عبدالرحمن الامين وثيقة عبارة عن مكاتبة معنونة سري وشخصي . مرسلها قاتل يوقع اسمه بالعقيد ركن ابراهيم شمس الدين ومتلقيها مجرم آخر يخاطبونه باللواء فولينو ماتيب نيال ! الموضوع في ظاهره هو "حراسة شركات البترول" أما في باطنه فتعلق بقتل بشر كثيرون ! من مفارقات الزمان وتصاريف الاقدار أن يموت بولينو ماتيب نيال بسبب من المرض في سريره ، وليس معلقا من شق في كبده ، من فرط مابشّع وأسرف ، فضحاياه يستكثرون عليه الموت بالسرطان وان تعذّب لخمس سنوات بين المشافي ! ومن المفارقات ، أيضا ، ان يقضي العقيد ابراهيم شمس الدين محترقا في ذات الموقع الذي آل علي نفسه (نظافته) ليس بقطع العشب وتشذيب الشجر ، وانما بتقليم أعناق السكان الابرياء وطردهم من أرضهم . فعلي مقربة من مطار عدرائيل ، حيث تفحم شمس الدين، كنس قبل موته 12 ألف نفسا بشرية بريئة من أجل النفط ! أما النفط الذي شقي من أجله فذهب اليوم كله لأهله ممن أراد "تنظيفهم" واقتلاعهم من أرضهم ، أما ما تبقي من فلوس النفط فذهب لجيوب نفر عرفهم زمان ، ولن يعرفوه اليوم . تشرح الوثيقة كيف رضخت شركة النفط السويدية (لوندين) لضغوطات العصابة بتوفير "بعض الاموال" لدفعها لوزارة الطاقة والتعدين لشراء عربات ، وسترسل للعميد "سيد الحسيني" ليصرفها للمرتزق ماتيب لقتل الاهالي بحقل 5A النفطي ! لو ان شمس الدين عاش بضعة سنوات وعاصر اكتمال هياكل تكوين محكمة الجنايات الدولية ، لدشن الطريق لرفاقه بمثل هذه الرسالة ، التي كانت ستصبح نموذجا يدرس عن الكراهية العرقية والتلذذ بالاستئصال البشري للأبرياء !