بعد ان اوقعت المحكمة الجنائية السعودية حكمها القاضي بإدانة مواطنها السعودي الذي قتل (فيصل) شقيق الفنان عصام محمد نور بالمملكة العربية السعودية مسدداً له عدة طعنات أودت بحياته في الحال حيث نشب بينهما خلاف تطور لقتل السعودي للسوداني وعليه قضت المحكمة السعودية علي المدان بالقصاص الذي تمسكت به الأسرة الصغيرة والكبيرة للمجني عليه ليسدل القاضي الستار علي القضية التي شهدها العام الماضي. وبما ان حياة الكثيرين لا تخلو من عدوان، يمارسه الإنسان ضد أخيه سواء على النفس أو على ما دونها، لذلك كان القصاص وما أدل علي ذلك إلا قول المولي عز وجل : (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ) ( البقرة : 179). إن من تأمل في واقع بﻼد الدنيا عموماً فسيجد قلة القتل في البﻼد التي يقتل فيها القاتل كما أشار إلى ذلك العﻼمة الشنقيطي : وعلل ذلك بقوله : (ﻷن القصاص رادع عن جريمة القتل، كما ذكره الله في اﻵية المذكورة آنفاً، وما يزعمه أعداء اﻹسﻼم من أن القصاص غير مطابق للحكمة؛ ﻷن فيه إقﻼل عدد المجتمع بقتل إنسان ثان بعد أن مات اﻷول، وأنه ينبغي أن يعاقب بغير القتل فيحبس، وقد يولد له في الحبس فيزيد المجتمع، كله كﻼم ساقط، عارٍ من الحكمة، ﻷن الحبس ﻻ يردع الناس عن القتل، فإذا لم تكن العقوبة رادعةً فإن السفهاء يكثر منهم القتل، فيتضاعف نقص المجتمع بكثرة القتل ) انتهى كﻼمه. فالقضاء ينتقم للقتلى ممن اعتدى القاتل، وقال الله سبحانه تعالى : (ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فﻼ يسرف في القتل إنه كان منصوراً) اﻹسراء ونجد ان آراء العلماء حول أمر القصاص واضحة وضوح الشمس فالقصاص فيه ارتداعُ لعامة الناس من الإقدام علي قتل النفس التي حرم قتلها عليه لا يمكن ان نهمل حكم القصاص لما فيه من تذكير وعظة وعبرة لآخرين خاصة وان الموت أشد ما تتوقاه النفس البشرية في الحوادث. ويري العلماء ان في (القصاص) تنبيه على التأمل في حكم القصاص، ونداء إلى أصحاب العقول، وإشارة إلى أن حكم القصاص ﻻ يدركه إﻻ أهل النظر الصحيح، إذ هو في بادئ الرأي كأنه عقوبة بمثل الجناية