بحزن وأسى عميقين ينعي اتحاد الكتاب السودانيين عالم الأنثروبولوجيا البريطاني الطليعي البروفيسور إيان كنيسون الذي توفي مؤخراُ، بمدينة "هل" بانجلترا، عن 90 عاماً. لقد أسدى كنيسون لهذا العلم في بلادنا، كما في بلدان أخرى، خدمات جليلة، حيث عمل محاضراً بجامعة الخرطوم، فأسهم في إعداد طلائع الأنثروبولوجيين في البلاد، فضلاً عن عمله ردحاً من الزمن كمحرر لإصدارة "السودان في رسائل ومدونات". أما سِفْرُه الخالد عن "عرب البقارة"، الصادر عن دار نشر جامعة أوكسفورد عام 1966م، والذي توفر، من خلاله، على فحص سياسات وعلاقات القوة داخل قبيلة "المسيرية الحُمُر" بجنوب وسط السودان الشمالي، في إقليم كردفان، وفي منطقة لطالما عرفت بإحسان التعايش بين هذه القبيلة وبين قبيلة "دينكا نقوك"، الأمر الذي لا مندوحة عن أخذه في الاعتبار لدى أي علاج جاد لقضية "أبيي"، فيُعتبر، بحق، من أهم الدراسات في هذا الحقل، وقد جاء نتاجاً لدراساته الميدانية المتعمقة في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة للاستعمار، وضمن ذلك دراساته في شمال السودان قبيل نيل البلاد استقلالها السياسي عام 1956م مباشرة. ولئن كان هذا النعي بمثابة تلويحة وداع مستحقة لهذا الأنثروبولوجي العميق الذي خصص جزءاً معتبراً من حياته العامرة للدراسة والتدريس في بلادنا، فإننا نهيب بتلاميذه، وبعارفي فضله، وبأكثر الدوائر الثقافية والإعلامية استنارة وحدباً أن يتصدوا للتعريف به، وبجهده، وبأعماله الجليلة. الأمانة العامة 1 سبتمبر 2013م.