مبروك يا اخ عمر ! ماذا بارك مصطفى عبد الجليل للبشير ؟ السكسكة والكاروشة الرئاسية في قاعة كبار الزوار في مطار الخرطوم ؟ البشير يقول : الميرغني في جيبي اليمين ، والمهدي في جيبي الشمال ، وخليل ابراهيم واخوانه بتاعين كاودا تحت جزمتي ، منو الزي يي ؟ كيف أصبح اوكامبو صديق البشير ؟ ثروت قاسم [email protected] البشارة ! بدعوة من الرئيس البشير ، شارك مصطفي عبدالجليل ، رئيس المجلس الوطني الإنتقالي الليبي ، في فعاليات المؤتمر التنشيطي الثالث لحزب المؤتمر الوطني ( الخرطوم – الجمعة 25 نوفمبر 2011 ) ! همس مصطفي عبدالجليل في أذن البشير ، وهو يحضنه في مطار الخرطوم : مبروك ، يا أخ عمر ! وفي قاعة كبار الزوار ، شرح مصطفي عبد الجليل لأخيه البشير ، خلفيات وملابسات تبريكاته وبشاراته ! قال : يسرني أن أخبرك بأننا قد أقنعنا أوكامبو بمحاكمة سيف الإسلام القدافي في ليبيا ، بدلا عن لاهاي ! كان من المفروض محاكمة سيف في لاهاي ، حسب أمر القبض الصادر ضده من محكمة الجنايات الدولية ! في بادئ الأمر ، ادعى اوكامبو أن قانون العقوبات الليبي لا يحتوي علي مواد تحاكم جرائم الحرب ، والجرائم ضد الإنسانية ، المتهم بهما سيف ! تماما كما ادعى ، في الماضي ، بأن قانون العقوبات السوداني لا يحتوي علي مواد تحاكم جرائم الإبادات الجماعية ، وجرائم الحرب ، والجرائم ضد الإنسانية ! وبالتالي رفضه لمحاكمتك في الخرطوم ، وإصراره على محاكمتك ، يا أخ عمر ، امام قضاة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ! بعكس السودان ، فإن القذافي قد دمر منظومة القضاءالليبي تدميرأ كاملا ! وأصبحت كل المحاكم القضائية ، محاكم سياسية ! وكل القوانين الجنائية والمدنية مستمدة من الكتاب الأخضر البئيس ! بل أصبح كل القضاة بدون تأهيل قانوني ، بل موظفين خدمة مدنية ، منتدبين من اللجان الشعبية القذافية ! ورغم هذا النقص البين ، وافق اوكامبو ، بضغط أمريكي ، علي محاكمة سيف في ليبيا ، امام ( قضاة ) ليبيين، وإن كانت قوانينا الجنائية لا تحتوي علي أي مواد تخص جرائم الحرب ، أو الجرائم ضد الإنسانية ! باختصار، وافق اوكامبو ، بضغط أمريكي ، وقبل بمحاكمنا وقوانيننا القراقوشية ، لمحاكمة سيف ! وقد أخبرت اوكامبو أنني سوف أقابلك في الخرطوم ( يوم الجمعة 25 نوفمبر 2011 ) ، وأنني أريد أن أبشرك بموافقته ( اوكامبو ) علي محاكمتك في الخرطوم ، أمام قضاة سودانيين ، بدلأ عن محاكمتك أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ! إذ لا يمكن لاوكامبو أن يقبل بمحاكمة سيف في ليبيا ، ويرفض محاكمتك في الخرطوم ! لا يجوز لمحكمة الجنايات الدولية أن تكيل بمكيالين ، منتهجة سياسة الخيار والفقوس ! يسرني أن أبشرك يا أخ عمر ، بأن اوكامبو قد أمن علي طرحي ، وأردف أنه لا يرى مانعا من محاكمتك وأحمد هارون وكشيب والأخ عبدالرحيم محمد حسين ، أمام قضاة سودانيين في الخرطوم ، كما هو الحال مع سيف في ليبيا ! وتأسف اوكامبو لتركه وظيفته في المحكمة بنهاية ديسمبر 2011 ، لإنتهاء فترة سريان عقده ، غير القابل للتجديد ؛ وإلا لكان كابرك بحضور المحاكمة في الخرطوم ! مبروك ، يا أخ عمر ! وختم مصطفي عبدالجليل كلامه ، قائلأ : المحاكمة في الخرطوم ضرورية