المحامي عبد الحميد الأحدب newspaper.annahar.com في 30 حزيران 2013، سقط الإسلام السياسي في مصر على يد 33 مليون مصري، لأنه ثبت ان الإسلام السياسي الديني، غير صالح لإدارة شؤون اي دولة زمنياً، فالمفاهيم والقواعد الدينية مختلفة عن القواعد الزمنية للحكم! وبعد سقوط الإسلام السياسي ستستمر مرحلة ليست طويلة لدفنه، ستسودها الإضطرابات التي هي من طبيعة نظام الإخوان الذين عاشوا قرناً كاملاً في الاغتيالات والتفجيرات وفي السجون وعلى المشانق وانتهوا دائماً خلايا سرية تحت الأرض! وانتقلت الشرارة الى تونس، وسقط الإسلام السياسي التونسي مرتين، مرة عند اغتيال المعارض "بلعيد" ومرة ثانية عند اغتيال المعارض "محمد البراهمي"، بوسائل القتل والاغتيال والتفجيرات، وامضى اسلاميو تونس (الذين هم اخوان تونس) دهراً من الزمن في السجون، وتحت الأرض، وحين سقط نظام استبداد بن علي قفزوا الى السلطة واغتصبوها اغتصاباً، وخلال ثلاث سنوات أفقروا تونس، واثاروا الفوضى بإدارتها وبدأوا يزرعون قوانين الجاهلية والقرون الوسطى التي يسمونها اسلامية، ونزل شعب تونس الى الشوارع على هدى شعب مصر للخلاص منهم. الآن لم تعد الشعوب العربية مستعدة لأن تقاتل، الا من اجل حريتها ورخائها، ومن اجل الديموقراطية ومن اجل الرخاء والخروج من الفقر والقضاء على الفساد. ويبدو ان الشعوب استفاقت، ف 33 مليون في شوارع مصر مرتين، ومئة الف قتيل في سوريا (واكثر من ذلك بكثير) كما حرب الجزائر، ذلك يدل على ان الشعوب العربية ادركت كيف تسلك طريق الحرية. ولا يعني ذلك ان طريق الحرية سالك وآمن، فهو طويل، واهم ما يتطلبه هو المخزون الثقافي الفكري الذي استمر قرناً بكامله في اوروبا، كان عصر النور الذي لا تزال تغرف منه كل الحركات السياسية التي تعمل للحرية ولكرامة الإنسان، وعصر النور هذا هو الذي فجر الثورة الفرنسية ثم الثورة الماركسية. فكر الحرية والمساواة، فولتير وروسو وكنط ومونتسكيو و.. و... مصر كانت غنية بهذا الفكر العلماني الحر المتحرر قبل ثورة 1952 من طه حسين الى احمد امين الى محمد حسين (وليس حسنين) هيكل الى العقاد الى... الى.... الإسلام السياسي الإستبدادي قفز على السلطة، لأن الحياة السياسية العربية كلها كانت في فراغ ثقافي مخيف! لم يكن في الميدان سوى فكر الإسلام السياسي المتخلف الجاهلي، فملأ الفراغ، ولكن الى حين. طريق طويل امام هذا العالم العربي: التحدي هو الحرية والديموقراطية وهذا هو الطريق الوحيد، وهو الذي قاد شعوب العالم الى الرخاء والكرامة والحرية والمساواة، طويل طويل... بعشرات السنوات! ولكن العزيمة اكيدة، ف 33 مليون مصري نزلوا الى الشوارع تلبية لنداء عبد الفتاح السيسي، دليل على ان الشعوب عرفت طريقها، وهو الطريق الذي سارت عليه الثورة الفرنسية والثورة الأميركية والثورة الروسية. اكدت العزيمة والإرادة انها بالمرصاد، وانها مستعدة لأن تعطي الدم للحرية والرخاء.