ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    المريخ يتدرب بجدية وعبد اللطيف يركز على الجوانب البدنية    شاهد بالصورة والفيديو.. على أنغام أغنية (حبيب الروح من هواك مجروح) فتاة سودانية تثير ضجة واسعة بتقديمها فواصل من الرقص المثير وهي ترتدي (النقاب)    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    هل رضيت؟    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثيقة تكفي للادانة في لاهاي ..بلا شهود ! من ابراهيم شمس الدين الي بولينو ماتيب : نفط ولعنة ، قصص وأسرار !!


[email protected]
وثيقة اليوم مكاتبة معنونة سري وشخصي . مرسلها قاتل يوقع اسمه بالعقيد ركن ابراهيم شمس الدين ومتلقيها مجرم آخر يخاطبونه باللواء فولينو ماتيب نيال ! الموضوع في ظاهره هو "حراسة شركات البترول" أما في باطنه فتعلق بقتل بشر كثيرون ! من مفارقات الزمان وتصاريف الاقدار أن يموت بولينو ماتيب نيال في سريره ، وليس معلقا من شق في كبده ، من فرط مابشّع وأسرف ، فضحاياه يستكثرون عليه الموت بالسرطان وان تعذّب لخمس سنوات بين المشافي ! ومن المفارقات ، أيضا ، ان يقضي العقيد ابراهيم شمس الدين محترقا في ذات الموقع الذي آل علي نفسه (نظافته) ليس بقطع العشب وتشذيب الشجر ، وانما بتقليم أعناق السكان الابرياء وطردهم من أرضهم . فعلي مقربة من مطار عدرائيل ، حيث تفحم شمس الدين، كنس قبل موته 12 ألف نفسا بشرية بريئة من أجل النفط ! أما النفط الذي شقي من أجله فذهب اليوم كله لأهله ممن أراد "تنظيفهم" واقتلاعهم من أرضهم ، أما ما تبقي من فلوس النفط فذهب لجيوب نفر عرفهم زمان ، ولن يعرفوه اليوم . تشرح الوثيقة كيف رضخت شركة النفط السويدية (لوندين) لضغوطات العصابة بتوفير "بعض الاموال" لدفعها لوزارة الطاقة والتعدين لشراء عربات ، وسترسل للعميد "سيد الحسيني" ليصرفها للمرتزق ماتيب لقتل الاهالي بحقل 5A النفطي !
لو ان شمس الدين عاش بضعة سنوات وعاصر اكتمال هياكل وأطر محكمة الجنايات الدولية ، لدشن الطريق لرفاقه مبكرا بمثل ماكتب في هذه الرسالة ! وكانت ستصبح نموذجا يدرس عن الكراهية العرقية والتلذذ بالاستئصال البشري للأبرياء !
النفط ..لعنة السموات والأرض علينا !
من هنا عبروا ، فوق الاشلاء ، بحثا عن النفط ...
ارادوه بترولا سودانيا بنكهة الموت ........أسودا في مقاصة البيع الفوري ، وأحمرا قانيا في حقول الانتاج !
قاتل أو مقتول وطحين آدمي في الحالتين !
لم يهمهم الثمن ، أرادوا النفوذ والفلوس وبناء دولة الخلافة الاستوائية السنية .
كذبوا ان قالوا هي لله ، فهي لهم ...ولهم وحدهم ! والنساء أيضا لهم ...والخبز لهم ....وولائم مابعد منتصف الليل عندما تنام من الجوع صغار المدينة !
مات الشباب في حقول الماء والملاريا ....زرعوا الكراهية فحصدنا سودانا لا نعرف كيف نرسمه بعد الرتق ! مات من سعي للقتل ، وقضي أيضا من جلب معدات الموت ليقتل !
شباب حشوهم ليل مساء باهازيج الموت والدمار ، فتمنوا الموت بلا سبب وكرهوا الحياة ، أيضا ، بلا سبب !
شحنوهم في مسطحات متحركة للغالبية كانت رحلة اللاعودة فأما كفن أوبقايا اشلاء منثورة بأرض البترول....أو حطام انسان بنصف عقل ان عاد لنا .
ابراهيم شمس الدين ....كيف عاد للجيش بعد فصله؟
الرائد ابراهيم شمس الدين ينتمي للدفعة 29 وتخرج ضابطا للمدرعات. بعد اعلان النميري لقوانين سبتمبر في 1983 توافرت للاستخبارات العسكرية معلومات عن محاولة انقلابية وململة في صفوف الرتب الصغري والوسطي . كانت المعلومات متضاربة المصادر ومهتزة الحبك ، بل ومتناقضة الرؤي ويكفي ان يكون من بين المعتقلين أطياف قزح العقائدية وألوانه الفكرية ! ففيهم الرائد محمد يس يوسف ( اتحادي ديمقراطي - جناح الهندي)، ومن التيار اليساري المقدم خالد فرج ، والرائد عثمان ساتي والرائد عبد المعروف محمد حمد الدسوقي . أما من قبيلة الاسلاميين فاعتقل الملازمان الصوفي وابراهيم شمس الدين . الملازم الصوفي هو اخ زوجة رئيس وزراء الانتفاضة الطبيب "الاسلامي" الجزولي دفع الله . كانت البينات ضعيفة ، بل ومتضاربة كما سقنا ، فضلا عن ان التصفيات التي شهدها بالجيش آنئذ ( فصل نميري 49 ضابطا في 1982 بسبب مواجهتهم له بالفساد المستشري ) جعلت المخاوف تزداد من تصفيات جديدة بحجج وبينات واهية فتثير غضب الجيش. قام النميري باعفاه المعتقلين من الخدمة العسكرية وامر باحتجازهم داخل سجن كوبر تحت اشراف جهاز الامن! وبالفعل ، سلمت الاستخبارات العسكرية جهاز الامن الضباط بتوصية لاحتجازهم مع المعتقلين السياسيين بسجن كوبر ! عمل تنظيم الضباط الاحرار علي اطلاق سراح هؤلاء المعتقلين من سجن كوبر .ترك هذا الامر للخلية العاملة بداخل الجهاز لترتيب الافراج عنهم . سنحت الفرصة في مأتم لأسرة الرائد عثمان ساتي الذي أحضرته الاستخبارات العسكرية لتلقي التعازي في والدته . هنا نشطت الخلية المنوطة بالامر علي محورين . الاول توضيح ملابسات الاعتقال للمعتقلين ، وأن النميري هو الذي يريدهم في كوبر وليس جهاز الأمن . أما المحورالثاني فهو العمل علي تأمين اطلاق سراحهم وازالة مالحق بهم من ضرر . أوغرت الخلية صدر اللواء عمر محمد الطيب عندما أبلغته بأن نميري يريد تحميله مسؤولية اعتقال هؤلاء الضباط ، حتي يورث جهاز الأمن غضب الجيش ! ففزع اللواء عمر وبدأ سريعا في حل الموضوع . وبالفعل ، اطلق سراحهم جيعا وتم منحهم مبالغ مالية وقطعة ارض سكنية .قام الجهاز أيضا يالتوصية بتعيينهم ضباطا بالجمارك التي يديرها الفريق يوسف احمد يوسف! يلفت النظر أن الملازمين الاسلاميين (الصوفي وشمس الدين) رفضا عرض التوظيف بالجمارك بحجة انهما ليسا بحاجة لتلك الوظيفة ! المهم ، جاءت الانتفاضة وفقد حتي اللواء عمر
شمس الدين وعبدالرحمن الصادق ...أو لعبة " تت للترابي... وتات للصادق ".. !