حتى يتم شطب البلاغ ، وتصبح حرأ كما كنت قبل يوم الأربعاء الموافق الرابع من مارس 2009 ، يوم صدور أمر القبض ضدك ! للأسف ... لا يمكن شطب البلاغ بدون محاكمة ، ولو صورية في الخرطوم ! لم تسع الدنيا الرئيس البشير من الفرحة ، وفكر في السكسكة والكاروشة ، في قاعة كبار الزوار في مطار الخرطوم ، ولكنه رأى الغرة السوداء في جبين مصطفي عبد الجليل ، دليل التدين المظهري ، فعدل عن رأيه ! تلفن الرئيس البشير للسيدة الفضلى وداد بابكر ، وبشرها بالخبر السعيد ! ألا تسمع ، يا هذا ، زغاريد ويويوهات السيدة الفضلى ؟ الميرغني والمهدي وخليل ابراهيم ؟ أكد الرئيس البشير لأخيه مصطفي عبد الجليل بأنه سوف يدعوه للمشاركة في يوبيل الإنقاذ الفضي في 30 يونيو 2014 ، وفي يوبيل الإنقاذ الذهبي في 30 يونيو 2039 ! وأردف قائلأ : الميرغني في جيبي اليمين ! والمهدي في جيبي الشمال ! وخليل ابراهيم وإخوانه الخونة بتاعين كاودا تحت جزمتي ! منو الزي يي ، يا مصطفي ؟ أنا الكيك ! أنا سليل ديار بني جعل ؟ أحمد ود سعد جدي لأمي ؟ قبل الإستطراد في نقل كلام الرئيس البشير لأخيه مصطفي ، ربما كان من الأفضل ترجمة كلام الرئيس البشير ، وما يقصده بخصوص الميرغني والمهدي وخليل ابراهيم ! دعنا نترجم كلام الرئيس البشير بخصوص المهدي في هذه الحلقة الأولى من المقالة ، وكلامه بخصوص الميرغني وخليل ابراهيم في الحلقة الثانية القادمة ! المهدي ؟ يقصد الرئيس البشير من وضع المهدي في جيبه الشمال ، إستقطاب الأمير عبدالرحمن الصادق المهدي في موقع سياسي ( وزير دولة في وزارة الدفاع ؟ ) في حكومة الإنقاذ العريضة ! يمكن إعتبار مشاركة الأمير عبدالرحمن الصادق المهدي في موقع سياسي في حكومة الإنقاذ العريضة كأكبر إنجاز للرئيس البشير ! دعنا نستعرض ملابسات ومالآت وتداعيات مشاركة الأمير عبدالرحمن في حكومة الإنقاذ العريضة ، في أثني عشر محطة ، كما يلي : اولأ : تم إعفاء الأمير عبدالرحمن ، في الماضي ، من وظيفته العسكرية ، بسبب اسمه ، وليس بسبب فعله ! وسوف يتم تعيينه في يوم الاحد 27 نوفمبر 2011 ، في وظيفة سياسية ، ( وزير دولة في وزارة الدفاع ؟ ) ، لينفذ سياسات الإنقاذ ، بسبب اسمه ، وليس بسبب عطائه ... من وجهة نظر إنقاذية بحتة ! وسوف يتم إعفاؤه من موقعه السياسي ، وقريبأ ، بسبب اسمه ، وليس بسبب فعله ! الإعفاء والتعيين والإعفاء ... كلها لأسباب غير موضوعية ! بل نتيجة نزوات جعولية ، ما أنزل الله بها من سلطان ! ثأنيأ : + مشاركة الأمير عبدالرحمن ، في موقع سياسي في نظام البشير ، تعني قبوله وموافقته علي سياسات نظام البشير من إبادات جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في بلاد السودان ! تعني قبوله بإغتصاب صفية اسحق ، وقبوله بهوية شمال السودان العروبية الإسلاموية في إقصاء للهويات الأخرى ! تعني قبوله بتحمل أوزار 22 عامأ من الإستبداد والقمع والفساد والإفساد ! تعني إنضمامه لطلاب السلطة ، في ثنائية التعارض الأزلى بين طلاب الحق وطلاب السلطة! تعني قبوله بأن يقف في الصف المدابر والمواجه لصف الإنسان العظيم ! فهل يقبل الأميرعبدالرحمن أن يقف ضد الانسان العظيم ؟ ثالثأ : + سياسة نظام البشير تحاكي الصخرة الصماء ! لا يمكن تجزئتها ...