راديو دبنقا قالت الدكتورة عائشة البصري المتحدثة السابقة بإسم بعثة اليوناميد ان الحكومة اخبرت الأممالمتحدة بأنها نزعت سلاح الجنجويد في حين انها دمجتهم في قواتها الرسمية الحكومية بمسميات حرس الحدود وابوطيرة والدفاع الشعبي، وذلك منذ العام 2005 على اقل تقدير.، مما يشكل انتهاكا صارخا لقرار مجلس الامن 1556 لسنة 2004 القاضي بنزع سلاح الجنجويد في دارفور ومحاكمة قادتهم . واشارت عائشة في مقابلة مع راديو دبنقا الى ان فريق الخبراء التابع للامم المتحدة ابلغ مجلس الامن في مطلع العام 2006 ان الحكومة السودانية اخبرتهم انها دمجت الجنجويد في القوات المساعدة وانه ليس هناك شيئ في دارفور الان اسمه جنجويد ، ولكن الاممالمتحدة لم تخبر العالم ان الحكومة فشلت في نزع سلاح الجنجويد وانها قامت بإدماجهم في قواتها واصبحوا يرتكبون الجرائم ضد المدنيين بشكل رسمي والحكومة هي المسؤولة عن إنتهاكاتهم لحقوق الإنسان . واشارت الى ان انه وبموجب هذا التضليل اختفت كلمة الجنجويد من تقارير الاممالمتحدة بما فيها تقارير الأمين العام السيد بان كيمون ارضاءا للحكومة ، حيث لم يرد ذكرها في أكثر من ثلاثين تقرير له إلا مرة واحدة ، و كان ذلك في العام 2008 . واكدت عائشة ان كل ذلك احدث إرباكا لدى الجميع في فهم ما يجري في دارفور ومن يقوم الان بإرتكاب الجرائم في دارفور ، واكدت ان السكوت عن تسمية الامور بمسمياتها الحقيقية في دارفور جعل العالم لا يعلم حقيقة الوضع في دارفور ولا يعرف كذلك ان الحكومة السودانية انتهكت قرارات مجلس الامن ، ولم تقم بما هو مطلوب من نزع سلاح الجنجويد وابقائهم بعيدا عن المدنيين ، ومحاكمة كل قيادات الجنجويد . واكدت ان هذا الفشل والسكوت عنه للاسف اطال الصراع في دارفور، وتسأءلت عائشة هنا وهي تقول (كيف يمكن تقديم المساعدة او الموافقة على الحلول الناجعة اذا انت لم تشخص المرض ، مشيرة الى ان ان السكوت وعدم تسمية الاشياء بمسمياتها ( هو عدم تشخيص لكل المشاكل والتطورات الميدانية الجارية اليوم في دارفور) وكانت البصري قد كشفت ان السبب الرئيسي لاستقالتها من منصبها العام الماضي كمتحدثة رسمية بإسم بعثة اليوناميد هو ان البعثة لا تريد ان تقول الحقيقة وتتستر على الجرائم التي ترتكبها القوات الحكومية والجنجويد التابعون رسميا للحكومة ، الى جانب الجرائم الاخرى المرتكبة من الفصائل المتمردة ، ومجرمين اخرين في الاقليم .. وتابعت وهي تقول ( البعثة تتعرض لهجومات عدائية وتحرشات طوال الوقت من طرف الحكومة وقواتها المفترض ان تقوم الحكومة هي بحمايتهم ، هذا جنون ) . واكدت عائشة ان مجلس الامن يعلم ان البعثة ليس لديها القدرة على حماية (2) مليون نازح في دارفور ، دعك عن (7) ملايين شخص في دارفور . واكدت عائشة البصري ان المشكلة الكبري الآن تتمثل في عمليات التستر على ما يجري في دارفور من قبل الاممالمتحدة وامينها العام وادارة حفظ السلام وبعض وكالات الاممالمتحدة العاملة في السودان ورؤساء بعثة اليوناميد منذ بدء المهة في دارفور . واكدت في هذا الخصوص ان التسترعلى الجريمة جريمة ، واشارت في ذلك الى ما اعلنه ردولف ادادا رئيس بعثة اليوناميد الاسبق من ان الحرب انتهت في دارفور ، في حين ان الحرب كانت مشتعلة ولم تنقطع في الاقليم . وقالت ان خلفه ابراهيم قمباري جاء وقال نفس الكلام وزاد عليه ان الاوضاع تحسنت والدارفوريين يريدون الان التنمية والاموال ، وان السلام في الطريق لدارفور ، مشيرة الى ان كل تلك التصريحات كانت كاذبة لا تعكس الواقع الحقيقي في الميدان بدارفور .. وكشفت عائشة الى انه و في خلال العام 2012 قصف سلاح الجو السوداني ( 106 ) مرة في دارفور ، و(85) في سنة 2013 ، وهذه الحقيقة الخطيرة كما تقول عائشة لم تظهر في تقارير بان كي مون الكاذبة ولا مرة واحدة . وكشفت عائشة كذلك ان التستر وصل في بعثة اليوناميد لدرجة ان تتسترعلى جرائم الحكومة وجنجويدها ضد قوات اليوناميد حفظة السلام انفسهم.