اتصل حسن الترابي في 1986 بصهره رئيس الوزراء ووزير الدفاع ، الصادق المهدي ، لاعادة ايراهيم شمس الدين الى الخدمة بعد أن ضمن تعزيز الفريق تاج الدين لطلبه ! وقع الطلب بردا وسلاما علي وزير الدفاع الذي كان قد عيّن ابنه في الجيش ببراءة مرسوم " ملازم ثان" ، بلا دفعة ! حدث هذا رغم تخرج عبدالرحمن الصادق من كلية أجنبية "الأردن" ذهب اليها بمحض ارادة أسرته ، لا الجيش ، وعاد منها ليؤسس سابقة أول "شهادة عربية عسكرية "! أما وأن قرر رئيس الوزراء تمييز ابنه أكثر بتخصيص تخرج كامل له بلا دفعة ، فان أهل الجيش قالوا لوزير دفاعهم : كفي ...لا يمكن ! اعترض قادة الجيش بحزم علي هذا الخيار والفقوس ، فتراجع وزيرهم ، فأرسلوا ابنه ليتخرج مع الدفعة المتواجدة بالكلية آنذاك . كان الصادق يعرف بأن الاستجابه لصهره بارجاع الملازم أول المفصول، ابراهيم شمس الدين ، والحاقه بدفعته رقم 29 من الرواد ، سيسهم في تمرير تعيين ولده بأقل ضجة ممكنة . عرف الصادق ان الفريق أول ركن / تاج الدين عبد الله الفضل ، عضو المجلس العسكري الانتقالي ثم القائد العام لقوات الشعب المسلحة لأربعة أشهر ونصف (16/4/1986 3/9/1986) له ارتباطات بالاسلاميين ، مثله مثل سوار الذهب ، بيد ان الفريق أول تاج الدين هو من أرجع ابراهيم شمس الدين للخدمة . المهم ، تم ارجاع ابراهيم شمس الدين ، وتم استيعاب عبدالرحمن الصادق المهدي ، فما أندلق علي الارض سائل تبخر أو ضاع ، فخرج الكل مبسوطا بما حقق !
بولينو ماتيب نيال ... يد علي الزناد وأخري علي المحفظة !
سيذكر الجنوبيون والشماليون هذا الرجل لأجيال وأجيال قادمة . فلو من رجل واحد قتل وأسرف في قتل أبناء جلدته طوال حربي الجنوب (1955- 1972/ 1983-2005) ،لن تجد منافسا لهذا المحارب المرتزق. يقولون أن بولينو ماتيب نيال رجل عند كلمته ، ينفذ فور استلامه المتفق عليه عينيا أو مصرفيا .
قبض بولينو عن كل نقطة دم أراقها ، أحيانا بالدفع الفوري وأحيانا بالأجل وماتبقي له الا القبول بكروت فيزا الائتمانية ! كان مقاتلا شرسا بلا قلب، ورشاشا وبندقية للايجار ! توفي في نيروبي يوم 22 اغسطس 2012 بعد صراع مع المرض بعد محطات دموية حافلة .ففي سبتمبر 1997 ان يصبح حاكما علي ولاية الوحدة ، فشل واقعا وخسر . تحالف معه ريك مشار بل وصمت عن تجاوزاته وغلطاته السابقة. غافله بولينو في يوليو1998 وهجم علي( اللير) مسقط رأس ريك مشار نكاية فيه ! عوضته الحكومة في مارس 1998 بالاعتراف بجيشه ( جيش حركة الوحدة بجنوب السودان) بل زودوه بالاسلحة والذخائر وعينوه برتبة لواء بالقوات المسلحة فاستخدم العطايا في تدمير (لير) ريك مشار!
مابين 1998-2003 حارب في صف الجكومة وهجّر الالاف من المدنيين عن بلوك 5A .مابين 1998-1999 تعارك هو وجنود الحكومة مع ريك مشار للسيطرة علي حقول ولاية الوحدة , تمكن طرد قوات تيتو بيل من اللير في 1999
الذي ذهب وانضم للحركة الشعبية وفي 2000 استقال مشار من الحكومة وشكل مليشيا القوات الديموقراطية للجيش الشعبي وفي 2002 انضم لقرنق !
في ابريل 2004 اصبح رئيس اركان قوة دفاع السودان وبقوة طاغية ضد سكان مناطق بانتيو ، ميوم ومانكن في ولاية الوحدة الا انه لم يتمكن من السيطرة علي كل النوير ( خارج منطقة بول نوير
في ربيع 2004 هجمت قوات فوة دفاع جنوب السودان علي مملكة الشلك ودمروا القري وحرقوا البيتوت ونهبوها بأمر من الحكومة مما جعل بولينو ،غوردن كوانق وبينسون كوني يذهبون للحلف المضاد
في 30يونيو 2005 اجتمع مع قرنق في نيربي لمناقشة تكوين الجيش ووقع في 2006 علي اعلان جوبا الذي توصل له في يناير 2006 وانضم للحركة الشعبية لتحرير السودان في وظيفة نائب القائد العام . تم استيعاب أكثر من 50 الف من قواته الا انه احتفظ بقوة كبيرة من الحراس وفي اكتوبر 2006 قال عن استيائه لعدم ترقياتهم !
في مايو 2007 سرت الاشاعات بوفاته بعد غيابه بجنوب أفريفيا ، زار أمريكا في أغسطس 2008، في مايو 2009 ترقي الي فريق أول بينما تعين جيمس هوث ماي كرئيس لاركان الجركة الشعبية ورئيس له عضو حركة تحرير .في اكتوبر 2009 قيل ان الامم المتحدة شحنت جوا 300 من حراسه له .اشتبك رجال الحرس مع ناس الحركة حول منزله في بانتبو بعد اسبوع ، في مارس 2011 اتهم بمحاولة قتل ريك مشار ، لا تزال الخرطوم تراهن علي تشققات الماضي وبالذات بالدفع لكا من بولينو ماتيب، تواس سيرلو ، اسماعيل كوني ، أوغستين جلادا وايزاك أوبوتو مأمور .
مربع 5A....نفط ودولار ودمار !
في التقدير ان نطافة شمس الدين لمربع 5A عنت رقما تدمير جيوات ربع مليون نسمة يعيشون في هذا المربع النفطي ، قتل منهم 12 ألف نسمة بفعل خطط عسكرية أو بالجوع وهام 160 ألف آخرون علي وجههم . المهم ان الانتاج بدأ في 2006 مما تسبب التلويث للسدود. هذا الحقل يغطي نصف ولاية الوحدة الي الغرب من النيل الابيض . يمتد غربا الي ولاية "واراب" شرقا الي ولابة جونقلي . يقع الحقل في أكبر كتلة عالية الخصوبة تغذيها انهار الكونغو ، يوغندا ، كينيا واثيوبيا . سكان أراضي حقل 5A واراضيه الواطئة هم من النوير بيل والليك والجاقاي والي الغرب الجيكاني والدوك مدينة اللير الواقعة في منطقة النوير ذات اهمية استراتيجية في الحقل كله . أما الي الشرق من النيل نجد الجزء الجنوبي من جزيرة الزراف التي يسكنها النوير الثيانق . جغرافيا ، يعتبر حقل 5Aجزءا من حقل المجلد .تقديرات احتياطيات حقل ثار جاث لوحده هي 250 مليون برميل .
