د-عبدالسلام نورالدين -1- جمع سفير فقراء العالم - الفاجومي -أحمد قؤاد نجم -الذي قدم صباح اليوم الثلاثاء الثالث من ديسمبر من عام ( 2013 ) استقالته بصورة لا مساومة فيها ولا رجعة منها من مقامه السامي - الدفاع شعرا وموقفا وموقعا عن كل المعذين في الارض من بولاق الدكرور الى غابات بولفيا - ومن سايغون الى شبرا الخيمة ومن داهومي الى كاسا بلانكا الى اسوان ليغمض عينية في غيبة كبرى من رهق الوقوف على اعتاب المحاكم امتد الى اكثر من ثمانين عاما. 2- -جمع الفاجومي المجد من اطرافه -مجد انسان تبدي له ان معنى الحياة ان يبرهن على انسانيته وذلك غاية غاياته وقد اقتضاه البرهان وقتا يمكن ان يقاس من تلك اللحظة التي انفجر فيه الوعي بوجود المحرومين في ارض مصر وحقوقهم في العيش الكريم في تلافيف اوعية دماغه فندب نفسه مدافعا عنهم بالاصالة عن نفسه وبالوكالة عنهم الى صباح هذا اليوم حين اخذته تلك السنة من نوم الابدية , جمع الفاجومي ايضا مجد الشعر الذي اختار فيه مبنى ومعنى ان يتحدث فيه مباشرة الى الدنيا وقبل ذلك امها "مصر" باللغة والمجاز والاستعارة والكناية التي تعرفها منذ نعومة اظافرها دون حاجة الى بلاغة على الجارم ورسالة احمد حسن الزيات ومطارحات شوقي وحافظ ومحفوظات الازهريين وتنطعات الدرعميين: ** فوازير "شاعر بيتخن من بوزه ممكن تخوف به عيالك نازل يقزقز أزا أوزو حتتك يمينك وشمالك بقي مليونير واللي يعوزه يلقاه في إيده عقبالك وخلي بالك من زوزو وخلي زوزو من بالك" ** سكرتير عموم مصر وافهم كلامي تعدد مناصبه ولا تنتهيش وجيه بالوراثه وجاهل عصامي جمع جهل طايل وإيه ؟ من مفيش وكان أصله ظابط وحول حرامي ويكتب أدب بس ما يتقريش ** شعبان البقال عقبال الأنجال اتوظف واتنظف واتعدل له الحال *** من بعد الجلابيه والفوطه الدبلان في رقابيه المهريه من هبش الأكلان و الدوخه الأزليه و النوم في الدكان بقى صاحب عربيه وعماره وسكان *** تلقاه للصبحيه سهران ع الكونكان و ينام العصريه كبقيت الأعيان وسألت الخضريه وبتوع الدخان ع الحكمة الإلهية في نظافة شعبان وعرفت أن أخانا شعبان ابن بهانه إتجوز فنانه واتعين فنا -3 - يعاني المواطنون في السودان ومصر وفي كثير من بلدان افريقيا والشرق العربي من تقلبات والعبانيات واكروبات الئك الذين درسوا وارتقوا وتقلدوا المناصب العليا بفضل الضرائب التي ما فتئؤوا يسددونها من اجلهم ومع ذلك لا يتورع هذا الذي ارتقى على حسابهم ان يسوم دافع الضرائب العذاب مستخدما المعرفة التي سقاها الفقراء من دماء قلوبهم ويقدم الشاعر الفذ نموذجا مختلفا اذ سعى لتدريب نفسه على القراءة والكتابة وتثقيف عقله وضميره من داخل المعتقلات والسجون ونذر كل ما تلقاه اضافة الى موهبته المتفردة لشحذ الوعي الشعبي ليقاو م بذكاء وضراوة اكروبات المستبدين- وكان على الدوام على نقيض نموذج الاستاذ ميكي( بصراحة يااستاذ ميكي -انت رجعي وتشكيكي) بصراحة يا أستاذ ميكي إنك رجعي و تشكيكي قاعد لا مؤاخدة تهفلط و كلامك رومانتيكي و لا ناوي تبطل تكتب بصراحة كلام بولوتيكي عن دور الحل السلمي و استعماله التكتيكي ف الوقت اللي احنا صراحة دايخين دوخة البلجيكي و بلدنا لسه جريحة و بتصرخ بالأفريكي لو بات التار يا ولادي حيبات الذل شريكي و الشعب يقول يا بلادي بالروح و الدم أفديكي و حاجات بصراحة بتحصل في بلدنا يا أستاذ ميكي بصراحة و لا انت معاي و لا طالل من شبابيكي و كأنك مثلا موميا للسلطان الأنتيكي احياها لاستعمالها لستعمار الأمريكي رجعت على هيئة ميك. -4 - لا ريب ان للكتابة بالعامية سيما في الشعر تراث تالد وجديد في مصر ( بيرم التونسي -احمد رامي -سيد حجاب -فواد حداد -صلاح جاهين -عبدالرحمن الابنوسيى واخرين) أما الاضافة الكبرى للشاعر احمد فواد نجم بتجليات مهارات تطويعه لمبنى العربية المصرية التى تجاوزت قدراتها ومرونتها في التعبير على يدية العربية الفصحى -ذلك الكشف الشجاع ان العامية المصرية لغة مستقلة بذاتها ليس في الشعر فحسب ولكن في كل فضاءات التعبير واذ تصدى محاور من السودان بان عمر الطيب الدوش ومحجوب شريف والقدال وحميد قد نقلوا اهتمام الجمهور بالشعر من الفصحى الى العامية فلا نعزب ان نعثر في اليمن والعراق وبلاد الشام على محاورين لا يقلون حماسا في تفضيل عربيات الاستعمال اليومي على الفصحى التى اصبحت محاصرة ومهما يكن من امر فان أحمد فؤاد نجم قد برهن على مجده كانسان وكشاعر وعلى عبقرية اللغة العامية. -5- لقد خسرت مصر بوفاة احمد فؤاد نجم ثروة قومية وفقدت الانسانية احدى رموزها واذا كان البكاء لا يشفي ولا يجدي فان الاحتفاء بحياة أحمد فؤاد نجم بأجراء قراءات جديدة على تراثه لا يخلو من بعض العزاء. ** د-عبدالسلام نورالدين [email protected]