فيما تدعي قيادات الانقاذ وأجهزتها الاعلامية بأن الاطاحة بنظام القذافي ستؤدي الى (استقرار) دارفور ، بدأت تتكشف حقيقة ان ذلك أدى الى تدفق المزيد من السلاح الى حركات المقاومة في دارفور . وتحدث بعض مسؤولي الأممالمتحدة من انتقال أسلحة كان يملكها القذافي إلى أيدي حركات المعارضة في دارفور، واتجاهها إلى ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأعرب الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا يان مارتن عن (قلق حقيقي) من أن تكون تلك الأسلحة قد نقلت إلى الدول المجاورة، بحسب ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية. ويرى دبلوماسيون وخبراء أن حركات المعارضة أخذت كل ما كان موجودا في مستودعات القذافي من أسلحة تشمل البنادق الهجومية وقاذفات الصواريخ والرشاشات الثقيلة، وهربتها عبر الحدود . وأفاد تقرير عن أجهزة الاستخبارات الغربية بأن شاحنات مملوءة بالمسدسات عبرت إلى إقليم دارفور، وتتوجه إلى ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق . وفي السياق ذاته ، لم يستبعد سفير السودان لدى الأممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان ( فرضية أن تكون الأسلحة عبرت دارفور بعد جلبها من ليبيا). من جهته، أوضح الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا أنه (بينما يبدو أن الحكومة الليبية تسيطر على مخزون الأسلحة الكيميائية والعتاد النووي، ثمة مخاوف من أن تكون بقية الأسلحة قد تبخرت وعبرت الحدود). وتتعاون الولاياتالمتحدة مع المجلس الوطني الانتقالي على تأمين مخزون تلك الأسلحة، وأكد جاي كارني الناطق باسم البيت الأبيض انه (منذ بداية الأزمة التزمنا بنشاط إلى جانب حلفائنا وشركائنا لمساعدة ليبيا على تأمين كل ترسانة أسلحتها التقليدية من استعادة الصواريخ إلى مراقبتها وبيعها). وقال دبلوماسي إفريقي على هامش قمة الأممالمتحدة لنزع السلاح إن (تنقل تلك الأسلحة قد يدوم سنوات في أفريقيا). وخلال مؤتمر الشراكة والأمن والتنمية بين دول الساحل وتشارك فيه قرابة أربعين دولة، قال وزير خارجية موريتانيا حمادي ولد بابا ولد حمادي إن (ليبيا أصبحت مخزنا مفتوحا للذخيرة والعتاد العسكري). وأكد أن جميع الدلائل تشير إلى انتشار واسع للأسلحة، وأن هناك (احتمالا واردا بل أدلة قاطعة على تهريبها إلى المنطقة من خلال مالي والنيجر). وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية إن مئات الصواريخ المحمولة على الأكتاف قد اختفت في الأيام القليلة الماضية من بعض مخازن الأسلحة التي تخلت عنها كتائب القذافي. وأكدت أن نحو 480 من صواريخ “أس إيه-24 أس" روسية الصنع المضادة للطائرات الحربية اختفت. كما تحدثت الصحيفة عن اختفاء صواريخ “أس إيه-7 أس" القادرة على إسقاط الطائرات. وذكرت إندبندنت إن العديد من مخازن الأسلحة التي تخلت عنها كتائب القذافي متروكة دون حراسة ويلجها عموم المواطنين، وأضافت أن الثوار الليبيين منشغلون بمتابعة الهاربين من رجال القذافي وبإعادة بناء الدولة الليبية.