حكمت محكمة عسكرية على إمام مسجد بالسجن (18) شهراً لإنتقاده قرار حكومة المؤتمر الوطني برفع الدعم عن الوقود ، وذلك بمدينة ربك بولاية النيل الأبيض . وقال مصدر حقوقي موثوق في تصريح ل (حريات) اليوم ، ان المحكمة العسكرية لمنطقة النيل الابيض برئاسة العقيد حافظ طه – رئيس المحكمة – ونائبه النقيب محمد بشير ، حكمت يوم 10 اكتوبر الماضي على بلال ضو البيت آدم – إمام مسجد إبى بكر الصديق بمدينة ربك بولاية النيل الابيض بالسجن لمدة عام ونصف ، وذلك على خلفية انتقاده قرار حكومة المؤتمر الوطني برفع الدعم عن المحروقات ، وذلك في خطبة الجمعة 27 سبتمبر الماضي . وأضاف المصدر الحقوقي ان السيد بلال ضو البيت تم إعتقاله من قبل عناصر جهاز الامن بعد الخطبة وأقتيد إلى مباني الأمن بمدينة ربك حيث قضى ليلته بحراسات جهاز الامن قبل تسليمه الى قياده القوات المسلحة بمنطقة النيل الابيض العسكرية بزعم انه يحمل رتبه عسكريه (رقيب) . وقال ناشط حقوقي بارز ل (حريات) – طلب عدم الكشف عن إسمه - ان المحكمة العسكرية في قرار إدانتها بسجنه لم تلتفت الى ان بلال ضو البيت ليس بجندي في القوات المسلحة ( هو معلم للقران و قد تم استيعابه في القوات المسلحة وفقا لذلك التوصيف ، وانحصرت مهمته في تمثيل منطقة النيل الابيض العسكرية في مهرجانات ومسابقات حفظة القران الكريم) . وأضاف الناشط الحقوقي انه وفي آخر مسابقة لحفظة القران الكريم شارك فيها السيد بلال ضو البيت وأحرز موقعا متقدما رفض قائد منطقة النيل الأبيض العسكرية ترقيته مسببا قراره بانه لا يحمل رتبه عسكرية حقيقية وان استيعابه تم بوصفه معلم للقران الكريم ، وان رتبه (رقيب) التي تسبق اسمه كل الغرض منها تحديد راتبه الشهري ، إسوة برواتب أفراد القوات المسلحة ولكنها لا تعطيه أي إمتيازات عسكرية أخرى كبقية الجنود . وقال الناشط الحقوقي : ( تمت محاكمة السيد ضو البيت تحت المواد 50 من القانون الجنائي المتعلقة بتقويض النظام الدستوري و المادة 185 من قانون قوات الشعب المسلحة للعام 2007 والتي تعرف في القانون (بالجرائم الاخرى) ، وان هذه المواد التي حوكم بموجبها السيد بلال ضو البيت لا تمت بصلة إلى الإتهام الموجه إليه (إنتقادات رفع الدعم عن المحروقات) ، مضيفاً (القصد منها إذلال بلال ضوالبيت وإرساله إلى سجن كوستي) . وأضاف : ( كما فات على المحكمة العسكرية ان تلك القوانين العسكرية التي صدرت أعلنها رئيس النظام الذى لا يزال يرتدى الزى الرسمي للقوات المسلحة برغم تقاعده عن العمل العسكري). وختم الناشط الحقوقي حديثه ل (حريات) ان : ( الحكم الصادر في مواجهة بلال ضو البيت حكم مُعيب ويكشف عمق حالة الطواري القائمة في البلاد ، كما يكشف حجم الإنتهاكات الكبيرة لحرية التعبير والضمير وحرية أداء الشعائر الدينية) ، مضيفاً (بدلاً من ان تظل بيوت الله ملاذا آمناً للناس أصبحت في زمن عمر البشير تخضع لرقابه جهاز الأمن وينتهي الأمر برمي أئمة المساجد خلف القضبان مع المجرمين لا لشيء سوى انهم صدحوا بكلمة الحق)