(حريات) اختطفت مجموعة من عناصر جهاز الامن أمس الاستاذة نعمات مالك عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني وأرملة الشهيد عبد الخالق محجوب والناشطة بمبادرة لا لقهر النساء، وبرفقتها الدكتور محمد الفاتح العالم، وكان ذلك بأمبدة بأم درمان في وقت متأخر من ليل أول أمس الاثنين. واجرت (حريات) معها الحوار القصير التالي بعد إطلاق سراحها أمس : أين وكيف تم اعتقالك؟ لم يكن اعتقالاً كان أشبه بالاختطاف، كنت في الشارع راكبة عربيتي، وقد خرجت للتو من ندوة عن الغلاء في الأسعار نظمها الحزب الشيوعي في أمبدة بأم درمان، كنت متحدثة فيها، وتحدثت عن الأكاذيب في الخطاب الحكومي والميزانية وعجزها، وبعدما انتهيت وخرجنا اعترضوا طريق العربية حينما وصلنا لشارع الظلط، فوقفت. قال لي أحدهم، جئتي لتتحدثي عن غلاء الأسعار هنا في أمبدة مكان الناس تعبانين؟ فقلت له انتو ما جايبين خبر! الناس في الطايف والرياض كلها تعبانين، قالوا لي نحن الأمن الوطني، افتحي الباب يركبوا اثنين معاك، فرفضت، قالوا لي انزلي اركبي معانا، رفضت، قلت لهم إذا كان مطلوب حضوري ممكن أذهب معكم ورفيقي لحيث تريدون لكني أرفض أن أركب معكم أو تركبوا معنا، فرد أحدهم: نضمن كيف تمشي معنا؟ قلت له: إنت ما سوداني؟ كانوا في بوكسي ثلاثة قدام وعشرة ورا، ذهبوا معنا لمكان بعيد في ام درمان، لفلفوا كثير لم استطع تبين المنطقة وأظنها في أمبدة، وصلنا في النهاية لقصر منيف مرصوف بالسيراميك ومكيّف بال"سبليت يونت"، وبالقرب منه فسحة كبيرة. حدثينا عما جرى أثناء فترة الاعتقال ؟ بعد أن وصلنا للقصر المذكور أدخلوني لتحقيق، سألوني من اسم ابي ومن مكان سكني حاليا، وسألوني لماذا صرت شيوعية وجدك بابكر بدري وقلت لهم جدي هو الذي أتى بمساواة المراة زمن الكمكمة وبالتالي علمني أن أكون شيوعية. كانت أقرب للونسة بلا منهج معين. نعم فتشوا العربية وبحثوا في الأوراق ولكن لم يحملوا شيئا منها وكلها إما تابعة للحزب الشيوعي أو للأحفاد. وبعد الانتهاء من التحقيق جلسنا على كراسي مرصوصة، وطلبت ترابيزة لأرفع عليها رجلي بحسب تعليمات الطبيب، فأنا أعاني من انزلاق غضروفي وكنت في متابعة مع الطبيب الأسبوع الماضي. جلسنا طيلة الليلة على الكراسي، وقتها عنّ لي أن أدندن بنشيد مرّ بخاطري: السجن ليس لنا نحن الأباة السجن للمجرمين الطغاة ولكننا سنصمد وان لنا مستقبلا سيشرق لنا الغد يوم تنصب المشانق للمجرمين الطغاة.. كنت ادندن به وهم بقربي لم يقولوا لي شيئا كانوا صامتين. وفي حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا اتوا بمعتقل اخر ممن كانوا معنا في الندوة. متى تم إطلاق سراحك؟ تم إطلاق سراحنا فجرا، كنت طالبت بتلفون للاتصال بالاسرة ولم تتم الاستجابة لي وفهمت انه لا داعي لأن مواعيد إطلاق سراحي قريبة. وبعد إطلاق سراحي في الصباح حوالي الساعة عشرة جاءني تلفون رقمه غير ظاهر (خاص) تحدث إليّ أحدهم وقال لي نحن الأمن ونريدك في الرئاسة في الخرطوم ولكني رفضت الاستجابة وطلبت منه ورقة باستدعاء وقلته له بدونها لن آتيكم ولم أذهب.