استولت الحركة الشعبية علي مدينة اللير في 1986 ، واصبحت قاعدة لانطلاق ابنها ريك مشار المولود فيها !
في اغسطس 1990 انشقت الحركة الشعبية فتنوعت الجيوش وتناسلت . انشق مشار وكون فصيل الناصر (1991-1993) ثم جيش استقلال ج السودان (1994-1997) . في 1996 وقع ميثاق سياسي أفضي لاتفاقية سلام في 1997 مع الخرطوم ، فأصبح قائد قوات دفاع ج السودان التي تألفت من بقايا المنشقين الموقعين علي اتفاق السلام مع الخرطوم .
لم تكن للمنطقة اي اهمية استراتيجية الا بعد بناء خط بوتسودان –هجليج البالغ طوله 1540 كيلومتر (960 ميلا) . افتتح الخط في 1999 بعد بدء عمليات التنقيب في حقل 5A في 1998 . كنتيجة لهذه الرسالة / الوثيقة من العقيد ابراهيم شمس الدين الي بولينو ماتيب عبر فصيله ( حركة الوحدة ) SSUM في طرد المدنيين وتنظيف القري من البشر !
مابين 1998-1999 تبادل ماتيب ومشار اللكمات العسكرية في سعيهما الدؤوب لحراسة الشركات والهيمنة علي مناظق لنفظ –القائد بيتر قاديت قاد تطهيرا للحقل في بداية 1999 ضد قوات (تيتو بيل) لاخلاء المنطقة بما فيها لير من السكان !
ومنذ ابريل 1999 بدأ تيتو انشقاقا معاكسا في غرب أعالي النيل بالتعاون مع الحركة الشعبية مجددا .حصل علي الاسلحة من قادتها في بحر الغزال لكنه عندما وصل يرول في مايو 1999 اعلن انضمامه للاصل ، تاااااني ! وفي سبتمبر 1999انشق بيتتر قاديت ورجع للحركة وهاجم قاعدة ميوك التابعة لبولينو غربي مربع 5 أ فهرب المدنيون وبدأ التعاون ما بين اعداء الامس تيتو وقاديت ونسقا هحمات مشتركة !
بعد الانتخابات المخجوجة أعلن العقيد قاتلواك قاي من اقليم كوش ، وهم سكان الحقل 5A ، عن تمرده . لكنه عاد في يوليو 2011 وصالح الحركة الشعبية وفي 11 أبريل 2011 اعلن صهره اللواء قاديت عن "اعلان ميوم " وهو الاعلان الذي هاجم فيه قادة الحركة الشعبية هجوما قاسيا وفي اليوم التالي تحرك فقتل 45 من جنودها !
في 6 فبراير 1997بدات الحكومة التنقيب فمنحت الحقل 5A الي كونسورتيوم ، أي تحالف ، من الشركات ضم كل من من (لوندين)السويدية ، شركة (أو. ام .في. )الاسترالية ، بتروناس الماليزية وسودابت السودانية . وحيث ان الشركة السويدية تملكت 40.275 % من الحصص فان الحقل المذكور مثّل أكبر استثماراتها المملوكة في نفط السودان .
بدأ الكونسورتيوم في بناء معسكراته التنقيبية في 1998 في مدينة رير النويرية بمنطقة جونقلي ، بالقرب من الميناء النهري عند ثارجاث . ومع استمرار حملة شمس الدين / ماتيب في افراغ الأرض من سكانها ، تم انشاء طريق غير معبد يربط أطراف المشروع بين مدن بانتيو شمالا عبر دوار، قوك الي رير وثارجاث ! بحلول اكتوبر 2000 بلغ الحقل 1,485 كيلومتر ودشنت أول بئر بحقل ثارجاث في 7 أبريل 1999...وبدأ دوران طواحين الدولارات !
هجوم الثوار علي حقل ثارجاث في مايو 2000 أسقط كرتا رابحا لاجراء المزيد من النظافة البشرية بعد توقف (لوندين) عن الضخ . طلب ابراهيم شمس الدين من حليفه ماتيب قتل أي شئ يتحرك ، وعني فعلا أي شئ ! فتواصل الضخ الي مارس 2001 ..وتوقف مجددا في يناير 2002 لتأمين سلامة المال ! في يونيو 2003 ، بسبب من الضغوط ، أنهت الشركة السويدية اجراءات بيع حصتها لبتروناس مقابل 142,5 مليون دولار وتغير شكل الشراكة أكثر عندما أشترت الشركة الهندية (أو.في.ال) في سبتمبر 2003 حصة الاستراليين (أو.ام.في) مقابل 135 مليون دولار !
اذن ، ومنذ 2006 فان حقل ثار جاث غدا مملوكا للثالوت بتروناس الماليزية(68.9%)، فيدش الهندية (24.1%)وسودابت السودانية (7%) ستهلين الانتاج ب40ألف برميل يوميا .
بينت تقديرات في 2005 ان تنمية حقل ثار جاث بلغت 311 مليون دولار ، باعتبار ان خام برنت يباع ب 25 دولار للبرميل فان العائد هو 22%
تسلم بولينو ماتيب الاشعار السري والشخصي من ابراهيم شمس الدين . أجبر السكان في عام 1998 علي مغادرة المنطقة المحيطة بقرية رير ورئاسة حقل ثارجاث . كان يرسل أمره للاهالي العزل بالمغادرة ظهرا ، فيهاجمهم عصرا في الطريق الي خارج قراهم فيقتل وينهب . كثيرا ما سعي اليه الاهالي عارضين عليه أخذ المواشي والانعام مقابل تركهم في قطاطيهم البائسة ، الا ان أبواب السماء تنفتح براجمات كوبترية من السماء تصب علي الرؤوس قنابلها وحميمها ومليشيات بولينو تلاحق بالموت من أخطأته الطائرات ، فحرقوا حتي آثار نعالهم في الطين ! مابين يونيو 1997 ونوفمبر 1998تسببت المعارك التي اندلعت في منطقة (نهيلاديو) في هروب حوالي 70% من السكان الي مدينتي بانتيو ومانكين . في مايو 1998 بدأت منطمة اكسفام في اعاشة 25 ألف نسمة من الفارين في ولاية الوحدة بعد تدمير نهيلاديو التي لحقتها مدينة "دوار" في يونيو1998 ..ومرة أخري أستجاب بولينو الي نداء شمس الدين ، فأسرف وبالغ في القتل ...والنظافة !!اذ هاجمت قواته المنطقة المجيطة بكوش 3 مرات في 1998، ولم يترك خلفه أثرا لحياة .
]
وصلت قوات الحكومة في ابريل 1998 الي خارج مدينة ليير لكن قوات مشار ( جيش الدفاع عن جنوب السودان) منعتهم من الدخول !، هاجمتها قوات ماتيب مابين يونيو ، يوليو أغسطس ودمرتها وللدرجة التي جعلت برنامج الغذاء العالمي يصف اللير بانها أصبحت مدينة أشباح أما مكتب تنسيق الشون الانسانية التابع للأمم المتحدة فقد أعطاها أسوأ تصنيف بأنها ذات "ظرف طوارئ دقيق" !
