سحبت شركة صينية تعرف اختصارا ب"CMDC" عددا من عمالها من ولاية جنوب كردفان المضطربة عقب مهاجمة قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال لأحد معسكراتها وخطف 29 شخصا من ضمن 76 كانوا يعملون في أحد مشروعات البني التحتية بالولاية. وقد أعلنت الحكومة السودانية أمس تحرير 14 من هؤلاء. ووصل مطار الخرطوم 36 من هؤلاء العمال وينتظر عشرة منهم الترحيل من منطقة العباسية إلى الخرطوم، ولا يزال أحد العمال مفقودا. وبينما حمل الجيش السوداني عبر الناطق الرسمي باسمه الصوارمي خالد سعد الحركة الشعبية مسؤولية أمن وسلامة الرهائن الصينيين، طالب السفير الصيني بالخرطوم ليو شياو فوانغ الحكومة السودانية ببذل قصارى جهدها لإنقاذ رعيا بلاده. وقال للصحفيين "إن الحادث رغم كونه مؤسفا فإنه لن يؤثر على العلاقات السودانية الصينية التي تمتد لأكثر من ربع قرن"، داعيا إلى إيجاد مخرج للقضية وعودة بقية المحتجزين. وكانت السفارة الصينية بالخرطوم قد أعلنت أن أكثر من عشرين صينيا فقدوا بولاية جنوب كردفان التي تشهد تمردا على الحكومة السودانية إثر هجوم للمتمردين على معسكر تابع لإحدى الشركات الصينية. وقال مصدر مسؤول بالسفارة الصينية بالعاصمة السودانية الخرطوم رفض الكشف عن هويته إن السفارة بدأت تنفيذ آلية الطوارئ لمتابعة الأمر وإجراء اتصالات مع الجهات السودانية ذات الصلة لمعالجة المشكلة. أما وزارة الخارجية السودانية فأعلنت بحسب الناطق الرسمي باسمها العبيد أحمد روح للجزيرة نت "ألا تعليق لديها في الوقت الراهن". وكان والي جنوب كردفان أحمد هارون قد قال أمس إن القوات المسلحة تمكنت من تحرير 14 من الموظفين الصينيين، وإنهم في حالة صحية جيدة وتم نقلهم إلى مدينة الأبيض المجاورة في شمال كردفان. وأكد المسؤول السوداني أن "العمل جار لتحرير بقية الصينيين المختطفين". يشار إلى أن المتحدث باسم متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال أرنو نغوتولو لودي أعلن الأحد أن المتمردين الذين يقاتلون القوات الحكومية السودانية منذ يونيو/ حزيران خطفوا 29 عاملا صينيا.