الصحافة في جنوب السودان تعاني حالة الانقسام وغياب المعلومات في البلاد (الجزيرة) أجوك عوض الله جابو-جوبا في ظل ظروف توصف بالاستثنائية في دولة جنوب السودان تحاول صناعة الصحافة مواصلة دورانها، لا سيما في مواجهة جملة تحديات تعيق المجهودات الرامية لتحسين أحوال الصحافة المتردية في البلد الوليد. ومع الأحداث الدامية -التي تشهدها دولة جنوب السودان بسبب النزاع المسلح بين حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار مؤخرا- ازدادت أوضاع الصحافة سوءا، الأمر الذي دفع البعض للتساؤل عن مستقبل الصحافة الحرة في البلاد، خاصة مع غياب المعلومات بجانب حالة الانقسام التي أثرت سلبا في حرية الصحافة وفقا لتأكيد الصحفي دينق ديت أيوك. ويشير أيوك في حديثه للجزيرة نت إلى أن هناك تحديات كثيرة تواجه الصحافة الحرة في جنوب السودان، منها أن الحكومة في الغالب تريد أن يكون الإعلام لسان حالها، ومثالا لذلك تفسيرها لما حدث بأنها محاولة انقلابية فاشلة، ومع أن هناك رواية أخرى نفت ذلك، غير أن أي محاولة للخوض في الراوية الثانية يعرض الصحف للتصنيف والوصف بأنها طابور خامس وأنها متآمرة، مما يؤدي إلى الاعتقال، الأمر الذي يجعل توازن الخبر في مثل تلك الظروف أمرا صعبا. ويتابع أيوك أنه تلقى تهديدا بالاغتيال من مجهولين قبل عامين بعد نشره مقالا تعرض فيه لمناسبة زواج ابنة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير. [IMG] [/IMG] أيوك: الحكومة في الغالب تريد أن يكون الإعلام لسان حالها (الجزيرة) الحيادية المفقودة أما الصحفي بجريدة "المصير" إبراهام ألبينو فيؤكد ما ذهب إليه أيوك، قائلا إن أهم تحدٍ يواجه الصحافة في جنوب السودان هو التعامل بحيادية مع الأحداث التي تجري حاليا، "لأن الحرب التي تدور في البلاد حاليا إذا لم تتعامل معها الصحافة بمسؤولية فإن الأمور قد تتطور لمثل ما حدث في روندا". ويرى ألبينو في حديثه مع الجزيرة نت أن المشكلة تكمن في الوضع بصفة عامة، فالصحافة بذلت مجهودا كبيرا قبل الأحداث الحالية ونبهت الشارع وحذرت السلطات من مغبة الاستمرار في التناحر. من جانبه، يكشف الصحفي لام جون عن أن المواقف الشخصية لها تأثير كبير في الكثير من المنتجات الصحفية، لأن الصحافة المحلية بطبيعتها في جنوب السودان ومنذ البداية صحافة موالية إما لأشخاص بأعينهم أو لتيار سياسي. ويضيف جون للجزيرة نت "يمكننا استثناء الإعلام المملوك للأمم المتحدة والجهات غير الحكومية لأنه محايد نوعا ما، ولكن ربما يتعرض للضغوط أيضا، الأمر الذي أدى إلى تخفيف لغة خطابها أو التأثير على المهنية لحماية كوادرها أو للحفاظ على تراخيص العمل". حكومة جنوب السودان أعلنت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي إجراءات إدارية تمنع أي صحفي من مزاولة المهنة قبل التسجيل في وزارة الإعلام، في خطوة وصفها صحفيون بمحاولة الحكومة الحد من حرية التعبير " تحديات كبيرة من جهة أخرى، يرى الصحفي في صحيفة الشرق الأوسط والمهتم بشؤون جنوب السودان مصطفى سري أن الصحافة تواجه تحديات كبيرة. ويقول للجزيرة نت إن دولة جنوب السودان على حداثتها لم تشغل نفسها بقضايا الصحافة المهمة لتأسيس مجتمع حر ديمقراطي، ولذلك فان الحرية الصحفية وصناعة الصحافة في هذه الدولة الجديدة ستظلان مهمة كبيرة ليس بالنسبة للدولة وحدها، بل لمنظمات المجتمع المدني، وفي مقدمتها الصحفيين ونشطاء قضايا الحريات. وكانت حكومة جنوب السودان قد أعلنت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي إجراءات إدارية تمنع أي صحفي من مزاولة المهنة قبل التسجيل في وزارة الإعلام، في خطوة وصفها صحفيون بمحاولة الحكومة الحد من حرية التعبير. وكشف وزير الإعلام مايكل مكوي أن أي صحفي لا يتم اعتماده من قبل السلطات المختصة لن يزاول المهنة، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده. ووفقا لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، فإن دولة جنوب السودان تأتي في المرتبة ال124 من أصل 179 دولة في مؤشر حرية الصحافة لعام 2013.