عاشت مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور امس يوما عصيبا اثر تمرد (92) من قوات الاحتياط المركزى كانوا يرافقون القافلة التجارية التى وصلت المدينة عبر مسار طويل وخطر ، واعترفت رئاسة الشرطة فى بيان رسمى بتمرد قوات الاحتياط المركزى وقالت انها تتعقبهم خارج المدينة قبل ان تصفهم بالفلول ، فى وقت حذر مواطنون من ان تفقد الحكومة السيطرة على القوات النظامية فى دارفور اسوة بالمليشيات الموالية لها ونبهوا الى احتمالات اتساع وتنامى حالة العصيان. وبحسب روايات متطابقة لشهود عيان من داخل المدينة فقد بدأت الاحداث حوالى العاشرة صباحا بعد خلاف حاد نشب بين الجنود والضباط حول الرسوم التى يدفعها التجار نظير تأمين الطوف التجارى وتمسك الجنود باحقيتهم فى جزء من تلك الرسوم وهو مارفضه الضباط الذين استأثروا باجمالى المبالغ المتحصلة ، وفقا للشهود ، وتصاعدت الاحداث لتشمل اطلاق نار مكثف اثار الرعب والهلع فى المدينة التى كانت قد شهدت إضطراباً آخر واغلق سوقها الرئيسى الاربعاء الماضى بسبب احتجاج التجار على رفع رسوم دخول العربات الى البورصة من 4 الى سبعة جنيهات وشهدت الاوضاع تطبيعا حذرا بعد الغاء الزيادة فى رسوم الدخول والانخفاض التدريجى فى اسعار السلع التى شهدت ندرة حادة الايام الماضية. وابغ الشهود (الراكوبة) ان جنود الاحتياط المركزى قاموا بضرب وربط ضابط برتبة مقدم واطلاق الاعيرة النارية وكسر مخازن السلاح والاستيلاء على كميات من المؤن والتزود بالوقود من محطة بحى الجمارك بالجنينة قبل ان يغادرورا المدينة باتجاه الجنوب الغربى وهو الطريق المؤدى الى منطقة (فوربرنقا) ، وفيما حدت السلطات من حركة المنظمات والافراد خارج المدينة شاع ان القوة المتمردة ترابط خارج المدينة الى مسافة قريبة بانتظار مفاوض رسمى من الحكومة ورئاسة الشرطة وفى حين أقرت رئاسة الشرطة فى بيان رسمى بحادثة التمرد لم تذكر عدد الجنود المتمردين واكتفت بالقول انهم على متن (4) عربات نافية حدوث اى خسائر جراء اطلاق النار العشوائى ولفت البيان الى ان القوة المتمردة تزودت بالسلاح والمؤن قبل انسحابها من المعسكر واشار البيان الى ان (القوات لاتزال تطارد الفلول). واكد التعميم الصحفى الذى نشره ايضا المركز الاعلامى لوزارة الداخلية عودة الهدوء الى مدينة الجنية ، فى وقت ابدى سكان خشيتهم من حدوث اشتباكات داخل المدينة واتساع دائرة التمرد فى صفوف الشرطة ، وقال مواطن ان الحادثة تشير الى تدنى الروح المعنوية للقوات النظامية فى دارفور وتنامى حالات العصيان ، واشار الى ان مخاوف جدية من انتقال حالة عدم الانضباط العسكرى والانفلات التى وصمت المليشيات الحكومية مثل حرس الحدود الى صفوف القوات النظامية ، وتخوف مواطنون من فقدان الحكومة السيطرة حتى على القوات النظامي