كشفت منظمات حقوقية إسرائيلية ودولية أن سيلا من المتسّللين الأفارقة تدفقوا مجددا على إسرائيل عبر سيناء وواجهوا معاملة غير إنسانية خلافا للمواثيق والقوانين الأممية، وحذرت من خطورة مشروع بناء أكبر معسكر اعتقال في العالم لهم. وتشير معطيات مركز الدفاع عن حقوق العمال الأجانب أن عدد المتسللين الأفارقة يبلغ اليوم نحو أربعين ألفا معظمهم من إريتريا والسودان، مشيرة إلى ازديادهم الواضح خلال العام الجاري. وهؤلاء الأفارقة المتسّللون الذين ترفض إسرائيل الاعتراف بهم كلاجئين تقيم أغلبيتهم في مناطق معينة في مدن تل أبيب، وإيلات، وديمونا، والخضيرة وفي بعض البلدات العربية داخل أراضي 48 ويعملون بالخدمات وبأعمال سوداء. يشار إلى أن العام 2010 شهد انخفاضا في عدد المتسللين الأفارقة نتيجة تفاهم توصلت له إسرائيل ومصر قبل سقوط رئيسها حسني مبارك. المحامية نير: إسرائيل لم تمنح اللجوء سوى لنحو 200 من المتسللين صنوف التعذيب وتكشف منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الإسرائيلية أن 60% من المتسللين الأفارقة يعيشون في ظروف قاسية داخل إسرائيل بعدما يتعرضون قبيل دخولهم البلاد لانتهاكات وعمليات تنكيل وتعذيب داخل معتقلات خاصة في منطقة العريش، منها الكّي بالحديد الساخن، والضربات الكهربائية، والتجويع، والدفن بالرمل والاغتصاب على يد مهربين من بدو سيناء. وتطالب المنظمة الإسرائيلية المحافل الدولية بالضغط على مصر لإلزامها بإنقاذ اللاجئين من ابتزاز المهربين في إطار حل شامل يتضمن نقلهم لدولة ثالثة ومنع الجيش المصري من رميهم بالرصاص. كما تعارض منظمات حقوقية -محلية ودولية- خطة إسرائيلية لبناء أكبر معتقل في العالم للاجئين يتسع لأربعة آلاف إنسان، وتعتبره غير أخلاقي وغير قانوني. إسرائيل والعالم يشار إلى أن المشروع قيد التخطيط الهندسي تطبيقا لقرار حكومي اتخذ في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 بغية اعتقال المتسللين الأفارقة وردع الآخرين من التسلل. وإسرائيل التي تعمل على بناء جدار على طول الحدود مع مصر لم تمنح حق اللجوء سوى لنحو مائتين من المتسللين الأفارقة، كما تؤكد المحامية طالي نير مديرة وحدة الحقوق الاجتماعية في جمعية حقوق المواطن في إسرائيل. وردا على سؤال الجزيرة نت تلفت نير النظر إلى أن إسرائيل ترفض فكرة فحص أحقية هؤلاء المتسللين الفارين من الموت باللجوء بخلاف دول أخرى، مشيرة إلى أن دول العالم اعترفت ب 84% من الإريتريين المطالبين بحق اللجوء وب 64% من طالبي اللجوء السودانيين. إسرائيل ترفض الاعتراف بالمتسللين الأفارقة كلاجئين المعتقل الأكبر والأسوأ وتحذر نير من أن المعتقل الذي تعتزم إسرائيل بناءه سيتحول لواحد من أسوأ مخيمات اللاجئين في العالم وتؤكد أنه سيفشل في تحقيق هدفه المراد وغير القانوني وهو وقف المتسللين، لا سيما وأن المعتقل سيمتلئ بسرعة وعندها سيضطرون لإطلاق المعتقلين. وتتابع "معارضتنا تنبع من كونه عملا غير أخلاقي وغير قانوني ويهدد الصحة الجسدية والنفسية للمعتقلين". وتشير المحامية إلى أن المنظمات الحقوقية تشاطر إسرائيل مخاوفها وحقها بحماية حدودها لكنها تدعو لأخذ الاعتبارات الأخلاقية والقانونية بالحسبان وتفادي اعتقال اللاجئين ومعاقبتهم. في المقابل ترفض جهات إسرائيلية رسمية ذلك وترفض الاعتراف بالمتسللين الأفارقة كلاجئين وترى فيهم تهديدا ديموغرافيا جديا. من جانبه وصف يتسحاق هليفي رئيس بلدية إيلات على ساحل البحر الأحمر والتي يقيم فيها عدد كبير منهم، ظاهرة المتسللين ب"قنبلة موقوتة". واتهم هليفي في تصريح للقناة الإسرائيية العاشرة حكومة إريتريا بتشجيع المتسللين بغية جباية عمولة من العائدات التي يرسلها هؤلاء لعائلاتهم إضافة للضرائب والرسوم. الأفارقة يقولون إنهم يتسللون إلى إسرائيل بحثا عن لقمة العيش مساعدة مالية ويوضح إسماعيل ياسين –وهو متسلل من إريتريا يقيم ويعمل داخل مطعم في منطقة الناصرة بعدما تسلل للبلاد في 2009- أن المتسللين يواصلون الليل بالنهار سيرا على أقدامهم بمرافقة مهربين بدو في سيناء يجبون منهم رسوما باهظة. ويلفت لمخاطر الموت المحدق بهم جراء إطلاق النار عليهم من قبل الدوريات المصرية والإسرائيلية ويقول إنهم يتلفون جوازات سفرهم فور دخولهم البلاد. وإسماعيل ياسين -الذي يجيد العربية ويتمتع بقسط وافر من الثقافة- رفض الإفصاح عن طريقة تحويل مساعدات مالية لأهاليهم في وطنه