بعد اسقاط طائرة هكوبتر لشركة (لوندين) بدأت حملة عنيفة من قوات الحكومة في بداية 2002 ..هرب الالاف ..وبدأت مرة أخر ي الحكومة رغم وجود مقف لاطلاق النارهجوما جديدا في ابريل 2003 في مربع 5A وبعدها بقليل باعت الشركة حصتها ي المربع "زيارة نافع " !!!!مابين 1999-2002 طانت الكماطق الزراعية تمتتد ولمسافة 10 كيلوكترات من الطريق السؤيع المبني حديثا ، في 2002 لم يتبق من أثر لزراعة حتي حول نهالديو التي تتمركز حولها قري كانت في السابق زراعية قال تقرير لمجموعة الازمات في 10 فبراير 2003 (لتنظيف الطريق جنوبي بانتيو الي ميناء ادوك النهري ( الهدف لهذه الحملة هي تنظيف الطريق
الدمار البيئي ..مواد حقن الضغط بالابار تفتك بالاهالي
تم بناء طريق لاستخدامه طول العام مما حبس التصريف الطبيعي للسدود، ولان حقل ثارجاث يبعد عن النيل بمقدار 5 كيلومترات فقط فان أول تلوث ظهر في صور فضائية في 8 نوفمبر 2004 وبطول 13 كيلومترا علي طول النهر ! وفي مارس 2008 سجلت حالات موت لللاف من الاطفال في اقليم كوش لشربهم مياه ملوثة ! وظهرت امراض غير معلومة الاسباب جراء حقن الطبقات الارضية بمياة مشبعة بمواد نتروجينية سامة للمحافظة علي الضغط الفيزيائي الضروري لتسييل النفط !
في نوفمبر 2009 قالت منظمة (علامات الأمل ) الألمانية ان قرية "رير" المجاورة لمنصة المعالجة البترولية المركزية في حقل ثارجاث سجلت قراءات قاتلة في مستويات التلوث بالرصاص ، النيكل والزرنيخ وان هذه التلوثات سالت الي منطقة السدود الحيوية لغذاء أهل المنطقة ! مابين 1998-2002 ، الدم تشتت في حقول 1، 2 و4 ( تايسمان الكندية ) ...وفي حقل 5أ وشركاؤهم الصينية وبتروناس و أو م في!!
في اكتوبر 2002 أعلنت تالسمان نيتها بيعها حصتها للشركة الهندية وفي مايو 2004 تنازل الاستراليون عن حصتهم ، للهند فباعوهم أسهمهم بأثر رجعي يناير 2003
ملامح من دمار سياسة التنظيف !
في 10 يونيو 2010 فتح المدعي العام بالسويد تحقيقا حول اذا ماكانت شركة (لوندين)خرقت قوانين سويدية
أورد تقرير موثق أصدره " التحالف الأوروبي عن النفط في السودان " أن نحو 12,000 شخصا قتلوا أو ماتوا من الجوع والأمراض الناتجة عن القتال. وأن أعدادا كبيرة من الأهالي وقعوا ضحية التعذيب والإغتصاب، وأجبر زهاء 200,000 شخصا علي النزوح من أراضيهم، كما نفقت نصف مليون رأس ماشية، كل هذا جراء الحرب.
وبدوره وصف القس جيمس كاونغ نينريو، الأمين العام لمجلس السلام في المنطقة لوكالة انتر بريس سيرفس، "أولا بدأوا عمليات قصف جوي إستمرت لعدة ايام"، قتلت سكان “كوخ" في ولاية الوحدة أو أجبرتهم علي الفرار.
"وثانيا جاءت القوات البرية للتحقق من الوضع وقتلت ما تبقي من الأهالي وأشعلت النيران في القري. وأخيرا أعلنت أن المنطقة أصبحت آمنة، فجاءت شركات النفط". نظرية ابراهيم شمس الدين هي ترتيب النظافة برعاية النفطيين ، أو هو (الامان مقابل الكاش ) ! هذا غير العقود مع الشركات والتي لولاها لما توفرت للحكومة الموارد اللازمة لشراء الأسلحة والذخائر ساعد جسر كبير وطريق ممهد بناهما الكونسورتيوم علي توسيع الرقعة الجغرافية لأنشطة الجماعات المسلحة، كذلك علي عبور مجموعات أهالي معزولة في منطقة المستنقعات الشاسعة هذه علي الضفة الغربية من النيل الأبيض.
ويشار إلى أن التحالف الأوربي للمنظمات الإنسانية يقدر حجم ان يكون الدمار ، وبالتالي حجم هذه التعويضات بمبلغ 300 مليون دولار أمريكي.
تمكنت الهلوكبتر الهجومية الروسية طراز Hind Mi -24V من تغيير ديناميات الصراع فقد استخدمت بكثافة ل"نظافة" أهل الديار من ديارهم وطردهم بعيدا عن حقول النفط ! فقد أشعلوها عليهم جحيما من السماء والارض ، قصفا وزحفا وحرقا لمنازلهم وسرقة ونهبا لأنعامهم .
مابين 1999-2006 تقول التقديرات ان 2 مليون نسمة تم تهجيرهم من مناطقهم وتشريدهم . بالرغم من نفي شركات النفظ وتأكيداتهم الكذوبة انهم اسهموا في ترقية حياة السكان الا ان الجماعة الناشطة المسماة (التحالف الاوروبي للنفط في السودان )، المسماة "ايكوس" اختصارا بالانجليزية ، نشرت في 2010 تقريرا مفزعا مسنودا بصور الاقمار الصناعية وشهادات المصادر أثبت ان 160 ألف نسمة تم تهجيرهم من حقل 5 ايه التابع لشركة (لوندين)السويدية !
دعاوي الشركة ان النفط يساعد علي التنمية جرت علي لسان عضو مجلس اجارتها السابق ، ووزير خارجية السويد الحالي كارل بلدت ! الا ان الاعلام السويدي ل يكشف المأسأة الا في عام 2000
يقول الباحث فيل كلارك في دراسته النشورة في 14 أبريل 2012 بعنوان ( تم دفع أموال البترول للتطهير العرقي في السودان ) ، يقول " بينت دارسة مفصلة ومتعددة المصادر ، ان السودان بدأ في انتاج البترول في 1996وبحلول عام 1999 فان البترول بدأ في توفير 34% من حصيلة السودان من النقد الأجنبي وقفزت عوائده الي 81% في 2001
وفي عام2005 يلغت 93%) ويواصل الدارس الاكاديمي ليقول ( ذهب نصف ميزانية الحكومة السودانية لعامي 1999،2000للقوات المسلحة حيث تضاعف الانفاق عليها 6 أضعاف مما كان عليه في 1998 )! مع وفرة الفلوس ، وشح الانفاق علي الاساسيات من تعليم وصحة واسكان ، ذهبت الدولة تنفق علي آلة الحرب لقتل المزيد من مواطنيها ، وتنظيف المزيد من الأرض ! ففي 19996 اشترت الحكومة 6 طائرات هليوكبتر هجوية روسية طراز هند ...ثم أتبعتها بصفقة 16 طائرة من ذات الطراز في عامي 2001-2002 ( مجلة جين مشتروات الطائرات 2001)!
يقول التقرير ان القتلي مابين 2003-2005 بلغ 80 ألف قتيل !
