صادر جهاز الأمن والمخابرات الوطني، فجر اليوم الأربعاء، صحيفة (الجريدة) اليومية، دون تقديم أسباب. وقالت صحفية تعمل لصالح صحيفة الجريدة ل(الطريق) ان " جهاز الأمن والمخابرات صادر كافة النسخ المطبوعة من صحيفتها من المطبعة"، لكنها لا تعرف أسباب هذه المصادرة. وتأتي مصادرة (الجريدة) بعد يوم واحد من مصادرة صحيفة (اليوم التالي)، أمس. وفي العادة لاتعطي السلطات الأمنية سبباً لمصادرة الصحف، ويتسبب الإجراء في خسائر مالية كبيرة للمؤسسات الصحفية لجهة ان هذه المؤسسات تدفع قيمة الطباعة مقدماً ولا تتمكن من توزيع مطبوعاتها او تلقي عائد التوزيع بسبب المصادرة. وتشهد الحريات الصحفية في السودان تدهوراً مريعاً منذ عدة أعوام خلت. ووعد وزير الدولة بوزارة الإعلام، ياسر يوسف، الشهر الماضي، بقرارات مهمة علي صعيد تعزيز الحريات الصحفية. وخلال الشهرين المنصرمين من العام الجاري، صادر جهاز الأمن والمخابرات أكثر من (19) طبعة من صحف مختلفة بالخرطوم. وتمت المصادرة في جميع الحالات بدون الحصول علي أمر قضائي- حسب أفادات سابقة لمسؤولين وصحفيين بتلك الصحف ل (الطريق). ويفرض جهاز الأمن والمخابرات، في السودان، رقابة صارمة علي الصحف ووسائل الإعلام، بجانب العديد من الإنتهاكات الأخري كمصادرة الصحف، وتوقيفها، ومنع النشر، ومنع الصحافيين من الكتابة، واعتقالهم، وملاحقتهم جنائياً بالبلاغات الكيدية، بالإضافة إلي إجبارهم علي تغطية نوع معين من الأخبار، ومنعهم من تغطية أخري. ووثّقت جهات مستقلة مصادرة أكثر من (35) طبعة من مختلف صحف السودان، العام الماضي. ويصنف المؤشر العالمي لحرية الصحافة، الذي أصدرته مراسلون بلا حدود هذه العام، السودان ضمن أكثر الدول الضالعة في انتهاكات حرية الصحافة، ويضع المؤشر السودان في المرتبة (172) من جملة (180) دولة.