في يوم 19 آب/أغسطس من كل سنة، نحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني تكريماً للعاملين في مجال المساعدة الإنسانية الذين جادوا بأرواحهم أثناء تأديتهم للواجب. وهدفنا في ذلك إنما هو تخليد تضحياتهم وإعادة تأكيد التزامنا بالمضي قدما في إنجاز أعمال إنقاذ أرواح الناس التي يضطلع بها العاملون في مجال المساعدة الإنسانية كل يوم في جميع أنحاء العالم، في ظروف كثيرا ما تكون شاقة ومحفوفة بالمخاطر، ولا يقدر أو لا يريد غيرهم مجابهتها. ويأتي الاحتفال بهذا اليوم في الذكرى السنوية العاشرة للهجوم الذي تعرض له مبنى الأممالمتحدة في بغداد وراح ضحيته الممثل الخاص سيرجيو فيرا دي مييو و 21 شخصا آخر من زملائه في الأممالمتحدة وشركائها. وكانت تلك الكارثة مصدرا من مصادر الإلهام التي بعثت على تنظيم هذا اليوم. فقد كان سيرجيو مدافعا قويا عن قيم الأممالمتحدة ورسالتها، وكان تأثيره شديدا على حياة كل من التقاهم، حيث مدّ يد المساعدة لملايين الفقراء والمستضعفين طوال مدة خدمته في أكثر من قارة. ولئن كانت وفاته تشكل خسارة فادحة للأمم المتحدة، فإن التركة التي خلّفها حفزت أناسا كثيرين على مواصلة حمل مشعل العمل الإنساني. ولذلك، فإن حملة اليوم العالمي للعمل الإنساني لهذه السنة تطرح على الناس السؤال التالي: ما الشيء الذي ترون أن العالم بات في أمس الحاجة إليه؟ وفي هذا الصدد، أحث الناس في جميع أنحاء المعمورة على زيارة الموقع التالي: www.worldhumanitarianday.org، وموافاتنا بردّهم على السؤال بإيجاز. أما ردّي أنا فهو "العمل الجماعي". ففي عصر التحديات العالمية، صار لزاما على الشعوب والبلدان أن تعمل معا في خدمة قضيتها المشتركة، ألا وهي تحقيق السلام والعدالة والكرامة والتنمية. فتلك هي روح العمل الإنساني. وذلك هو الواجب الإنساني المنوط بالأممالمتحدة.