صاحب شركة النيل الابيض للتنقيب والانتاج هو لاعب الكريكت البريطاني الاسبق (فل ادموندس) الذي خسر معركته الشهيرة مع شركة النفط الفرنسية توتال. ففي 31 يناير أمرت محكمة الاستئناف شركة النيل الابيض الكشف عن حقوق الملكية التي تدعيها في الحقل 5A .بأمر القاضي سددت شركة النيل الابيض قيمة الاتعاب المالية القانونية التي تكلفتها توتال ! أصل الدعوي هو ان شركة النيل الابيض وقعت عقد في فبراير 2005 مع حكومة الجنوب حصلت بموجبه علي امتياز لتملك 60% من الحقل ( Ba) بمساحة هي 67 ألف كيلمتر مربع أما توتال الفرنسية فأبرزت عقد ملكيتها الذي حصلت عليه من الحكومة السودانية في 1980. عوض الجاز قال ان عقد الشركة الانجليزية غير قانوني ! ماحدث هو بعض من الهرجلة الادارية والسيادية التي حدثت عقب توقيع اتفاقية السلام . اعتقد الجنوبيون ان الاتفاق القديم الذي جازت فيه توتال وشركة البترول الكويتية وشركة مارثون للنفط علي نفط مربع(بي ايه) لا شأن لهم به
تركت النيل الابيض ال40% المتبقية لشركة بترول جنوب السودان الوطنية ( نايل بتروليوم كوربويشن)
تغلغل الجبهة في الجيش...علي عثمان والفريق فتحي!
لو كتب اللواء (م) صلاح مصطفي قائد الاستخبارات العسكرية في آخر قيادة عسكرية شرعية مذكراته ، فسيكون مطالبا بأن يكشف لنا بعض كثير مما تنتظره كتب التاريخ ! وبكل ما نعرف عن سيادة اللواء من تفوق واتقاد ذهني ، الا أنه سيكون مطالبا بتفسير أمرين ، أولهما ماذا تضمن تقريره عن نشاط الجبهة الاسلامية واختراقها للجيش الذي طلبه منه القائد العام السابق الفريق أول "بحري " فتحي أحمد علي ، رحمه الله وأحسن اليه . وثانيهما كيف سرّب "العقيد " آنذاك سيد الحسيني عبدالكريم ، مدير مكتب القائد العام ،التقرير المطلوب لمجنديه بالجبهة القومية الاسلامية بمجرد وصوله لدرج مكتبه ، بعد ان تفرغ للعمل لدي الاسلاميين كغواصة بمكتب القائد العام لقاء مبلغ3 مليون جنيه ! مايهمنا في الامر الكيفية التي جعلت القائد العام يفطن لمساعي الجبهة الاسلامية في اختراق الجيش وتجنيد أكبر عدد من الضباط عبر طريق عديدة منها الشراء المباشر للذمم ، كما في حالة سيد الحسيني ، أو الدعم المالي لمبعوثي الجيش في اكاديمية ناصر العسكرية أو توفير احتياجاتهم المعيشية في الخرطوم أو بالوحدات الخارجية !
في غضون عام 1992جلست للشهيد الفريق أول فتحي أحمد علي استوضحه عن هذا الاختراق ، كيف تم وكيف أحست به القيادة ، ممثله في شخصه ، قال ( تحركات رئيس كتلة النواب الاسلاميين بالبرلمان ،علي عثمان طه، هي التي أشعلت هذا التوجس ورسخته فىّ! فما ان أغادر مدينة في خط زياراتي للوحدات العسكرية في ربوع الوطن شارحا لزملائي خطة القائد لتحديث الجيش ،الا وحضر الاستاذ علي عثمان بعد مغادرتي للمدينة ! رصدنا هذا النمط السلوكي المريب بيد ان قصة زيارته لي في مكتبي بشأن ،الشهيد العقيد طيار مختار محمدين ، هي التي زكّت البحث عن نوايا التنظيم )! أفادنا الفريق أول أن الزيارة المذكورة كانت لمكتبه بالقيادة بعد استشهاد العقيد الطيار ، الذي انفجرت طائرته في سماء مدينة الناصر بعد تعرضها لأصابة مباشرة من صاروخ استريلا (سام 6). قال القائد العام أن زائره ، رئيس الكتلة البرلمانية الاسلامية بالجمعية التأسيسية ، أخرج مصحفا من شنطته وأقسم عليه تدليلا علي صدقية مقصده مما سيورد ، وماقاله تهتز له الجبال . قال الشيخ "المدني" لمضيفه "العسكري "انهم أجروا اتصالات عبر الصليب الأحمر مع الحركة الشعبية "لمقايضة" جثمان الشهيد محمدين بأسري الحركة الشعبية لدي القوات المسلحة ، وأنه أتي ليحصل علي هذا الاذن! همم القائد العام وغمم وتملل في كرسيه ، مبلغنا ان فسحات الدنيا وبرحاتها ضاقت فأطبقت عليه ! . قال للشيخ الزائر كلاما كثيرا مجافيا لماعرف به رجل البحرية من شح في صادر العبارة وضن في القول ووفرة في الاستماع ! قال له ماذا سنقول لأنفسنا اذا نقلنا رفات واحد من أبطالنا وتركنا في أرض الجنوب عشرات الالاف من زملائه الشهداء الذين ظلت دماؤهم الزكية تروي تلك الأرض منذ 1955 ! قال له لو أن الشهيد البطل محمدين نفسه كان حاضرا لحظتها ، مستمعا لهذا الطلب لرفضه وأحس بعمق ما يلحقه به من اساءة وأذي أن لم يكن أمام زملائه ، فأمام التاريخ !
خرج علي عثمان طه من الاجتماع ، فتيقن القائد العام من سر الاحتفاء وحملات النعي غير المسبوقة باستشهاد محمدين في صحف بعينها : الراية ، السوداني وألوان ! ....فطلب الدارسة المذكورة من اللواء صلاح مصطفي ،والتي خبأها الحسيني "الغواصة" عن قائده واستاذه بسلاح البحرية !!
العقيد البلاّع ....رجولة شهد بها الاعداء !
لسنا هنا في معرض المقارنة أو الانتقاص من بطولات أي من تزّيا باللباس العسكري وخاض ، نيابة عنا ، حربا عادلة في ربوع ديارنا دفاعا عن أرضنا وعرضنا وكرامتنا . فهؤلاء الأبطال مسكنهم حدقات عيون هذا الشعب الي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا . لكن ، محاولة علي عثمان طه ارساء مثيل تلك البدعة "التكريمية" لبطولة شهيد لا تستوجب ، فقط ، ما ناله من تقريع مستحق من القائد العام للجيش السوداني ، وانما أكثر . هذا الاكثر لم نذهب بعيدا للتثبت منه اذ وجدنا ضالتنا ، ونعني بطولة متفردة ، لم نسمع بأن أهل بطلها طلبوا لقائها تكريما متفردا ، بل أن واحدا من أعداء هذا البطل الشهيد هو الذي طلب لأسرة الشهيد شيئا !
لن نتحدث عن بطل واحد ، وانما 3 رجال من خيرة أبناء هذا الوطن ومن أصفي شهدائه . المثير ان يأتي سياق ثباتهم واستبسالهم ضمن فصول ذات الملحمة وهي سقوط الجكو وحصار الناصر ..وسقوطها ! .
ملحمة شرق النوير وموكب العقداء : البلاّع ، محجوب موسى والطيار مختار محمدين
مع هرجلة الحرب والسلام ، بعد انتفاضة أبريل 1985 ، التهبت في 1986 الجبهات العسكرية بالجنوب . أكثرها اشتعالا هي جبهة ولاية أعالي النيل ، وخاصة الحزام المسمي شرق وغرب النوير .كانت مدينة "الجكو" في قلب مناطق شرق النوير التي شهدت تكثيفا في هجمات الحركة الشعبية علي تحصينات الجيش في كثير من محاور هذا القطاع الملتهب . بدأ حصار الجكو بقصف مدفعي مركز علي المدينة لأيام عديدة ثم هجوم قوات (قوردون كونج) بشكل متقطغ علي حامية الجكو للاستيلاء عليها. عندما فشل ، فرض قوردون كونج حصارا محكما حول المدينة فقطعها عن العالم الخارجي تماما !..
