاقية وقف العدائيات حال انتهائنا منها". وعبد العزيز الحلو هو نائب رئيس الحركة الشعبية شمال السودان. ومن جهته قال مالك عقار "هناك حرب مستمرة على الارض ولها تاثير سالب على اقتصاد البلاد وهذه الحرب، سواء كانت من اجل اسباب حسنة ام سيئة، اذا لم توقف ستتوسع". وكان عقار قال للصحافيين الاحد ان "الحرب هي بديل الاتفاقية الاطارية وستكون من النيل الازرق وحتى دارفور". ويبلغ طول هذه المسافة اكثر من الفي كيلو متر كما ان اقليم دارفور تدور فيه حرب بين الحكومة السودانية ومتمردين منذ عام 2003. وتقول الاممالمتحدة ان ضحايا هذا النزاع بلغوا 300 الف قتيل بينما تقول الحكومة السودانية انهم عشرة الاف. وعن عدد الضحايا التي خلفتها المواجهات في جنوب كردفان قال عقار لفرانس برس "ليس لدي احصاء كم من المواطنين قتلوا في المواجهات في جنوب كردفان، ولكن اعدادهم كبيرة ويمكن ان يكونوا بالالاف لان قصف الحكومة مستمر على مدار اليوم حتى هذه اللحظة والحكومة السودانية تعتمد على افضلية في استخدام القصف الجوي لانها ضعيفة في التحرك على الارض. وللاسف هم يقصفون مناطق المدنيين ولا يقصفون العسكريين". وافرد اتفاق السلام الشامل بين الجنوب والشمال عام 2005 برتوكولا خاصا لجنوب كردفان والنيل الازرق لانهما كانتا ضمن المناطق التي دارت فيها الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب كما يغلب على سكانهما العنصر الافريقي، وخصوصا النوبة في جنوب كردفان والفونج في النيل الازرق.