قال نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع إنه إذا وُضع اسمه في قائمة المحكمة الجنائية فإن ذلك يعدُّ شرفًا له، وأضاف: أنا أسعد الناس أن أكون واحدًا من الذين يرى فيهم الغربيون خطرًا على ثقافتهم ومصالحهم وهيمنتهم، وأكد أن قضية أوكامبو كانت واحدة من أسباب فوز البشير والوطني في الانتخابات الأخيرة. واتهم نافع أحزاب تحالف كاودا بأنها وراء إمداد الأمريكان والبريطانيين والفرنسيين بالقائمة ووصفها بأنها شهادة براءة وشرف . وتحدث عن تفاصيل ضربه في لندن من قِبل أحد السودانيين الحاضرين في الندوة التي عقدتها السفارة السودانية بلندن 6 يوليو .. وقال: نحن ندفع فاتورة أخلاقنا وقِيمنا وسوف نظل ندفعها، وقال: لا نردّ إلا إذا اقتضى الحال، وقال: (عندما يضرب الضعيف وعديم الحيلة القوي يجد الأخير في نفسه مساحة من التسامح ولكنه إذا تمادى فإن حسمه سيكون في بضع ثوانٍ). وبالنسبة لأي عاقل طبيعي يشكل حديث نافع عن ( الأخلاق والقيم) مفارقة صارخة ، ولكن الأصولية ترى في نفسها ممثل الله تعالى في الأرض ، وتعتبر أية وسائل تعتمدها مشروعة وأخلاقية ، بما في ذلك العنف الذي وصلوا به الى السلطة ، والكذب ، والتعذيب ، والقتل خارج نطاق القانون ، والاغتيالات ، وقصف المدنيين ، وحصار النازحين ، والاغتصاب ، ونهب المال العام ، وفصل مئات الألوف وقطع أرزاقهم تعسفياً ، وغيرها من الوسائل التي حافظوا بها على سلطتهم طوال الفترة السابقة . ونافع ، اضافة الى مسؤوليته العامة كقيادي في النظام ، مسؤول كذلك بصورة مباشرة عن التعذيب ، فكان مديراً لجهاز أمن بيوت الأشباح ، وبلغ من افتقار ( الأخلاق والقيم) أن شهد بنفسه تعذيب زميله الجامعي الدكتور فاروق محمد ابراهيم . وكان أحد مدبري محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك ، مما يؤكد أنه لتحقيق أهداف سياسية ما على استعداد لاغتيال معارضيه ، حتى ولو كانوا رؤساء أجانب ! والأسوأ انه حين فشلت محاولة الاغتيال عمد نافع ومجموعة المدبرين الى تصفية غالبية المنفذين من الاسلاميين الأغرار الذين صدقوهم وتابعوهم !! ولم يتساءل المدبرون للحظة اذا كانت (أخلاق أو قيم) ما تبيح سفك دماء (الأخوان) لمجرد اخفاء معالم جريمة !! وكشفت تقارير صحفية مؤخراً بأنه لم يكن يمارس التعذيب والاغتيالات لوجه الله تعالى وانما لأجل (الثوابت) من الأراضي والعقارات والفلل ! والأنكى انه مع كل ذلك يتصف بالاستكبار والعنجهية ، ويدخل في هذا الباب حديث ( تسامحه) عمن قذفه بكرسي في ندوة ! مع ان نافع أحد المسؤولين الأمنيين لسلطة تقصف يومياً آلاف المدنيين بالقنابل ! ومع كل ضحايا نظامه الذين ستظل أشباحهم تؤرق منامه ، يقول انه (يتشرف) بالوجود في قائمة المجرمين الدوليين ، ويعتقد أن الضحايا في حاجة الى تسامحه وليس اعتذاره ! حقاً من أين أتى هؤلاء ؟! وقانون القصاص من قوانين الطبيعة والتاريخ التي لا تتخلف ، فكما تدين تدان ، ومن أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ ، (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) ، ولذا فعلى نافع أن يتأكد بان فاتورة جرائمه الكثيرة تتعدى مجرد قذفه بمسند كرسي ، وانه عاجلاً أو آجلاً سيدفع أكلافها ! وليس هذا تهديداً فنحن لا نملك أدوات التهديد ولكنا نورد حكم التاريخ .