شكلت القيادة العسكرية بعاصمة ولاية اعالي النيل، ملكال ، قوة بهدف فك الحصار عن الجكو واسعاف المحاصرين بالتعييينات والذخيرة والأدوية . قائد هذا الحملة هو العقيد "شهيد" البلاّع ، فارس يشع بالشجاعة كلما لعلعت الجبخانة .
تحرك العقيد في مهمته المستحيلة ...في الطريق تعرض طوفه العسكري لكمائن متعددة سببت خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات .كانت عيون استطلاع قوات الحركة الشعبية تتابعه منذ لحظة خروجه من ملكال باتجاه الجكو . كانوا باعداد كبيرة وانتشروا علي طول خط سير القوة . ظل القائد يحارب بمن تبقي من قوته الي ان أتي الدور عليه فاستشهد العقيد البلاع فتشتت القوة بالغابات والادغال . كانت هذه آخر الآمال لفك الحصار عن الجكو، وقامت قوات قوردون كونج باجتياح مدينة الجكو وابيدت كل القوة العسكرية المرابطة ، وهي في خنادقها ! نتيجة سقوط الجكو كان كارثيا على كل الجيش السوداني ، فتساقطت حامياتنا الواحدة تلو الأخرى في سرعة مكعبات لعبة الداينمو .....
استمعوا لشهادة خصم البلاّع في القوة المعادية ، القائد يوسف كوه مكي وهو يتحدث عن البطل الذي هوي ! أبلغ القائد بالحركة الشعبية الصحفي ستيفن امين في العدد 61 من مجلة ( أفريكان نيوز) في ابريل 2001 مانصه (فنحن في الحركة الشعبية كلها ، وخاصة الرفاق ممن قاتلوا في معركة (الجكو)، قد عظّموا بسالة قائد (الحكومة)، (البّلاع). البلاع في وطيس المعركة كان يقف معلماً وأسداً وسط جنده يشير اليهم بأن يوجهوا نيرانهم الى هذا وذاك الاتجاه... وأخيراً سقط البلاع أرضا، قد طرحه مناضل من الجيش الشعبي في سلالم شبابه الأولى. وتأتي الذكريات.. ففي أعوام خلت، كانت سيدة تأتي الى مكاتب الدولة تسأل عن (إعانة).. لا نعلم نحن ماذا قدم النظام لأسرة البلاع وأسر أعوانه. لا نتحدث عن النظام القائم ولا ينتظر أحد أن يتحدث مناضل عن شجاعة أحد قيادات (عدوه).. ذاك الطرف الذي جاء (ليقتلنا) لكننا نتحدث عن البلاع !!!
ماأعظمه من قول، وما أصلبها من شهادة خصم تحقن عمودك الفقري برعشة مثلجة.
سقوط الناصر :
تقدمت قوات قرنق باتجاه مدينة الناصر الواقعة أيضا في شرق النوير على الحدود مع إثيوبيا .سيذكر التأريخ ان حصار الناصر كان أكبر دليل علي عدم جدية حكومة الصادق المهدي في التخيّر مابين الحرب أو السلام وهو ماأفضي لاحقا لتمزيق المهدي اتفاق الميرغني قرنق ! قررت القيادة العامة دعم الناصر عن طريق الدمازين ، من قيادة اللواء 14 . تحرك الامداد سالكا طريق شالي/ البونج /الناصر . تسمرت الحملة في الطريق قبل وصولها البونج بسبب الأمطار والوديان الجارفة . وانتظر رجال الناصر الامدادات لأيام وشهور وماأتي شئ !
صمدت الناصر الباسلة فقد كان فيهم رجل من نار ومرجل اسمه العقيد محجوب محمد موسى ، قائد حامية الناصر الذى ظل صامدا بين جنوده يحثهم على الصمود رغم مرضه وعجزه عن المشي بسبب الغضروف !
. فصمدوا كما لم تصمد أي مدينة سودانية في التأريخ . تناقصت المؤن يوما بعد آخر وانقطع الطريق وهرب سكان الناصر وماعادت البلدة الا مدينة للمتحاربين من الجيشين !
دبت الانباء وسرت الأقوال ان كل الناصر سقطت ولم يتبقي الا الحامية ! تم تجهيزطائرئتين بمقذوفات الدمار ، أقلع العقيد محمدين بطائرته من مطار الدمازين باتجاه الناصر مع المغرب . دقائق وعاد لعطل فني سببه احتراق صقر بالمحرك ، بداية مشؤومة للمؤمنين بخرافات الميتافيزيغيا . طار بطائرة زميله المقدم طيار احمد ادم.تخابر بالراديو من سماء الناصر مع زميله المحاصر العقيد محجوب.رخصه بضرب اي هدف بالمدينة ، فقد غادرها السكان وغدت مدينة للاعداء ! نفذ محمدين طلعته الأولى ورجع لمطار الدمازين ليلا والمطار مظلم ! طلب منهم رص السيارات العسكرية علي جانب المدرج وانارته ، وبعد دقائق والعقيد المغامر يلامس باطارات طائرته الامريكية العملاقة المدرج الترابي ثم يفرد مظلة الطائرة لكبح جماح المحركات ، فتوقفت!
استمرت طلعات العقيد الشجاع علي الناصر ، قصف فيها تمركزات الحركة الشعبية بلا هوادة فخف الحصار لكنه لم يتبدد.أسقط محمدين الإمدادات علي الجيش المحاصر وفي أحبان كثيرة افتقد الاسقاط للدقة فاستفادت منه الحركة الشعبية ! ذات صباح اطلقوا 3 صواريخ استريللا علي الطائرة ، فانفجرت في السماء الغائمة !
بعدها مباشرة أمر قائد الحامية الجنود بالانسحاب . كان مريضا بالغضروف ولا يقوي علي الوقوف . أمرهم باخلاء مواقعهم وتركه ليقع في الاسر ! دخل المحاصرون الحامية ليجدوا ضباطا وجنود متحلقين بقائدهم العقيد يرفعونه علي أكتافهم فوقعوا كلهم في الأسر ومنهم من استشهد في مكانه .طلبت قيادة قرنق من جنودها المنتصرين احضار العقيد محجوب الي (جبل بوما) وهو مسافة تطول لأيام . حمل جنود الحركة العقيد لمسافة بعيدة وعندما عجزوا عن حمله قاموا بتصفيته باطلاق النار عليهم وزعموا لقيادتهم انه مات في الطريق!
الانقلابات والدفعات ...........
