(رويترز) - حين يبدأ المدير العام للخطوط الجوية السودانية العبيد فضل المولى سرد المشاكل التي تواجهها الشركة الحكومية المتعثرة فانه يستغرق وقتا حتى ينتهي منها. فقد أصبحت الخطوط الجوية السودانية -احدى أقدم شركات الطيران الافريقية والتي كانت تنظم رحلات داخل القارة والى محطات بعيدة مثل لندن وفرانكفورت وامستردام- ظلا لكيانها السابق. وأنهكتها سنوات من العقوبات الامريكية والمتاعب المالية وسوء الادارة وهي مشكلات يعاني منها جزء كبير من البلد الواقع في شمال افريقيا الذي يواجه أزمة اقتصادية شديدة لاسيما منذ انفصال جنوب السودان الغني بالنفط هذا العام. ومع عزلتها الشديدة عن صناعة الطائرات بسبب الحظر التجاري الامريكي يقتصر أسطول الخطوط الجوية السودانية على ست طائرات ايرباص وبوينج وفوكر عمر معظمها 15 عاما. وكثيرا ما تتقطع السبل بالركاب لساعات أو أيام حين تواجه الطائرات أعطالا فنية او تتعطل على الطريق الى المدرج. وبعض أولئك الذين تقلع بهم الطائرات يدعون الله حتى يهبطوا بسلام بعد أن وقعت عدة حوادث في السنوات الماضية. وقال فضل المولى في مقابلة مع رويترز في مقر الشركة قرب مطار الخرطوم ان العقوبات تؤثر سلبا على كل شيء من الصيانة الى قطع الغيار. وأضاف أن كل المشكلات التي تواجهها الشركة تكمن في الاسطول وأن الشركة تحصل على قطع الغيار من أصدقاء وشركات لكنها تضطر لدفع أسعار أعلى كثيرا. وفرضت واشنطن عقوبات على السودان في 1993 وأدرجتها في قائمة الدول الراعية للارهاب لاستضافتها شخصيات مثل أسامة بن لادن وايليتش راميريز سانشيز (كارلوس الثعلب). وفرضت حظرا تجاريا في 1997. وتحاول الحكومة السودانية منذ وقت طويل تطوير الشركة التي تأسست في عهد الاستعمار البريطاني في نهاية الاربعينات بمساعدة مستثمرين من الخارج. مجموعة عارف الاستثمارية الكويتية التي اشترت حصة 49 بالمئة حين خصخصت الحكومة 70 بالمئة من الشركة في 2007 انسحبت بعد ذلك وأعادت بيع الحصة للدولة هذا العام. وقال فضل المولى ان الخطوط الجوية السودانية عادت الى الحكومة والفكرة التي يجري دراستها الان هي اجتذاب شركة تكون مشغلا قبل أن تكون مستثمرا. وعبر عن ثقته في أن يتقدم مستثمر اخر. وتجري الحكومة السودانية محادثات مع مستثمرين ماليين أجنبيين وناقلتين أجنبيتين احداهما الناقلة الوطنية المصرية (مصر للطيران). وقال فضل المولى ان المرشحين الاربعة كلهم من الشرق الاوسط. وأضاف أن هناك مرونة فيما يتعلق بحجم الحصة المعروضة. وسيرث أي مستثمر شركة حكومية كبيرة يعمل بها 1700 موظف وهو عبء محتمل نظرا لصعوبة تسريح الموظفين المحليين في ظل قوانين العمل السودانية. والخطوط الجوية السودانية ممنوعة من دخول الاتحاد الاوروبي بسبب سجلها الفني الضعيف. وتنظم الشركة رحلات الى نحو 16 محطة أجنبية في افريقيا والخليج والشرق الاوسط. وأطول رحلاتها من الخرطوم الى مدينة كانو النيجيرية. وعلى الرغم من المشكلات يرى فضل المولى أن السوادن سوق نمو ضخمة لشركات الطيران مشيرا الى أن خمس شركات فقط كانت تطير الى الخرطوم في 2002. وقال ان العدد ارتفع الى 35 شركة وأن الخطوط الجوية السودانية نقلت 167 ألف راكب في رحلاتها الداخلية في العام الماضي وارتفع العدد الى 260 ألفا هذا العام.