رهنت الحكومة السودانية الأحد العودة عن قرارها بإغلاق أنابيب البترول أمام النفط الجنوبي وتعليق كافة الاتفاقيات الأخرى بوقف جوبا لكافة أشكال الدعم للمتمردين السودانيين. وأعلنت الحكومة أن قرار وقف تصدير النفط الجنوبي عبر أراضيها شمل تعليق الاتفاقيات الثماني الأخرى ضمن الاتفاق الذي وقع بين الخرطوموجوبا في مارس/آذار الماضي، ويقضي باستئناف تدفق نفط الجنوب عبر المنشآت السودانية وإنهاء التوتر القائم بينهما منذ عام 2005. ويأتي إعلان وزير الإعلام بعد أن أمر الرئيس السوداني عمر البشير السبت بوقف تصدير نفط جنوب السودان عبر الموانئ السودانية اعتبارا من الأحد، وذلك بسبب اتهام الخرطوملجوبا بتقديم الدعم العسكري للجبهة الثورية المتمردة في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة أحمد بلال عثمان في مؤتمر صحفي بالخرطوم الأحد، إن عدم التزام جوبا بالاتفاقيات الموقعة بين الدولتين "أجبر الحكومة السودانية على اتخاذ القرار الأخير رغم تأثيراته السلبية على اقتصاد الدولتين". وأكد أن الجنوب لم يلتزم بالاتفاقيات "بل عكس ذلك بجمع المتمردين السودانيين وقدم لهم كافة أشكال الدعم لتنفيذ عملياتهم العسكرية على السودان". واتهم بلال حكومة جنوب السودان بالسعي إلي تقويض الحكم بالسودان "ولدينا من الوثائق ما يثبت ذلك" مشيرا إلى أن الحكومة "حاولت احتواء الموقف دبلوماسيا لكنها لم تنجح". وذكر أن كل الاتفاقيات بين الدولتين ستكون ملغية "وليس البترول وحده" راهنا عودة الحكومة عن قرارها بالتزام جوبا بوقف دعم المتمردين "فإذا التزم الجنوب بوقف دعم المتمردين فوقتها سنعيد النظر في مجمل الموضوع". احتلال مناطق من جهته كشف مدير جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا أن جوبا ما تزال تحتل ست مناطق تم الاتفاق على انسحاب قوات الجيش الشعبي منها. وأضاف، بالمؤتمر الصحفي نفسه، أن تقريرا أعدته القوات الأممية الإثيوبية لحفظ السلام في أبيي، أكد عدم انسحاب قوات جنوب السودان من ست مناطق حول منطقة هجليج المنتجة للنفط. وكان مجلس الوزراء قرر في جلسة الخميس الماضي إنفاذ حملة إعلامية ودبلوماسية واسعة لشرح مواقف جنوب السودان الداعمة لحركات التمرد ضد السودان، والإجراءات التي سيتم اتخاذها حال انقضاء المهلة المحددة لوقف دعم الجنوب للمتمردين. جوبا ترد وكانت جوبا ردت بدورها على لسان وزير الإعلام برنابا بنجامين الذي وصف قرار الرئيس السوداني وقف تصير النفط عبر الأراضي السودانية بأنه غير حكيم. وقال "لم يتم إبلاغنا بشيء عن ذلك حتى الآن. كنا قد اتفقنا على استئناف ضخ النفط" في إشارة إلى أن الخرطوم لم تصدر أي إشعار بوقف تدفق النفط. وحذر بنجامين من أن القرار سيسبب كارثة بيئية ستمتد آثارها إلى دول الجوار، على حد وصفه. وقال إن "السودانيين لهم مشاكلهم الداخلية وهم يحاولون تحويل جنوب السودان إلى كبش فداء". كما جدد نفي بلاده دعم المتمردين الذين يسعون للإطاحة بالبشير، وأضاف أن أي خلافات بين الجارتين يجب حلها عن طريق الاتحاد الأفريقي الذي توسط باتفاق جرى التوصل إليه في مارس/آذار، وأفسح المجال أمام استئناف صادرات النفط. وفي السياق، قال مراسل الجزيرة نت بجوبا مثيانق شريلو إن مجلس الوزراء بجنوب السودان عقد اجتماعا الأحد في جوبا برئاسة الرئيس سلفاكير ميارديت لمناقشة قرار السودان وقف تصدير النفط عبر أراضيه. كما أعلن مسؤول بشركة نفط بجنوب السودان أن الخرطوم أخطرت الجنوب بإغلاق خط أنابيب النفط. وأوضح المراسل أن حكومة جوبا أعلنت أنها ستواصل الاجتماعات في الشأن نفسه، وأن هناك مؤتمرا صحفيا سيعقده سلفا كير الاثنين بشأن هذا القرار الذي وصفته جوبا بغير الحكيم. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه مسؤول كبير بشركة نفط في جنوب السودان الأحد أن السودان أخطر دولة الجنوب بإغلاق خط أنابيب النفط الذي يستخدم في تصدير الخام من حقول الجنوب. وقال جون سيماسونا رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبترو ساوث سودان في تصريحات لرويترز "أخطرونا بأن خط الأنابيب مغلق الآن. نحن ننتج منذ شهر تقريبا والنفط وصل الميناء السوداني بالفعل".