عبد الله إيماسي الحرة بعد خمس سنوات من الآن سيتم القضاء على ظاهرة ختان الإناث في السودان"، هذا ما تسعى إليه الخطة العشرية 2008-2018 التي تبنتها الخرطوم بشراكة مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية كاليونيسيف التي تعنى بالنهوض بأوضاع الطفولة وصندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة. فهل يمكن لهذه الرؤية التفاؤلية أن تتحقق؟ هل يمكن أن تزول هذه العادة التي لها من العمر ما يماثل عمر أهرامات الفراعنة؟ وهل سيصبح الختان بالنسبة للفتيات السودانيات مجرد ذكرى بعيدة لنار اكتوت بلهيبها في الماضي الأمهات والجدات؟ وحدها المؤسسة الدينية قادرة على رفع الظلم الذي تعانيه الأنثى في السودان، فمن خلال تأويل الأحاديث النبوية الضعيفة تمت شرعنة هذه العادة الوثنية، وبالدين أيضا يمكن محوها من الوجود سناء أم سودانية من ضحايا الختان سناء ذات الثلاثين ربيعا، تعرضت لعملية الختان من خلال نزع جزئي للبظر. هي اليوم تقاوم من أجل ألا يكون مصير ابنتها كريمة التي لم تقفل بعد عامها الرابع مثل مصيرها وهي في سن السادسة. قالت سناء بصوت حزين لموقع "راديو سوا": "نحن في مجتمع يحكمه العرف، ويصعب القضاء على الخفاض عبر خطة وطنية أو مبادرة دولية". وتضيف سناء أن "المؤسسة الدينية هي الوحيدة القادرة على رفع الظلم الذي تعانيه الأنثى في السودان، فمن خلال تأويل الأحاديث النبوية الضعيفة تمت شرعنة هذه العادة الوثنية، وبالدين أيضا يمكن محوها من الوجود". وتخاف سناء كثيرا من احتمال انهيارها أمام سلطة العرف وتوضح "منذ أن بلغت ابنتي كريمة سنتها الثالثة، بدأت أتحاشى زيارة أسرة زوجي في القرية بالشمال، أخاف أن تتعرض هناك لمكروه في غفلة مني".