قال مستشار للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا إنه واثق من أن السلطات الليبية ستتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وستقدم لها أدلة لتعزيز القضية المطلوب فيها سيف الإسلام نجل العقيد الراحل معمر القذافي. جاء ذلك بعدما أعلنت المحكمة أن لديها اتصالا غير مباشر مع سيف الإسلام، الذي يُعتقد أنه يسعى لتسليم نفسه إلى المحكمة، حيث إنه مطلوب بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقال متحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية ل(بي بي سي) إن الأمر لا يتعلق بأي صفقة يمكن أن تبرم مع سيف الإسلام القذافي. بينما قال رئيس الادعاء العام في المحكمة القاضي لويس مورينو اوكامبو، في بيان صدر عنه، انه اذا استسلم سيف الاسلام للمحكمة فتستمع المحكمة اليه خلال محاكمته، كما يمكنه الدفاع عن نفسه. وقال مورينو اوكامبو "لدينا اتصالات غير رسمية مع سيف عن طريق وسطاء". وأضاف أن مكتب المدعي العام أبلغه بشكل واضح بانه اذا ما سلم نفسه الى المحكمة الجنائية الدولية، سيكون لديه الحق بتقديم افادته امام المحكمة وسيكون "بريئا حتى ثبوت العكس". وقال بيان القاضي اوكامبو ان "هذه قضية قانونية، وفي حال قرر القضاة (بعد المحاكمة) ان سيف بريء، او ان يكون قد انهى محكوميته، سيكون من حقه طلب ترحيله الى بلد آخر، طالما وافق هذا البلد على قبوله". وتقول المحكمة انها علمت، عبر قنوات غير رسمية، ان "مجموعة من المرتزقة عرضوا نقل سيف الاسلام الى بلد عضو في الاتحاد الافريقي غير موقع على معاهدة روما". واوضح البيان ان مكتب الادعاء العام "يدرس حاليا امكانية تعقب اي طائرة في الاجواء ببلد عضو في معاهدة روما (لتبادل المتهمين والمجرمين) لتسهيل عملية الاعتقال"، في اشارة الى احتمال فرار سيف الإسلام جوا. يشار الى سيف الاسلام مطلوب للمحكمة بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية، كما هو حال عبد الله السنوسي، رئيس جهاز استخبارات نظام القذافي. وكانت السلطات في النيجر قد ذكرت الخميس ان سيف الإسلام شوهد في منطقة حدودية مع ليبيا، وانه يحصل على العون والمساعدة من قبائل الطوارق هناك. وقال الطوارقي ريسا آج بولا ، المسؤول في مجلس بلدة اغاديز، ان سيف الإسلام تحت حماية مسلحين من قبائل الطوارق يرافقونه لحراسته. وكانت النيجر قد أعلنت أنها ستوفر الملاذ لأفراد أسرة القذافي الذين يلجأون إلى اراضيها، ولن تعيدهم إلى ليبيا قبل الحصول على ضمانات بشأن سلامتهم. ناتو على صعيد آخر، أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه سينهي عملياته في ليبيا بحلول منتصف ليلة الاثنين المقبل بالتوقيت المحلي لطرابلس. وعلى الرغم من أن غالبية الطلعات الجوية التي نفذها الحلف خلال هذه العمليات كانت من قبل قوات أوروبية، لكن الأمين العام للحف أندرز فوغ راسموسن قال لبي بي سي إنه لم يكن من الممكن تنفيذ المهمة في ليبيا دون الدعم الأمريكي، وإن الدول الأوروبية تفتقر لتجهيزات عسكرية حيوية.