عثمان شبونة * رغم التقتيل اليومي والمسغبة وهالات الجنون المرسومة على امتداد الوطن ب(أذيال الحمير..!) فإنك لن تعدم جداراً تتكىء عليه وتنتزع من ذاتك ابتسامة (كالبكاء) هنا أو هناك..! * وفي أشد (دمدماتك) قد تجد لنفسك المكلومة مبرراً لمجابهة الغم بانشراح لست مسؤولاً عنه..! فاختلاط اللحظة فيك بين الأمل واليأس داخل مكان يحكمه سفاحين و(عصبجية) قد ينتج مشاعراً قابلة للكسر مهما كانت صلابتك.. إذ ليس بمقدورنا مقاومة الخليط المتناقض فينا أحياناً؛ أو توجيهه حسب الطلب حين يتعلق الأمر بالبسطاء المغيبين.. مثل الذين يمسكون اللافتات الغريبة في أي مكان؛ تأييداً لحزبٍ يقتلهم؛ يجوعهم؛ يهينهم؛ أو يشردهم على أدنى فروض السلطة الملعونة..! وذا حال بعض الأهالي في كافة أنحاء السودان دون استثناء.. منهم بلا شك من يشدون قماش (المؤتمر الوطني) مؤملين أن ينعدل (ذيل الكلب).. وهيهات..! * المشهد الذي دعاني للمقدمة الطويلة هو طيبة أهل منطقة (كابوس) الذين حملوا لافتة ظهرت هكذا: (المؤتمر الوطني كابوس) أضافوا لها جملة: (معاً لاستكمال النهضة)..! وكأن ثمة نهضة انطلقت أصلاً ليستكملها الحزب الذي يجيد التدمير لا أكثر..! * المفارقة أن اللافتة التي كتبوها بعفوية جاءت معبرة عن الحقيقة؛ وهي أن المؤتمر الوطني فعلاً (كابوس).. بل كارثة..! * من الحزن تحية لمنطقة كابوس بولاية جنوب كردفان؛ وعليهم مثل الذي علينا إذا أرادوا الحياة؛ وهو تمزيق وحرق كل ما يتعلق بحزب المؤتمر الوطني الذي لن يحصدوا معه سنابل؛ إنما (قنابل)..! يكفيهم أنه الكيان القذر الذي خرج منه ظلام الإرهاب؛ وتجاوز الحدود..! الحزب الذي أفلح في تهجين طيور (العنصرية والحقد) حتى قويت أجنحتها وملأت الآفاق.. الحزب الذي أباد أهلهم في الغرب والشرق والجنوب والوسط والشمال.. الحزب الذي جعل السودانيين في الخارج يقاومون عاره بأصلهم القديم "السمح" وتأكلهم (دابة) في القلب والروح كلما تذكروه..!