لا يختلف أثنان ان الجيش السوداني كان ولايزال هو أكبر المتضررين من انقلاب الانقاذ واستتبعاته ، بل من كل الانقلابات السابقة. . فالانقلابات ، عموما ، توهن الجيوش حيث تقضي علي تراتيب الدفعات بل وتنهي سياق دفعات بكاملها حتي يضم الانقلابي لغنائم سلوكه غير المشروع لقبا لا يستحقه ، وهو القائد العام . فالانقلابي ، لا يتكدر من السونامي الذي فجره في مؤسسته ، كما يفترض، بل يسعي ليصبح أقدم الضباط العاملين فيحيل الأكفأ والأذكي والأحسن ممن سبقوه بالمعرفة والرتبة للمعاش الاجباري بجرة قلم ! فعمر البشير لكيما يصبح قائدا عاما " بالزندية " أرسل أجيالا من الضباط الأكفاء هم الدفعات من 12 " دفعة الفريق أول بحري فتحي أحمد علي" والي دفعته 18! فلم يبقي ..ولم يذر وكل هؤلاء يتفوقون علي وصفنا بأنهم من حملة الانواط والتشريفات والدرجات الرفيعة من الاكاديميات الشهيرة في العالم ! ولكم ان تتخيلوا السنوات المهدرة من التدريب والتأهيل . فمثلا القائد العام الذي استبدله البشير كان هو الفريق أول بحري فتحي أحمد علي ،قائد عام مابين 7/6/1988 - 29/6/1989 .كان برنجي كل دفعاته في أثيوبيا لدراسة البحرية وبريطانيا والعراق ، عمره يوم انقلاب البشير في 1989 كان خمسون عاما فقط "مواليد 21 مايو 1939" أما عمره العسكري فكان 29 عاما - أيضا فقط !! من محن الزمان ان يكون أول قائد عام لجيشنا هو الفريق "المهندس المعماري" أحمد محمد حمد الجعلى ،رحمه الله ، وهو من استهل حياته بانجاز وطني رفيع.. ففور استلامه قيادة الجيش من البريقدير سكونز باشا عند السودنة ، في يوم 14 أغسطس 1954، استبدل الأسم من قوة دفاع السودان إلى الجيش السوداني. بقي الفريق الجعلي في منصب القائد العام لعشرين شهرا الي ان استلم المنصب الفريق ابراهيم عبود قائداً لقوات الشعب المسلحة في 441956. أما قائدنا في دولة الخلافة الاستوائية فقد "خمّر وعتت" في المنصب وفاق كل خلف وسلف اذ فيه منذ يوم سرقته للسلطة والالقاب في 30 يونيو 1989 ، والي مساء الثلاثاء(12 يناير-2010) عندما أعلن تخليه عن منصبه كقائد عام ليترشح لانتخابات الرئاسة...21 عاما من الدمار المتواصل للقوات المسلحة وتقاليدها وتاريخها بل ولمهمتهما وقد شهدنا سطو الاغراب علي ربوع ديارنا ، ولا جيش تنادي !
ياأيها القائد العام ، ياسيدنا الامام ....في زمانك تناوب الاغراب قضم بلادنا كعروسة حلوي في ايدي الصغار ...تركتنا لهم ..وانصرفت !
الاراضي التي كانت لنا ...فأخذها الجيران عنوة واقتدارا من الانقاذ !!
قبل استقلال الجنوب كانت مساحة بلادنا 2,505,813 كيلومترا مربعا ، أي ( 967,500) ميلا مربعا . كان ترتيبنا العاشر فتقهقرنا الي المركز 16 ، حالنا ذاته في كرة القدم ، اذا تنازلنا للجزائر وقد تبعتها الكونغو ، أفريقيا ، وتجاوزتنا السعودية ايضا عربيا !
خرجت من بين احشائنا وأكبادنا الدولة رقم 42 مساحة في العالم ( 644,329 كيلومتر مربع ، مايعادل 248,777 ميلا مربعا ! وياله من مخاض !
اصبحت الشقيقة دولة الجنوب متقدمة عن 202 بلد كامل السيادة، اذ تفوقت مساحتها علي فرنسا وساوت مساحة النرويج بالضعف ، وقاربت المرة والنصف مساحة العراق ، بل وتقدمت في مركزها 15 دولة عربية شقيقة !
أما نحن ، فقد أصبحنا علي الورق دولة مساحتها 1,861,484 كيلومرا ( 718,723 ميل مربع ) الا ان النهش "والقرم " استمر بلا صوت أو ضجيج احتفالي .....ومن أوصالنا المهدرة في سوق البيع السري والعلني فقدنا مايساوي جساجة دول ذات سلام جمهوري وعلم ، في حلايب والفشقة !
حلايب ..سنغني ونبكي علي "دويلة العصابات " المصرية !
أول مصروفات الانقاذ من أراضينا كان مثلث حلايب ، اقتلعه منا المصريون عنوة واقتدارا بكامل مساحته البالغة 20,580 كم2( لك ان تقارن فمساحة اسرائيل 20,770 كم2 وترتيبها في العالم هو 153 !) وبالمسطرة الحسابية يمكن القول ان جيراننا في مصر اقتطعوا منا دولة كاملة كانت ستأتي بعد اسرائيل في الترتيب . مادام ان الاحتلال بالاحتلال يذكر ، فاننا مثل أخوتنا في حماس تماما ، لنا وطن كان أرضا لنا ..مساحته تعادل ماهو وطن لهم :20 ألف كيلومترا مربعا ، هم يسمونه فلسطين ونحن نسميه حلايب وشلاتين ! كيف أصبحت كيلومترات حماس "المغتصبة" مدعاة للثورة والصرف والخطب والشعارات بل ومكاتب لابناء حماس في قلب عاصمتنا مؤازرة لاسترداد حقهم ، وتنسي حكومتنا ماأخذ منا ، وكأن ماأخذ منا سبقته شوكلاته وبوسة علي الخد !
تتكون حلايب من 3 بلدات هي حلايب وأبو رماد وشلاتين . تحرك الملف في 1993 يوم أن منعت مصر الشركة الكندية المنقبة عن البترول من العمل حتى يتم الفصل في مسألة السيادة على المنطقة. بدأنا "حرب المذكرات القانونية " بلاجدوي ! في مايو 1993. خاطبنا الجامعة العربية والاتحاد الافريقي ، وفي يوليو 1994 توجهنا بمذكرة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية شاكين قيام مصر بتنفيذ 39 غارة علي حدودنا ! لم يحدث شيئا !! في 1995 رفض الرئيس مبارك مشاركة بلاده في مفاوضات وزراء خارجية الاتحاد الأفريقي للبحث في سبيل لحل النزاع الحدودي !أما بعد محاولة اغتياله صيف 1995 ، فاستأسد وأمر قواته بمحاصرة وطرد القوات السودانية من حلايب وفرضت الحكومة المصرية إدارتها على المنطقة!بعد 5 سنوات ، أي في عام 2000 ، سحبنا جيشنا الهمام من حلايب ففرض جيش مصر سيادة بلاده كاملة علي أرضنا !.
الفشقة....."قرمة" أثيوبية بحجم دولة المالديف !
وهذه ثاني ماقضمه الجيران ، أيضا عنوة واقتدارا ! تنقسم الفشقة إلى قسمين اثنين كبري وصغري .يحدها شمالاً بنهر ستيت وجنوباً ببحر باسلام وغرباً بنهر عطبرة.. والفشقة الصغرى: وهي المنطقة التي تحد شمالاً ببحر باسلام وغرباً بنهر عطبرة وشرقاً بالحدود المشتركة بين السودان وأثيوبيا.تبلغ مساحة الفشقة 251 كلم2(دولة المالديف مساحتها 300 كيلومتر مربع !) لخصوبة أراضيها ووقوعها علي ضفاف أنهر عطبرة ، ستيت ، باسلام تتميز الفشقة بإنتاجها الوفير من السمسم والذرة والقطن قصير التيلة بجانب الصمغ العربي والخضروات والفواكه. علامات الحدود موجودة وموزعة في مناطق معروفة لأهل المنطقة بما فيها اتفاقية الحدود بين السودان واثيوبيا لسنة 1903الموجودة علي صخرة عالية في الضفة اليمنى من نهر ستيت حيث يتقاطع خور الرويان مع نهر ستيت. في اتفاقية الحدود لعام 1902 وبروتوكول الحدود لسنة 1903 واتفاقية عام 1972تعترف اثيوبيا بأن منطقة الفشقة تقع داخل الحدود السودانية. ومن قبل اتفاقية 1972 بعشرة سنوات بلغت مساحة المشاريع الزراعية التي أقامها المزارعون الأثيوبيون في الفشقة (300 فدان) .
