"كرامة" الخرطوم ونظام البشير بمصر تتلقي كل يوم ضربة جديدة وصفعة تقابلها بالصمت والقبول - والخوف كل الخوف من المجهول القادم بعد إعتلاء المشير السيسي المتوقع لسدة السلطة بعد اسابيع. ففي فبراير الماضي طلبت مصر من السودان سحب سفيره "كمال حسن علي" وتم بالفعل سحبه وإنهاء خدماته قبل ان يكمل الاربعة اعوام كمايقتضي العرف، والسبب في القرار علاقات السفير القوية بحركة الاخوان المسلمين "الارهابية" واحزاب اسلامية اخري. تقدمت الخرطوم بعدها مباشرة بطلب ترشيح الفريق "محجوب شرفي" ضابط الاستخبارات ليكون سفيرها في مصر وهو ما أكده القيادي في الحزب الحاكم د. مصطفي عثمان إسماعيل في تصريحات صحفية "بحسب علمي فإن الفريق ركن محجوب أحمد عبد الله شرفي مدير المخابرات العسكرية السابق هو المرشح الآن كسفير للسودان لدي مصر". ولكن مرت ثلاث اشهر كاملة ولم ترد القاهرة علي طلب الترشيح، وهو مايعني في لغة الدبلوماسية ان الترشيح مرفوض!. ومن جديد دفعت وزارة الخارجية السودانية باسم السفير "عبد المحمود عبد الحليم" سفير السودان السابق لدي الأممالمتحدة ليكون مرشحها كسفير للسودان في مصر، وتنتظر الرد من الخارجية المصرية وهي تضع يدها علي قلبها خوفاً من رفضه هو الآخر. وعلي النقيض من ذلك، سارعت الخرطوم لقبول إعتماد السفير "أسامة شلتوت" كسفير لمصر بالسودان خلفاً للسفير المصري الراحل "عبد الغفار الديب"، ووصل السفير الجديد الخرطوم الأسبوع الماضي لتولي مهامه. ومع قدوم عهد المشير السيسي يبدو ان الخرطوم تنتظرها اوقاتاً صعبة وتضع يدها علي قلبها من السيناريوهات التي تنتظرها خصوصاً في ظل حالة الغضب السعودي والخليجي غير المسبوقة علي جماعة الاخوان المسلمين وتوابعها المتحالفين مع السودان. ويؤكد محللون ان مصر ستمضي خطوات بعيدة في تهديد نظام المشير البشير قد تصل لفتح القنوات الاعلامية والمالية للمعارضة السودانية.