- وصل الرئيس السوداني عمر البشير، مساء الثلاثاء، إلى عاصمة دولة الكنغو كنشاسا على رأس وفد السودان المشارك في أعمال قمة رؤساء وزعماء تجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) السابعة عشرة التي ستعقد بالكنغو يومي 26 و27 فبراير. وبدأت اتفاقية الكوميسا كمنطقة تجارة تفضيلية عام 1981 بهدف الوصول لإقامة منطقة تجارة حرة بين الدول الأعضاء، لتصبح اتحاداً جمركيا ثم سوقاً مشتركة، ثم اتخذت الاتفاقية شكلها الحالي في ديسمبر 1994، وانضم السودان للاتفاقية في أغسطس عام 1990م. وكان في استقبال البشير والوفد المرافق له, رئيس وزراء الكنغو موتاتا بويا. وسبق قمة الكوميسا اجتماع لوزراء الخارجية ووزراء التجارة، ولجنة الشؤون الإدارية والموازنة، واللجنة الحكومية، ومجلس أعمال الكوميسا. وتعقد القمة تحت شعار "دعم التجارة البينية في الكوميسا، من خلال المشاريع التجارية الصغيرة والمتناهية الصغر" بمشاركة 19 دولة أعضاء في المنظمة فيها عشر دول من حوض النيل. واختير السودان ممثلا فى السفير محجوب الباشا عضواً في لجنة حكماء الكوميسا، التي تتكون من أربعة أعضاء، وذلك خلال اجتماعات وزراء خارجية الكوميسا التي انعقدت الثلاثاء بكنشاسا التي شهدت منافسة قوية جداً بين عدد من المرشحين. ويمكن للسودان الاستفادة من برامج الكوميسا، لإعادة وتأهيل معظم القطاعات الاقتصادية، وإعدادها للمنافسة إقليمياً ودولياً، وذلك عبر المساعدات الفنية والمالية التي تقدمها الدول الصديقة والمانحة لمنظمة مثل الاتحاد الأوروبي. وأوضح مصدر بالسفارة السودانية بكنشاسا، أن اختيار أعضاء لجنة الحكماء أنه وبالرغم من كثافة عدد من المرشحين من الدول الأعضاء، استطاع السودان خلالها الفوز بعضوية اللجنة. وأضاف: "اجتماع وزراء الخارجية الذي مثل فيه السودان سفيرنا بلوساكا محمد عيسى إيدام ممثل السودان بالكوميسا، بحث قضايا مهمة تتعلق بالسلام والأمن في الإقليم". و ما جانب اخر طالبت نحو 90 جمعية في جمهورية الكونغو الديمقراطية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير وذكرت تلك الجمعيات - في بيان تم صياغته قبل وصول الرئيس السوداني ، نقل راديو (أفريقيا1) اليوم الأربعاء مقتطفات منه - أن جمهورية الكونغو الديمقراطية مع التزاماتها بموجب معاهدة روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية والتي صدقت عليها ، لا يمكن أن توجه دعوة للرئيس البشير ويجب أن تتعاون مع المحكمة وتنفذ مذكرات التوقيف الصادرة في حقه. ومن جانبه ، قال ديكارت مبونجو أمين السر التنفيذى لمنظمة (عمل المسيحيين الناشطين فى حقوق الإنسان) ومقرها في إقليم (جنوب كيفو) بشرق الكونغو الديمقراطية أنه على جمهورية الكونغو أن تثبت بوضوح أنها تقف إلى جانب العدالة والضحايا وليس إلى جانب المشتبه بهم. يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرات اعتقال في حق البشير عامي 2009 و2010 بتهمة ارتكاب جرام حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية خلال الصراع الذي اندلع في دارفور الواقعة في غرب السودان ، ومنذ صدور تلك المذكرات ، استطاع الرئيس السوداني السفر إلى عدد من الدول الأفريقية دون الشعور بقلق. يشار إلى أن البشير يتواجد حاليا في العاصمة (كينشاسا) لحضور القمة ال 17 لرؤساء دول وحكومات السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) ، والمقرر أن تبدأ أعماله في وقت لاحق اليوم برئاسة الرئيس الكونغولي جوزيف كابيلا بحضور عدد من الرؤساء الأفارقة.