الإحتلال الأثيوبي لأراضي الفشقه الصغرى بدأ في عام 1992. فقد قام رأسمالي اثيوبي باستئجار مشروع زراعي من أحد السودانيين وتحول الاستئجار الي احتلال للمشروع بواسطة المليشيات ، بل وبدأ في التوسع على حساب المشاريع السودانية المجاورة!!! في العام التالي ، 1993، هاجمت قوات أثيوبية أراضي منطقة دبلو عند الكيلو 15 وهي أراض خصصتها مصلحة المساحة وهيئة الزراعة الآلية في 1989 للمزارعين السودانيين ، وتبلغ مساحتها حوالي 55 ألف فدان ز قام المحتلون بزراعة حوالي ألف فدان في نفس العام وخصصوا 8 ألف فدان لمواطني قرية "برخت" ، وهم أصلاً من التقراي ، بل تم تشييد هذه القرية لهم داخل الأراضي السودانية اثناء اقامتهم الموسمية بالسودان !!
برغم ان الهجوم الاثيوبي مثّل سطوا مسلحا على المشاريع الزراعية السودانية وسرقة ممتلكات وآليات مزارعينا مما تسبب في فشل الموسم الزراعي ، الا ان حكومة الانقاذ أمرت بسحب المزارعين السودانيين من أرض أجدادهم وطالبتهم بمنع تصعيد الخلافات مراعاة لعلاقة حسن الجوار !!
وعلي الفور انطلقت أثيوبيا في تغيير "حقائق الارض والسكان " وتركت لنا الاعتراف الشفاهي منها بحدود 1902 واحقية السودان باراضي الفشقه الصغرى ، بينما ظل كل شئ آخر يرطن بالتقري ! يقول الأمين العام لإتحاد مزارعي الحدود الشرقية ، أحمد عبد الرحيم ، ان أكثر من 90% من الاراضي يسيطر عليها الاثيوبيون اليوم ! وقال إنهم يزرعون 500 ألف فدان في الفشقه الصغرى و قرابة المائة ألف فدان من أراضي الفشقه الكبرى! بدأت أثيوبيا في تزوير وجه الأرض بقري مثل " برخت" ذات اللسان والملامح الاثيوبية بل ربطها بشبكة برية بتشييد طريق الحمره اللكدي ، هذا من جانبهم أما نحن فطريق الشوك الحمره الذي وبرغم اهميته الكبرى ، تقول عنه الدكتورة إكرام محمد صالح حامد دقاش ، رئيسة قسم العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري والباحثة في ملف أراضي الفشقه المحتله( ظل منذ سنوات يبارح مكانه دون إنجاز يذكر رغم ان الشركة المنفذة حسب علمنا نالت حقوقها )! منطقة الفشقه الكبرى التي ترفد فيها العديد من الانهار الموسمية ، لايوجد بها ولو كبري واحد ويعبر المزارعون نهر عطبرة بالمراكب والمعديات لفلاحة أراضيهم وذلك بعد إنهيار كبري الصوفي البشير . وتقول الباحثة (وفي تقديري أن عدم وجود الكباري والطرق بالفشقه من ابرز الاسباب التي أدت لعدم الاستفادة من مليون فدان)!! كل هذا واسامه عبدالله ينهمك في بناء الجسور والكباري بين كل بركة أخري في مثلث حمدي !
يذكر أن الحدود القديمة تم ترسيمها في 1903 وأعترف بها الجانب الاثيوبي في إتفاقية 1973 بين النميري ومنقستو،
وعليه فان حدود بين السودان واثيوبيا هي الحدود الوحيدة المرسمة مابين السودان وأي من جيرانه . فيما تم ترسيمه يتضح ان
الجانب الاثيوبي معترف ومقر بسودانية اراضي الفشقه ، ولذلك وافق علي وضع أكثر من عشر علامات في نقاط محددة.
ابراهيم شمس الدين ..الرجل القصة في الحياة والممات !
قال بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة «ان طائرة عسكرية تحطمت صباح الاربعاء 4 أبريل 2001 لدى انحرافها على مدرج عدارييل بأعالي النيل اثناء زيارة تفقدية للقوات المسلحة بالمنطقة".وبالرغم من ان البيان أتي علي ذكر القتلي بالاسم والرتبة ، الا أن عدم الاشارة لأسم الطيار العراقي ولا خبرته الملاحية ترك أسئلة ولدت أسئلة أكثر من الاجابات ! فالي جانب العقيد ابراهيم شمس الدين قتل 14 فردا من الرتب المختلفة كان فيهم الفريق أمير قاسم موسى، واللواء طبيب مالك العاقب (قائد السلاح الطبي)بل وحتي العريف محمد احمد محمد يعقوب رصده البيان ، بخلاف العراقيين ! هدف الزيارة كان لتفقد الحامية العسكرية الموجودة فيها والتي تقوم بأعمال حماية المنشآت النفطية( 14 فردا).
هذا الحادث كان الثاني من نوعه الذي تقتل فيه قيادات عسكرية بارزة في جنوب السودان خلال سني الانقاذ ، اذ سبق ان قتل الفريق الزبير محمد صالح نائب الرئيس السوداني وأحد الاعضاء البارزين في مجلس قيادة الثورة السابق عندما سقطت طائرته في فبراير (شباط) 1998 الي جانب العديد من الرتب الرفيعة من مستولي والفريق امير قاسم نائب رئيس هيئة الأركان للامداد و7 لواءات و3 عمداء ومقدم واحد، وآخرون.ولأن هؤلاء الناس جاؤوا سرا ، وتسوروا جوائط حياتنا خلسة ، فان موتهم يظل لنا لغزا غض النظر عن الرواية الرسمية ....!
خاطرة ....ذكري ترجل فارس من صفوة الفرسان :
هذا هو آخر فيديو (من جزئين) للشهيد الفريق أول "بحري" فتحي أحمد علي مع الراحل العظيم الدكتور جون قرنق في المهمة التي ذهب اليها وأصر علي استكمالها رغم مضاعفات مرض السكري ونقص الدواء وهو في انتظار ترحيل جنوده الأسري اليه ليصطحبهم معه . قال لمن ألحوا عليه في المغادرة ان اطلاق سراح جندي واحد يعني له كل متع الدنيا ، فبقي في الاحراش منتظرا تجميعهم من مناطق مختلفة . وماان غادر حتي تمكن منه الداء فتوفي بعد ايام قلائل (توفي يوم 28 ابريل 1997 عن 57 عاما) ..رحم الله فقيد الوطن الشهيد الكبير في ذكري رحيله السادسة عشر
http://www.youtube.com/watch?v=O1g_MSuTXYk
http://www.youtube.com/watch?v=MPtoSogR_zQ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.