إما أن تأخذها كلها ، أو تتركها كلها ! لا يمكن للأمير عبدالرحمن أن يؤمن ببعض سياسات البشير ( السمحة ؟ ) ، ويكفر بالبعض الكعب ! فهو مرؤوس ، يسمع ويطيع ، ولا يملك هذا الترف ! لا يسمح له رئيسه البشير بإدانة : + قصف القوات الجوية لمعسكرات النازحين ، + حرق قوات الجيش لقري المواطنين الآمنين عشوائيأ ، وإلا وجد نفسه في منزله في الملازمين نهار نفس اليوم ...إن لم يكن في شالا ! رابعأ : + في موقعه السياسي الجديد ، سوف يتلقي الأمير عبدالرحمن الأوامر السياسية من متهم بالإبادات الجماعية ، وجرائم حرب ، وجرائم ضد الإنسانية في دارفور ! سوف يسعي هذا المتهم لتلويث الأمير بإعطائه أوامر، تنفيذها يقع تحت طائلة القانون ، كاشراكه في الإبادات الجماعية لشعوب النوبة والأنقسنا ... كما حدث لأحمد هارون في دارفور في زمن غابر ! هل يقبل حفيد الإمام الأكبر وإبن الإنسان العظيم ، تلويث إسمه الذي يحمل إسم الإمام الأكبر ، بقبول تنفيذ أوامر سياسية لقتل شعبه ، من متهم بقتل شعبه ؟ هذا المتهم بقتل شعبه باع عرابه الترابي ، وباع زملاء ( ثورته وكفاحه ... صلاح كرار وغيره ) ، وطرد عم الأمير شر طردة ، وخان العهود والمواثيق ، التي أبرمها مع مؤسسات ، بضمانات دولية ! كيف يثق الأمير عبدالرحمن بمتهم هذه أخلاقه وشيمه وسلوكياته ؟ والأمير عبدالرحمن يعمل تحت إمرة هذا المتهم بصفة الأمير الشخصية ... لا تسنده مؤسسية ، ولا يسنده حزب ، ولا تسنده قبيلة ! خصوصأ ، وقد انقطعت صلة الأمير المؤسسية بحزب الامة منذ عام 2009 ! ما أسهل أن يفتك المتهم الذئبي بالأمير المفرنب القاصي ! خامسأ : + لا يمكن للأمير عبدالرحمن أن ينسلخ من إسمه وتراثه وتاريخه ، بل وجغرافيته ! فهذه وتلك سيك سيك معلق فيك ! بسبب هذه السيكات ، وخصوصأ إسمه ، يجب أن يلتزم الأمير بأن يكون ، دوما ، فوق الشبهات ، تماما كإمرأة القيصر ! وللأمير خير قدوة في السيد محمد الحسن الميرغني ( نجل السيد محمد عثمان الميرغني ) ، الذي رفض لإ في أباء ، المشاركة في نظام الإنقاذ الإستبدادي الدموي ! وهو ( الأمير ) بعد ليس إبنأ عاقأ ، ليسمح لنفسه بتنفيذ سياسات إنقاذية أحادية إقصائية ، تتدابر مع ما يبشر به الإنسان العظيم من أجندة سياسية وطنية ! + لماذا يقبل الأمير بالمشاركة في نسف الجسر الذى بدأ الإنسان العظيم في بنائه ، للعبور نحو إنتقال سليم وسلمي من دولة الحزب إلى دولة الوطن ؛ ومن دولة الإستبداد والقهر الدينية إلى الدولة الديمقراطية المدنية ... دولة المواطنة ، والكرامة الإنسانية ، والحرية ، والعدالة الأجتماعية ! سادسأ : + لماذا يرمي الأميرعبدالرحمن بنفسه ، طواعية ، في بؤرة الأفاعي ، والعقارب ، والجرذان السامة ؟ لماذا يحشر الامير نفسه ، طواعية ، في جحر الضب السام ؟ لماذا يسمح الامير لجسده الطاهر ان تقطعه سكاكين الابالسة ، وخناجر المغتصبين ، ومدى الفاسدين ،وأمواس المستبدين ، وسواطير المبيدين جماعيأ ؟ سابعأ : + هل المشاركة السياسية للأمير عبدالرحمن في دولة الحزب ، خطوة في طريق تفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن ، أم خطوة في طريق تكريس دولة الحزب ؟ إذا كانت الأولى، فالأجدر بحزب الأمة القومي سماع كلام معالي الفريق صديق اسماعيل والمشاركة في حكومة الإنقاذ العريضة ، التي تنفذ سياسات الحزب الواحد ، وتلغي الأجندة الوطنية ! وعلي محمد فوول ان ينطم ويلزم الصمت ! ثامنأ : + هل من قيمة مضافة ، مادية أو غيرها ، يجنيها الأمير عبدالرحمن من إنضمامه السياسي إلى حكومة تترنح وآيلة للسقوط ، بعد أن سقطت مرجعيتها الفكرية ( المشروع الحضاري ) ؟ هل من عاقل يركب سفينة مثقوبة ، وينضم لقوى الباطل ، إن الباطل كان زهوقأ ؟ حقأ وصدقأ ... ( البلد دي فيها جن لابد ) ؛ وأبالسة الإنقاذ هم ذلك الجن اللابد ! ليس من شيم الأمير عبدالرحمن أن يلبد مع هذا الجن اللابد ! تاسعأ : مشاركة الأمير عبدالرحمن في موقع سياسي في نظام البشير البئيس : + سوف تصيب شباب حزب الأمة بالإحباط ، بل كافة الشباب السوداني ، الذي يسعى للإطاحة بنظام البشير ! + سوف تدمر مصداقية حزب الأمة ، وتفتت لحمة حزب الأمة ، ببساطة لأن أهل الأمير قد وافقوا علي مشاركة إبنهم في نظام البشير الذئبي ؛ محاكين عصاية مولانا ... نصفها قائم ونصفها نائم ! في جغرافيته القريبة ، يتمتع الأمير بصحبة مواعين فكرية جد واسعة ! أين الكنداكة من هذه المساخر ؟ + سوف تعطل تفجير الإنتفاضة الشعبية ! عاشرأ : قالت تعظ الامير : هنالك مصلان يحصنان الإنسان من داء الإفتتان بالسلطة : + مصل الإيمان بالغاية النبيلة من معركته . + ومصل الشعور بمسئوليته الشخصية في تحقيق هذه الغاية . إذا ما إهتز هذا الإيمان ، تصبح النصائح غير ذات جدوى ! لا تلج النصائح الاذان التي بها وقر ! ولا تميز القلوب الغلف الحق من الباطل ! المقاتلون الجادون ، يضرهم وجود هذه النماذج الأنانية وسطهم ! خاصة وأن الكثير من المكتوين بنار الأبالسة ، أصبحوا يشككون ، وبالصوت العالي في كل قوى المعارضة ! وفي هذا الشأن ردهم حاضر ... باستطاعتهم وبسهولة تعديد مواقف غير جلية بل مثيرة للشبهات ابتداءا من التراضي ، ثم الحوار لما لا نهاية ؟ فأموال التعويضات إبان الانتخابات؟ والتصريحات ضد نهج الحركات المسلحة ؟ وإرجاع الأمير للجيش ؟ ولن يتورعوا عن قول : فقد سرق أخ له من قبل ( مبارك الفاضل ) ؟ بأختصار : هل يسعي الامير لأيقاظ الكلاب النائمة ؟ التي سوف تنبح وتخربش وتعض ليس في الأمير ، وأنما في الأنسان العظيم ! أحد عشر : + إن الفسيلة التي غرسها الإنسان العظيم سوف تنبت شجرا وارف الظلال ، وزهرا مخضرأ ، وثمرا رطبأ ، يتكاثر عليه خيار المواطنين ، لتكوين أغلبية وطنية سلمية ، صادقة ، وهادرة ، وواثبة ، لا قِبل لقوة الأبالسة بها ، مهما كانت ! وثبة سوف تكنس الأبالسة إلى مزبلة التاريخ ، ومعهم الأمير ... الذي يذكرنا بأبن نوح ، وقوم صالح ! فمن يثب مع الإنسان العظيم ؟ أثنا عشر ! نطلب من الأمير عبدالرحمن أن يتذكر مقولة خليفة الصادق الصديق ، في بقاء جذوة الفكرة المهدية مشتعلة في بلاد السودان ، أبأ عن جد ، الي أبد الآبدين ... بعكس فكرة الإنقاذ التي إنطفأت ! تناول خليفة المهدي من الواطة حفنة من عشب يابس ، في يده ، وقال : ( المهدية متل قش الواطة دا ، متى ما شم الدعاش بقوم ) ! الدعاش قادم ... فلا يفطر الأمير على تمرة مسمومة ، وعلى سراب يحسبه الظمان ماءأ ! نواصل مع مولانا الميرغني ودكتور خليل ابراهيم وصحبه الميامين في حلقة قادمة ...