(حريات) تنشر قصة البطل محمد جبريل : يتعايش مع رصاصتين في جسده لأكثر من شهرين من أجل السودان قصة أغرب من الخيال يعيشها الشاب البطل محمد جبريل مدني بخيت واسرته منذ اكثر من شهرين عقب ان استحال طبيا استخراج رصاصتين من جسده تلقاهما خلال انتفاضة سبتمبر. واضطر الشاب محمد 21 عاما للتعايش مع رصاصتين في الصدر والعمود الفقري اصيب بهما خلال التظاهرات لان استخراجهما قد يتسبب في وفاته ، فيما أكد الاطباء ضرورة سفره الي خارج البلاد لضعف احتمالات نجاح اجراء مثل هذه العملية الجراحية الدقيقة في السودان. وقالت أسرة البطل محمد ان ابنها يعاني من ضيق مستمر في التنفس ولا يستطيع التحرك الا في حدود ضيقة بحسب توجيهات الاطباء خوفا من حدوث مضاعفات قد تؤدي لوفاته جراء تحرك الرصاصتين من موضعهما واحداث تمزق في الشرايين وعضلات الرئة. وأوضحت الاسرة في حديث ل ( حريات) انها تعيش في خوف وقلق فظيع علي ابنها خلال أكثر من شهرين ، وناشدت كافة المعارضين والناشطين وابناء الشعب السوداني لمساعدتهم في تسفير ابنهم لتلقي العلاج في اي دولة خارج السودان. وتعود القصة الواقعية التي تشبه الروايات ، الي تاريخ السابع والعشرين من شهر سبتمبر الماضي عندما خرج البطل محمد 21 عاما ويدرس في جامعة التقانة للمشاركة في التظاهرات الإحتجاجية التي اندلعت بمنطقة بري بالخرطوم والاحياء المجاورة لها . وفي ذات اليوم الذي استشهد فيه أحد ابطال الثورة صلاح سنهوري تلقي محمد رصاصتين في الصدر والعمود الفقري برصاص قناصة كانوا مرتكزين في مكان قريب من موقع التظاهرة. ويقول أحد افراد اسرته الذي تحدث ل ( حريات ) ان القناصة كانوا يركزون خلال التظاهرات علي الاصابات المباشرة في الرأس والصدر للاشخاص الذين يقودون التظاهرات ويبدون أكثر تاثيرا في حشد وتجميع وتشجيع المتظاهرين بالاضافة لاعتقال من يقومون بالتصوير. وتم اسعاف البطل الي مستشفي الرباط القريب من موقع الحدث حيث تم اسعافه واستخراج التقرير الطبي بعد شد وجذب مع الاطباء المسئولين . وافاد التقرير الطبي باصابة البطل محمد بعيارين ناريين احداهما استقر في الصدر وتغلغل تحت الحجاب الحاجز ليستقر باربعة سنتمترات داخل الرئة اليسري. واستقرت الرصاصة الاخري بعمق تسعة سنتمترات خلف العمود الفقري. كما تم استخراج اورنيك ثمانية بذات الافادات التي تؤكد وجود الجرحين في ذات المكانين في جسد البطل محمد. وأكد الاطباء استحالة استخراج الرصاصتين سوي باجراء عملية جراحية دقيقة نسبة نجاحها في السودان ضئيلة جدا ، ونصحوا اسرة البطل محمد بتسفيره لاجراء الجراحة خارج البلاد. وشدد الاطباء علي الاسرة بمنعه من التحرك الا في حدود ضيقة منعا لتحرك الرصاصة الامر الذي قد يؤدي لنزيف أو تمزق في الشرايين او الشلل. وافادت الاسرة بان محمد بدأ يتعرض لضيق شديد ومتزايد في التنفس في الاونة الاخيرة. وقال أحد اصدقائه انه لم يستطع الجلوس لأكثر من نصف ساعة في حفل تخريجه الذي اقيم بالجامعة خلال الايام الماضية لشعوره بضيق مفاجئ في التنفس وانهاك شديد في الجسد. وقال اخصائي في الجراحة استطلعته ( حريات ) انه يحدث أحيانا أن تستقر الرصاصة في الجسم بزاوية معينه تجعل أمر استخراجها خطيرا علي حياة المصاب. واوضح الاخصائي ان اصابات محمد الحساسة في الرئة والعمود الفقري تصعب من المهمة ، اذ ان المغامرة باستخراج الرصاصة المستقرة في الرئة قد يؤدي لاتلاف الانسجة والنزيف ومن ثم الوفاة ، فيما قد يؤدي محاولة استخراج الرصاصة من العمود الفقري لتمزيق الاعصاب الامر الذي يقود بشكل مؤكد للشلل. وحذر الاخصائي بان التعايش مع الرصاصة لفترات طويلة له ايضا مخاطره اذ ان احتمالات تحركها وارده في أي وقت الامر الذي سيؤدي الي ذات النتائج الخطيرة علي الحياة. ونصح الاخصائي اسرة البطل محمد بضرورة الحفاظ عليه وعدم السماح له بالقيام بتحركات مرهقة ، مع العمل علي تسفيره الي خارج البلاد في اقرب وقت ممكن. نص اورنيك ثمانية : ( يوجد جرحين ( مدخل لاثنين عيار ناري) في الجزء الامامي من الصدر كليهما بطول 2 سم علي مستوي الضلعة الخامسة اماميا ، كلا العيارين نافذين لداخل الصدر . تشبب الموجود في الجانب الايسر في هتك في الرئة اليسري وتجمع دموي في الصدر استقر في الجزء الخلفي لتجويف الصدر أمام الضلع العاشر من اليسار. العيار الثاني نفذ لداخل الصدر ولم يتسبب باذي واضح للرئة اليمني واستقر أعلي الحجاب الحاجز أماميا. كانت الحالة خطرة في البداية ثم استقرت بعد ذلك وخرج من المستشفي بتاريخ 6102013 . ولم يستخرج أيا من العيارين). (اقرأ التقارير الطبية أدناه) :