في دعم واضح للرئيس بشار الأسد الذي تمارس قواته حملة قتل دموية بشكل يومي بحق المواطنين السوريين، أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية بسبب موقفها الثابت من القضايا العربية. وقال البشير: إن أي إضعاف لموقف النظام في سوريا ما هو إلا خدمة مجانية لأعداء الأمة العربية. وجاء كلام البشير خلال استقباله فيصل المقداد نائب وزير خارجية بشار الأسد، حيث تسلم منه رسالة من نظيره السوري تتعلق ب"أهمية العلاقات السورية السودانية وضرورة تعزيزها في مختلف المجالات ودعم سوريا لوحدة أرض وشعب السودان إضافة إلى شرح عن الأوضاع التي تمر بها سوريا". وقال البشير: "المؤامرات التي تخطط لها بعض الدوائر لا تستهدف بلدًا عربيًّا بحد ذاته، بل إنها تستهدف جميع الدول العربية". وأضاف: "السودان يقف مع أمن سوريا واستقرارها، وضد أي تدخل أجنبي في شئونها الداخلية، ونشدد على أهمية التضامن العربي الذي يضمن مصالح جميع الدول العربية إزاء التحديات التي تواجهها". وقد قدَّم المقداد خلال اللقاء عرضًا حول الهجمة الأمريكية والغربية على نظام الحكم في سوريا، مؤكدًا أن سوريا قد وضعت خلفها الكثير من عناصر هذه الأزمة بفضل وعي شعبها لأهداف المؤامرة التي تتعرض لها، وفق قوله. جدير بالذكر أن الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين - كان قد أدان موقف روسيا من مساندتها للنظام السوري الذي وصفه ب "الواهي الفاسد"، نظرًا لأنه وجَّه سلاحه تجاه شعبه، بينما لم يشهره قط في وجه الكيان الصهيوني المحتل لأرضه. وجاء ذلك الموقف خلال زيارة كل من السفير الروسي وأحد دبلوماسي روسيا بالدوحة للقرضاوي. وقد تناول اللقاء الأوضاع العربية والإقليمية، وخاصة ما يتعلق بالشأن السوري، ثم سأل القرضاوي: "أي الفريقين أولى بالمساندة والتأييد؟؟ هذا الشعب السوري الذي يتعرض لأبشع أساليب القمع والقهر، وهو الذي لا يملك إلا الخروج إلى الساحات والميادين ليعبر عن إرادته بطريقة سلمية شرعية، أم هذا النظام الذي لا حوار لديه إلا بالمدرعات والدبابات، وما لديه من سلاح وأفراد للأمن والجيش والبلطجية "الشبيحة"؟؟". وأضاف رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين في حديثه للسفير الروسي: "أيهما أولى بالمساندة والتأييد؟؟ هذا الشعب الذي يتعرض للقتل والإبادة الجماعية، والتنكيل والتمثيل بالجثث، أم هذا النظام الأبله الذي لا يريد أن يفهم إرادة شعبه، ويقابل كل هذا بالقتل والإبادة والتنكيل والتمثيل، وغاية ما يفعله من إصلاح هي مجموعة تصريحات جوفاء لا تسمن من شبع ولا تغني من جوع؟". وأردف الشيخ القرضاوي: "هذا الشعب الذي ما يمر يومٌ منذ سبعة أشهر إلا ويفقد فيه طفلٌ أباه، أو زوجة تبكى زوجها، أو أمٌّ تُفجع في أولادها، أم هذا النظام الغاشم المفلس من كل وسائل الحكمة والتدبير، الذي عجز عن تدبير أمره وفهم إرادة شعبه؟؟".