al-seyassah. نظرا الى ان نظام حكم الانقاذ السوداني الاخواني فقد جزءا كبيرا من شرعيته السياسية نتيجة اخفاقه المديد, سواء على المستويين الخارجي والداخلي, وكان يجب فور انفصال نصف الوطن الجنوب والمعركة الدائرة في كردفان والنيل الازرق ان يتحمل قادة هذا النظام مسؤولياتهم التاريخية واعلان استقالاتهم نتيجة الفشل . ولكن بدلا من ذلك اصروا على الاستمرار في حكم الفشل وان يبقوا جاثمين على صدر الشعب السوداني بالحديد والنار عبرالدولة الامنية التي تقمع الحريات وتغتال الحرية وتعادي الاحرار . واضحى توغل الاجهزة الامنية في السودان الشمالي ملازما لحكم "الانقاذ" الاخواني ومما لا شك فيه ان انتشار أجهزة الأمن الداخلي من السمات المميزة الملحوظة المعتادة لهذا النظام, وهذه الأجهزة تتخذ أشكالاً متنوعة, فمنها الوكالات المستقلة, ومنها الوحدات الخاصة, ومنها أقسام من داخل القوات المسلحة التقليدية, وعملية اختيار الأشخاص الذين يتولون المناصب العليا في هذه الأجهزة انتقائية إلى أقصى الدرجات ووصل الامر الى ان الأجهزة الأمنية توفر ثقلاً موازناً يقابل ثقل القوات المسلحة التقليدية . و بالإضافة إلى ما تقوم به هذه الأجهزة من وظائف أمنية, فأنها غالباً ما تكون وسائل بالغة القوة في يد النظام اثناء تنفيذه لسياساته القمعية "وجهاز الأمن السياسي" هو عنوان تغول الدولة الامنية في السودان باسره ومرجع ذلك إلى ان نظام الانقاذ لم يهتم بالتنمية وتحقيق تطلعات شعبه والامال المعقودة عليه منذ انقلابه عام 1989 بقدر ما اهتم بتعزيز قبضته الامنية وتوالت تلك التعزيزات حتى اصبحت دولة داخل الدولة .هذا النظام الاخواني لم يكتف بتجزئة الوطن وتفكيكه ولا بافقار الشعب السوداني ومحاربة شعبه في مواقف عدة بل انه يهدد النسيج الاجتماعي لشمال السودان, فهو جعل الاخ يتجسس على اخيه وصديقه ورفيقه وزميله وجاره ووظف بعض الصحافيين للتجسس لصالحه, وسقط هؤلاء في الدرك الاسفل. ان الدولة الامنية في السودان اضحت الحامي الرسمي للفساد والفاسدين . ومن احدث الامثلة على الاهتمام بالامن على حساب التنمية ان عائد ثروات السودان الغني الذي افقروه واذلوه لم يصرف كما يجب حيث اشتروا كميات كبيرة من الأسلحة, بدلاً من الصرف على مشاريع التنمية. فآخر ميزانية لحكومة "الانقاذ" تذهب معظمها لوزارتي الدفاع والداخلية . والغريب ان الرجل االاخواني الجالس بالحديد والنار على عرش السودان يقيم تحالفا مع ايران التي تتأمر على العرب, وتريد اشاعة الفوضى والخراب للتغلغل السهل, والسفن الحربية زارت ميناء بورسودان كما لم تزر ميناء اخر . فاضحى السودان مرتعا لاجهزة الاستخبارات الايرانية, والغريب ان هذا الرجل المطلوب للجنائية الدولية تمده الولاياتالمتحدة الاميركية واوروبا بأقصى ما وصل اليه العلم من ادوات التعذيب والقمع ضد شعبه للحفاظ على حكم "الاخوان" في السودان وان كان يتحالف مع ايران الا انه يؤدي مهمة للاميركية في المنطقة لانه اضحى نظام عدم استقرار لخدمة المصالح الاميرمكية لذا تحرص واشنطن على تمكينه من قهر وقمع شعبه. وهذا ادى الى الإضرار بمفهوم المعارضة السياسية في السودان. ونتيجة لهذا واستمرارا لقهر الشعب يستمر النظام في رفع اسعار السلع الاساسية امتهانا لكرامة هذا وعزة هذا الشعب لانه يعلم ان ليس هناك من يحاسب حاكما مستمرا في الحكم منذ عام 1989 والى اشعار اخر. خبير في الشؤون السياسية والستراتيجية