أعلنت الحركة الشعبية في شمال السودان عن مقتل ما لا يقل عن 19 جنديا حكوميا في مواجهات عنيفة بين متمردي الجيش الشعبي والقوات المسلحة السودانية في منطقة (ورني) في جنوب كردفان، غير أن المتحدث باسم الجيش الحكومي نفى ذلك، معلنا عن أن قطع قواته لكل خطوط الإمداد، التي قال إنها قادمة من دولة السودان الجنوبي. وقال إرنو نقولتو لودي، المتحدث باسم الحركة، ل«الشرق الأوسط»، إن متمردي الجيش الشعبي التابعين للحركة الشعبية في الشمال قتلوا 19 جنديا من القوات المسلحة السودانية في معارك وصفها بالعنيفة بين الجانبين في منطقة أبو الحسن في ولاية جنوب كردفان التي تشهد حربا منذ يونيو (حزيران) الماضي. وقال إن معارك أخرى دارت السبت والأحد الماضيين في منطقة وارني شرق تلودي. وتابع: «قواتنا صدت هجوم ميليشيات المؤتمر الوطني وقتلت منهم 19 جنديا، واستولت على أسلحة وذخائر وسيارات دفع رباعي»، مشيرا إلى أن معارك أخرى دارت في مناطق مختلفة في الأسبوع الماضي. وقال إن الجيش الشعبي يمتلك زمام المبادرة في العمليات العسكرية. وأضاف أن العديد من الهجمات التي أعدتها القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها تم تدميرها والاستيلاء على الآليات في مناطق (تقلي، ورني شمال الليري وأبو الحسن في محلية رشاد). وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، فر نحو 80 ألف شخص من المعارك في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وقد يبلغ هذا العدد 100 ألف في الأسابيع المقبلة. من جانبه، أعلن العقيد الصوارمي خالد سعد، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، في تصريحات صحافية، أمس، أن الجيش الحكومي قام بقطع الإمداد عن الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية في شمال البلاد بإحكام السيطرة على بحيرة الأبيض والعتمور، وهما تقعان على الحدود مع دولة السودان الجنوبي. وقال إن الخطوة لمنع الإمداد بالسلاح والغذاء والمال والتدريب القادم من دولة السودان الجنوبي. وأضاف أن القوات المسلحة تمكنت من إلحاق الهزيمة بالجيش الشعبي في معقل رئاسة الفرقة التاسعة - جيش شعبي بمنطقة جاو، مشيرا إلى أن النزاع الحدودي لن يحل بتجريد الجيوش، وإنما بإعمال النصوص والاتفاقيات والأمم المتحدة. وقال «القوات المسلحة تواجه تمردا يقوده مواطنان سودانيان، هما: عبد العزيز الحلو ومالك عقار، ولا علاقة لنا بدولة السودان الجنوبي»، نافيا دعم جيشه لقوات أتور المتمرد على جوبا. وقال «إن أتور يقاتل دولة الجنوب من داخل العمق الجنوبي، ولا توجد حدود مباشرة بيننا وبين المناطق التي يسيطر عليها في دولة الجنوب».