مقدمة : التقرير السري ! سلم الفريق محمد عطا، رئيس جهاز المخابرات والأمن الوطني ، تقريرا سريا للرئيس البشير ، طير النوم من عيونه ، لعدة ليالي ! دعنا نستعرض ، في هذه الحلقة الأولي من مقالة في حلقتين ، بعضأ من اهم بنود هذا التقرير ، حسب تسريبات الفريق عبدالرحيم محمد حسين المقصودة ، لبعض خاصته ، بعد أنفجار قنبلة أوكامبو في وجهه ( الجمعة 2 ديسمبر 2011 ) ! أشار التقرير الي موضوعين ، كما يلي : اولأ : قالت صحيفة ( يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، نقلأ عن مصادر عسكرية إسرائيلية ، إن سلاح الجو الإسرائيلي قد بدأ في تشغيل أضخم طائرة بدون طيار ( إيتان ) ، من أجل القيام بمهام استخبارية حاليأ ، وهجومية مستقبلأ ، فوق السودان ، مؤكدة أن مجال عمل الطائرة مخصص ، حصريأ ، للسودان وإيران! وقد بدأت عدة طائرات ( أيتان ) التحليق فوق بلاد السودان ، أنطلاقأ من قاعدة ( تل نوف ) ، في اسرائيل ! لمزيد من التفاصيل الرجاء الرجوع لموقع الصحيفة المذكور أدناه : http://www.ynetnews.com/articles/0,7...148116,00.html مواصفات طائرة ( أيتان ) التي تحلق حاليأ فوق بلاد السودان : طول الأجنحة = 26 متراً، طول الطائرة = 14 متراً ، مدة التحليق = 20 ساعة متواصلة ، سرعة الطائرة = 260 كيلومتر في الساعة ، ارتفاع الطائرة من الأرض = 41 الف قدم ، وزن الطائرة = 5 طن ، وزن حمولة الطائرة من الاجهزة ، والقنابل ، والصواريخ الذكية = طن واحد! تستطيع الطائرة تصوير تفاصيل لوحات العربات المنطلقة علي الشوارع ! كما تستطيع ضرب اهدافها بدقة لا تتجاوز عشرة سنتمرات ! وللطائرة قدرات استخبارية متنوعة ، حيث بوسعها حمل أجهزة رادار واستطلاع ومعدات استخبارية وكاميرات تجسس ، يتم تشغيلها على مدار الساعة ! وبفضل الحجم الكبير لهذه الكاميرات ، يمكن رصد دبيب النمل ، من ارتفاع شاهق ! والطائرة مزودة أيضا بمنظومة اتصال عبر الأقمار الصناعية ! الصواريخ التي تحملها طائرة ( ايتان ) من اخر طراز ، ويمكنها أختراق التحصينات الأسمنتية ، والغوص لمسافة عشرة أمتار داخل الارض ! الطائرة "إيتان" قادرة على التحليق ، بدون أن تتم معاينتها من الأرض ، ودون ان يكتشفها الرادار ، رغم حجمها الكبير! ذكرت صحيفة ( يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، أن طائرات ( أيتان ) ، تحلق حاليأ ، وتجريبيأ ، فوق سموات بلاد السودان ، لتجمع المعلومات الضرورية ، وتصور الأهداف المراد قصفها مستقبلأ ! تستعد طائرات ( أيتان ) للقيام بالمهام التالية ، حسب الأوامر السياسية ، في حينها ! + تدمير طائرات سلاح الجو السوداني علي الأرض ، حتي لا تقوم بطلعات فوق دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ! + تدمير جميع الكباري التي تربط العاصمة المثلثة تدميرأ كاملأ ! + تدمير مصنع جياد و7 مصانع اخري تتبع لدولة السودان ! + التشويش علي ، وتعطيل العمل بالتلفون المحمول واللاسلكي داخل ولاية الخرطوم ! + تم أستثناء تدمير ميناء بورتسودان ، حتي لا تتأثر شحنات البترول من دولة جنوب السودان ! أكدت صحيفة ( يديعوت أحرونوت) أن أسرائيل لا تنسق مع أدارة اوباما بخصوص عملياتها الاستخباراتية الهجومية ، فوق بلاد السودان ... ده بره وده بره ! أذ من المعروف ان أدارة اوباما تتبع سياسة توافقية مع نظام البشير ، بعكس أسرائيل التي تتبع سياسة عدوانية ضد نظام البشير ! في هذا السياق ، ألم تسمع أوباما ( الاربعاء 30 نوفمبر 2011 ) ، يكسر التلج للوبي اليهودي ، في حفل جمع التبرعات السياسية لحملة اعادة انتخابه قائلا : ( حينما يتصل الأمر بأمن اسرائيل ، فاننا لا نساوم ! وسوف يستمر هذا الموقف ) ! وسيد سيدي بي سيدو ؟ ثانيأ : + محاضرة عوزي اراد ، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق ، في مؤتمر هريزليا ، الذي يتم عقده بشكل راتب ، كل بداية سنة ، في مدينة هرزيليا ، في إسرائيل ! والذي يشارك فيه زبدة الزبدة من المفكرين والسياسيين الاسرائيلين والاجانب ( يناير 2010 ) ! + محاضرة افي دختر وزير الامن الداخلي الاسرائيلي السابق في جامعة القدس (10 اكتوبر 2008 ) ، في اسرائيل ! استعرضت المحاضرتان المخطط الاسرائيلي لتقسيم السودان ، علي أساس عرقي ، إلى 5 دويلات ، لضمان أمن إسرائيل الاستراتيجي ، علي المدى الطويل ! تماماً كما تم تفتيت يوغسلافيا السابقة , والاتحاد السوفيتي السابق ! أدعي افي دختر مؤخرأ ، أن تقسيم السودان إلى 5 دويلات سوف يضعف السودان ، ويذهب بريحه ! وسوف ينشغل السودان المقسم ، بمشاكله الداخلية ، ولن يكون في استطاعته تقديم أي مساعدة عسكرية أو لوجستية إلى مصر الاسلامية ولا إلى حماس ، أو إلى السلطة الفلسطينية ، وذلك في حالة اندلاع حرب مستقبلية ، بين إسرائيل والعرب ، بعد هلاك الرئيس مبارك ( الكنز الأستراتيجي لأسرائيل ) ، وطلوع الأخوان المسلمين والسلفيين في الكفر ! ! المرحلة الاولي من المخطط الاسرائيلي ! بدأت صافرة البداية في تنفيذ المخطط الإسرائيلي ، يوم السبت 9 يوليو 2011 ، بانفصال الجنوب ، وتكوين الجمهورية الثانية ... جمهورية جنوب السودان ، المستقلة ، ذات السيادة ! دولة الجنوب القديم ! المرحلة الثانية من المخطط الاسرائيلي ! المرحلة الثانية من المخطط الإسرائيلي ، التي بدأت إسرائيل ، في تنفيذها ، تعني ، حسب تقرير الفريق عطا ، بإقامة الجمهورية الثالثة ... جمهورية وسط السودان ، المستقلة ذات السيادة ، التي تمتد من ام دافوق ( في جنوب دارفور ) غربأ الي الكرمك شرقأ ، مرورأ بكاودا في الوسط ! تقسيم ولاية جنوب كردفان ! الخطوة الاولي في مشوار الالف ميل ، لبلوغ دولة وسط السودان ، بدأت بأقتراح أدارة اوباما تقسيم ولاية جنوب كردفان الحالية الي ولايتين ، تأسيسأ علي مبدأ الأثنية وفرز الكيمان ! أقترحت أدارة اوباما تقسيم ولاية جنوب كردفان الي : + ولاية جنوب كردفان وعاصمتها كادوقلي ، وتكون غالبية سكانها من نوبة الجبال ! ويتم تنصيب عبدالعزيز الحلو واليأ عليها ! + ولاية غرب كردفان وعاصمتها المجلد ، وتكون غالبية سكانها من القبائل العربية ! ويتم تنصيب المتهم احمد هارون واليا عليها ! ينص أقتراح أدارة أوباما ، علي فترة أنتقالية ( 3 سنوات ) بعد تنفيذ التقسيم ، يعود فيها الاستقرار والأمن ، الي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ! خلال الفترة ألأنتقالية ، يحتفظ الوالي الحلو ، في ولاية جنوب كردفان والوالي مالك عقار في ولاية النيل الأزرق ، بعناصر جيش الحركة الشعبية الشمالية ، الذين يتم استيعاب غالبيتهم في الجيش الوطني السوداني ؛ ويتم نزع سلاح ، وتسريح البقية ، بعد توفيق اوضاعهم توفيقأ حسنأ ، ومرضيأ لهم ! المشورة الشعبية ! خلال الفترة الأنتقالية ، يتفق الجميع علي تعريف مفهوم ( المشورة الشعبية ) لولايتي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ، تعريفأ واضحأ لا لبس فيه ! أذ ان مفهوم المشورة الشعبية ، كما هو مضمن في أتفاقية السلام الشامل ، حمال للاوجه ، وكل طرف يفهمه حسب هواه ! تركت اتفاقية السلام الشامل بروتوكول المشورة الشعبية معلقأ في الهواء ، ولم يتم تسكينه وتقعيده ، لدرء سؤ الفهم والدواس لاحقأ ! وهذه واحدة من سلبيات اتفاقية السلام الشامل ، الني أستولدت المحن الحالية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ! مثلا الرئيس البشير يفهم المشورة الشعبية ، حسب تصريحه لجريدة السوداني ( أغسطس 2011 ) ، كما يلي: ( المشورة الشعبية ... فهي من اختصاص المجالس التشريعية في هذه الولايات ، فبعد ان تأتي هذه المجالس برؤيتها للمركز، سيتخذ المركز احد الخيارين، اما ان يقبلها لتصبح ما في مشكلة، واما ان يكون عندنا فيها راي مختلف في المركز ، وبعد ذلك ترفع الى المجلس الولائي ! ( ! وكما لا يخفي علي اي عنقالي فان المجالس التشريعية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ، والمركز ( رئيس الجمهورية ) ، والمجلس الولائي ... كل واحد من هذه الثلاثة مكونات ... أنقاذي بأمتياز ... أحمد وحاج احمد وشيخ أحمد ! الرئيس البشير لا يفهم المشورة الشعبية علي انها تعني تقرير المصير لشعوب الولايتين ! بينما تفهم الحركة الشعبية الشمالية المشورة الشعبية علي انها أجابة شعوب الولايتين ، في استفتاء حر ، علي السؤال المفتاحي : ( هل تعتقدون أن اتفاقية السلام الشامل قد أنصفتكم ؟ نعم أم لا ؟ وما الذي ينصفكم ؟ ) ويمكن ان تكون اجابة شعوب الولايتين ان اتفاقية السلام الشامل لم تنصفنا ، وان ما ينصفنا هو تقرير المصير ، كما حدث لشعوب جنوب السودان ! وقد رفض الرئيس البشير ( الجمعة 4 نوفمبر 2011 ) أقتراح ادارة اوباما بتقسيم ولاية جنوب كردفان ، في جملته وتفاصيله ! رغم ان هكذا اقتراح كان علي طاولة الرئيس البشير ، بعد أنفصال دولة جنوب السودان ، وهلاك أتفاقية السلام الشامل ! أنتظر الرئيس البشير أكثر من أربعة شهور ( من 9 يوليو الي 4 نوفمبر 2011 ) ، قبل أن يدلي برأيه الرافض ، حول تقسيم ولاية جنوب كردفان الي ولايتين ! أذ أن ولايتي جنوب كردفان وغرب كردفان ، كانتأ منفصلتين أصلأ ، وقد تم دمجهما في ولاية جنوب كردفان في يناير 2005 ، حسب ما دعت له أتفاقية السلام الشامل ! ولكن لان الاقتراح بتقسيم ولاية جنوب كردفان ، أتي من أدارة اوباما ، فقد رفضه الرئيس البشير ، لأيمانه ان ادارة اوباما لا تريد خيرأ لنظام البشير ، من وراء أقتراحها ! رغم ان هذا الأقتراح الامريكي يصب في مجري سياسات الرئيس البشير الأثنية ! التداعيات ؟ حذر تقرير الفريق عطا من أنه إذا لم تتم محاصرة المتمردين ، في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ، وتجريدهم من السلاح ، بل وسحقهم فورا ، واليوم وليس غدا ، كما حدث في الكرمك يوم الجمعة 4 نوفمبر 2011 ، فإن الطريق سوف يصير ممهدا لقيام الدولة الثالثة ... دولة وسط السودان ... دولة الجنوب الجديد ! قيام الدولة الثالثة ... دولة وسط السودان ، سوف تكون له اثار قاتلة علي دولة شمال السودان ! يمكن أختزال بعض هذه التداعيات المدمرة في ما يلي :